خبر لاجئون محرومون -بقلم صابر أبو الكاس

الساعة 09:23 ص|20 مايو 2013

كاتب فلسطيني

كتب الله لي أن أزور لبنان العام الماضي وأتجوّل في بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هناك وبينما كنت متجها لمدينة صيدا الساحلية وإذ بي أرى منازل كثيرة ملتصقة ببعضها البعض يحوطها من كافة الجوانب أسوار تعتليها أسلاك شائكة وهناك بوابة كبيرة تصطف بجانبها مدرّعة للجيش اللبناني وعدد من أفراد الأمن، حينها وللوهلة الأولى ظننت أنهم في سجن كبير وأنهم محتجزون، فسألت السائق اللبناني ما هذا؟ أجابني: هذا مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، قلت له ولماذا هذه الأسوار وتلك الأسلاك الشائكة وأفراد الامن الذي تحرس المكان؟ قال: لأنه يُمنع خروج أي فلسطيني إلا من خلال إثبات الهوية وإذن للخروج خارج المخيم.

وفي مخيم آخر من مخيمات اللجوء في لبنان زرتُ مخيم برج البراجنة الذي لا يختلف كثيرا عن غيره من المخيمات، حيث الظروف المعيشية شديدة الصعوبة والفقر الشديد والمباني القديمة الآيلة للسقوط الى جانب انتشار الامراض والأوبئة التي سببها انفجار شبكات الصرف الصحي وغيرها.

إنّ ما ذكرته آنفا جزء يسير من معاناة لاجئين هجّروا قسرا من ديارهم فحُرموا أدنى مقومات الحياة الانسانية فليس لهم حق في التعليم والتوظيف والسكن والخدمات الأخرى.

هذه المعاناة التي مرّ عليها أكثر من 65 عاما يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل المعنيين والمسئولين لا أن يقابلها مبادرات تهضم حق هؤلاء اللاجئين المحرومين من العودة إلى ديارهم وأوطانهم.

فكان لزاما على أصحاب القرار في دولنا العربية والاسلامية أن ينهوا معاناة ملايين الفلسطينيين المشردين في بقاع الأرض والذين هم في انتظار وقفة عربية جادة من أجل العمل على عودتهم لديارهم وأوطانهم بدلا من المتاجرة بقضيتهم التاريخية.

لقد تفاجأت كما تفاجأ كثيرون بهذا الموقف العربي الهزيل الذي يأتي في وقت تغيرت فيه الكثير من القواعد والسياسات من تغيير لبعض الأنظمة وإحداث ثورة، وكأن شيئا لم يكن.

وإنني أستغرب خطوة جامعة الدول العربية هذه وكأنهم يقولون لنا لقد تراجعنا عن قرارنا الذي اتخذناه عام 1949 والذي نص على "ضرورة حل مسألة اللاجئين حلاًّ دائما وعادلا بعودتهم إلى أوطانهم والمحافظة على جميع حقوقهم وأموالهم وحياتهم وحريتهم وأن تكفل لهم ذلك هيئة الأمم المتحدة".

وبناء عليه من يظن أن اللاجئ الفلسطيني يمكن له أن يقبل تعويضا أو بديلا عن أرضه وموطنه الأصلي فإنه واهم واهم، فلم يسجل التاريخ منذ نكبة فلسطين وحتى اللحظة أن قبل لاجئ فلسطيني شريف مثل هذه الاطروحات الدخيلة على شعبنا في الداخل والخارج.

وختاما فإن هؤلاء اللاجئين المحرومين لم يمنحوا أحدا تفويضا ببيع أرضهم أو التنازل عنها، لذلك على هؤلاء البعض أن يكفوا عن ممارساتهم المرفوضة والمستهجنة من قبل الشعوب والأحرار في جميع أنحاء المعمورة.