خبر دمج للمدى البعيد- هآرتس

الساعة 09:19 ص|20 مايو 2013

دمج للمدى البعيد- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        بدأت قيادة التخطيط الاقتصادي – الاستراتيجي في ديوان رئيس الوزراء بالعمل قبل نحو نصف سنة. وهذا الاسبوع تقدمت بمنتجها الاول. وتلقت حكومة اسرائيل في جلستيها الاخيرتين استعراضا شاملا عن التوقع الاقتصادي – الاجتماعي للدولة في المدى البعيد، يقع حتى العام 2050. في الدول السليمة يعد التخطيط للمدى البعيد جزءا بنيويا لعمل الحكومة. اما في اسرائيل، فحتى تقرير برودت – الذي خطط ميزانية الدفاع لعشر سنوات، يعتبر اختراقا.

        ان التخطيط لعشرات السنين الى الامام هو خطوة مباركة، شريطة أن تعمل حكومات اسرائيل بالفعل بموجب مبادىء الخطة الاستراتيجية. مرغوب جدا أن تفعل الحكومة هذا، وذلك لان التوقع الذي رفع لها هذا الاسبوع كان قاتما. فحسب التوقع، من شأن اسرائيل الا تبقى على قيد الحياة اقتصادية – اجتماعيا اذا لم تبدأ بالقيام بعمل ما. ويفيد التوقع بان عشرات السنين التي تصرفت فيها اسرائيل دون تخطيط وتفكير للمدى البعيد، ستجبي الثمن منذ العام القادم. من العام 2014 ستغرق اسرائيل في عجز ميزانية بنيوي، يبدأ بـ 3 في المائة في كل سنة، ويتضخم في غضون عقدين الى عجز هائل الحجوم بمعدل 10 في المائة. مثل هذا العجز البنيوي، الذي لا يمكن التغلب عليه، معناه انهيار اقتصادي.

        الثمار الفجة هي وليدة اهمال عديد السنين لفئتين سكانيتين اقليتين – الاصوليين والعرب. فللاصوليين استسلمت الدولة كل السنين، وتركتهم الا يتعلموا المواضيع الاساس، الا يخدموا في الجيش والا يعملوا. اما العرب فميزت الدولة ضدهم وتركتهم دون تعليم عال ودون مصادر عمل. غير أن هؤلاء واولئك هم الان تجمعات سكانية معادية ومنعزلة، ليس لها أمل في الاندماج في المجتمع الاسرائيلي وليس للمجتمع الاسرائيلي امل دون دمجها.

        هذه هي الرسالة القاطعة والجلية التي تفهم من التوقع الاستراتيجي للدولة: دون دمج الاصوليين والعرب ستجد صعوبة في اعادة نفسها على مدى الزمن. حكومات اسرائيل ملزمة برفع المعالجة لهاتين الفئتين السكانيتين الى رأس جدول الاولويات. في حالة الاصوليين هذا يعني بالفعل اشفاؤهم من الامتيازات غير المعقولة التي تلقوها من الدولة وسمحت لهم بنمط حياة هدام. في حالة العرب هذا يعني الشروع في سياسة نشطة لتشجيع التشغيل، اشفاء السلطات المحلية العربية ومعالجة ذرية لجهاز التعليم العربي الفاشل.

        دون هذه الخطوات، مهما كانت أليمة وقاسية، ليس للاصوليين وللعرب ولاسرائيل كلها مستقبل.