بالصور كيف نجا « محمود » وهو في بطن أمه من قناص « الهاجاناه » الماكر؟!

الساعة 03:38 م|19 مايو 2013

غزة

 كثيرة هي القصص والمآسي والويلات التي تؤرخ حقد وإجرام العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين، خاصة تلك التي وقعت عام 1948م أو ما يعرف بـ"النكبة"، لكن من بين تلك القصص والويلات قصص دامية تعتبر ضرب من ضروب الخيال، لكنها بالنسبة للعصابات الاحتلال اللإنسانية تعتبر "أمراً عادياً".

"ذاكرة تأبى النسيان" .. حقيقة أصبحت واقعية ترجمها الحاج "أبو أسامة" من خلال فضحه عبر روايته لـ"فلسطين اليوم" لقصته التي تجمعت خلالها عشرات النكبات بفعل الاحتلال الإسرائيلي وعصاباته الإجرامية.

الحاج محمود المدهون "أبو أسامة" من بلدة المجدل يوضح لمراسلنا ما رواه له أقرباءه من عائلته التي أستشهد معظمها،  وتبدأ تفاصيل الحادثة التي وصفها بالأليمة عند سماع عائلته للأخبار التي أفادت ارتكاب العصابات الصهيونية مجازر -تقشعر منها الأبدان- بحق القرى والمدن المجاورة لبلدته آنذاك.

ويقول "أبو أسامة" وهو من مواليد عام 1949م :"كان سكان مدينة المجدل ومن ضمنهم عائلتي يعيشون في رغد وسعادة مع ضيق الحال والفقر الذي كان يصاحب الفترة الزمنية، حتى جاء غربان الليل من اليهود وأقضوا مضاجعنا".

ويضيف :"حدثني أقربائي أن عصابات (الهاجاناه) هاجمت أجزاء كبيرة من مدينة المجدل وارتكبت مجازر عدة بحق ساكنيها، وفجأة كما حدثني كبار السن بالإضافة إلى أمي ونتيجة أمور عدة حوصرت عائلتي بأكملها ومن ضمنهم أمي التي كانت حامل بي".

وتُعرف "الهاجاناه" انها عصابة صهيونية تأسست في مدينة القدس كرد فعل للثورة العربية التي اندلعت في فلسطين من العام 1920م إلى العام 1921م، وكان الهدف من إنشائها العمل على حماية المغتصبين اليهود المهاجرين إلى فلسطين، وطرد العرب من مدنهم، وساهمت في بناء أكثر من 50 مغتصبة صهيونية.

و"الهاجاناه" كلمةٌ عبريةٌ تعني بالعربية "الدفاع"، ومنها تكون ما يعرف بجيش الدفاع "الإسرائيلي" الحالي بعد دمجها في عصاباتٍ صهيونيةٍ أخرى، مثل عصابات الأرجون زفاي وشتيرن وغيرها، وشاركت بمجازر عدة بحق الفلسطنيين راح ضحيتها الاف الشهداء والجرحى.

ويروي أبو أسامة تلك المشاهد التي نُقلت له -التي حتى اللحظة لازال يعاني تداعياتها وآلامها النفسية والجسدية- أن عصابة (الهاجاناه) تمركزت بالقرب من بيتهم فوق تلة، وأخذت تقتنص وتصطاد عائلته فرد تلو الآخر حتى قتلت 6 منهم، كان أولهم أبوه، الذي حُرم من رؤيته.

وبعد اشتداد القصف ونزوح عشرات العائلات من مدينة المجدل، استطاعت والدته أن تنجو بنفسه وجنينها "محمود" من الموت، وذلك بعد انشغال عصابات (الهاجاناه) بمجازرة استهدفت عائلات اخرى، لكن تلك النجاة العفوية التي وصفها أبو أسامة بـ"المغامرة" كان نصيبها رصاصة حاقدة أصابت أمه وجنينها.

"خرجت أمي من المنزل بعد رؤيتها أبي وعدد من أخوتي قد قتلوا على أيدي عصابات الهاجاناة، لكن فناص ماكر من وحدة الهاجاناة أصابها في رصاصة بمنطقة البطن والتي أصابتني وأنا في بطن أمي في منطقة الظهر، لازلت أعاني منه حتى اللحظة" قول أبو أسامة.

استطاعت بعد ذلك والدة "أبو أسامة" الاختباء بإحدى الـ"بيارات" المزروعة بأشجار البرتقال المجاورة لمنزلهم لمدة 3 أيام متواصلة، حتى وجدت نفسها بعد ذلك في إحدى منازل أهل مدينتها مضرجة بدمائها بعد أن كانت جميع عائلتها قد رحلت ولجئت إلى قطاع غزة عام 1948م، ما استدعى تلك العائلة إلى مداوة وتطبيب والدة أبو أسامة، وبعد أن تعافت انتقلت إلى العيش في معسكرات ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة أوائل عام 1950م، وكان خروجها برفقة من تبقى من عائلتها وأهالي المجدل، الذين لم يتمكنوا من النزوح مع الكم الأكبر عام 1948م نتيجة اشتداد القصف على المدينة.

ويفتخر "أبو أسامة" بان عائلته من اوئل الذين  حاربوا الهجرات اليهودية إلى فلسطين.

وعلى الرغم من إصابة "أبو أسامة" وهو جنين في بطن أمه قبل أن يرى الحياة، ورغم المصاب الجلل الذي تعرضت له عائلته عام 1948م من قتل وتشريد فهو يرى أن العودة إلى المجدل لا تكون إلا عبر فوهة البندقية ومقارعة العدو الصهيوني.

 
اللاجئ محمود المدهون أبو اسامة
-
اللاجئ محمود المدهون أبو اسامة
-
اللاجئ محمود المدهون أبو اسامة