خبر كفى لتزوير التاريخ- هآرتس

الساعة 08:06 ص|19 مايو 2013

 

كفى لتزوير التاريخ- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        منذ عشرات السنين وحكومة اسرائيل تدير صراعا عنيدا على صياغة الوعي التاريخي. في بؤرة المعركة على الوعي الوطني، توجد النكبة – اقتلاع مئات الاف الفلسطينيين في حرب الاستقلال، ورفض السماح بعودتهم. اسرائيل غير مستعدة لاخذ المسؤولية عن هذه الاحداث، بل انها توظف جهودا هائلة، تعليمية أساسا، كي تنفي وتطمس قصصا أو شهادات كفيلة بتأييد وجود النكبة.

        مثال على الشكل الذي تحاول فيه الدولة طي التاريخ الذي لا يريحها في النيسان، يمكن أن نجده في تقرير شاي حزكاني ("هآرتس" 17/5) عن بحث طلب اعداده في بداية الستينيات، رئيس الوزراء في حينه دافيد بن غوريون بهدف تثبيت الزعم الاسرائيلي بان مئات الاف اللاجئين الفلسطينيين تركوا منازلهم بارادتهم الحرة. وقد طلب اعداد البحث على خلفية أصوات في الادارة الامريكية اعتقد بان على اسرائيل أن تسمح بعودة بعض لاجئين 1948، وأجرته هيئة شبه اكاديمية، ذات علاقات وثيقة مع الجيش وسلطات الدولة. وكما كان متوقعا، كان استنتاجه أن الفلسطينيين غادروا بسبب سلسلة طويلة من الاسباب، القاسم المشترك فيها هو صلة هزيلة، هذا اذا كانت على الاطلاق بالاعمال التي اتخذها الجيش الاسرائيلي.

        وتبينت على مدى السنين تفاصيل عديدة تدل على أنه للطرف الاسرائيلي مسؤولية كبيرة في نشوء مشكلة اللاجئين. ولشدة الاسف، فان القليل فقط من المعلومات في هذا الموضوع ينجح في التسلل والوصول الى تلاميذ الثانوية في اسرائيل. ويتم منع المعلومات بواسطة جهاز التعليم الذي يسيطر عليه في السنوات الاخيرة سياسيون ذوو مذاهب قومية متطرفة. احد الاهداف المركزية لوزير التعليم السابق، جدعون ساعر، كان منع مثل هذا النقاش قدر الامكان.

        قبل بضع سنوات طلبت وزارة التعيم اعداد كتاب تعليمي في التربية الوطنية عن العرب في اسرائيل ("هل بات مسموحا قول نكبة؟"، "هآرتس" 17/5). وكان هذا حين كان المسؤولون عن تعليم الجيل القادم لا يزالون يحاولون التغلب على الاراء المسبقة واسوار العداء بدلا من تخليدها. وقد اكتملت كتابة الكتاب قبل نحو سنة، ولكن في الاجواء التي حرص ساعر على تنميتها لم يكن هناك احتمال بان يقر، بل وسحب بالفعل. وفي أول خطاب له قال الوزير الجديد، شاي بيرون انه يطلب من الجهاز برئاسته ان تشجيع التلاميذ "الفضولين، الذين يسألون ويعجبون". وسيكون اقرار كتاب التعليم الجديد دليل على أنه بالفعل يقصد ذلك.

        ان النكبة الفلسطيني بحاجة الى اعتراف اسرائيلي. بدونه لا سبيل الى فهم أصل النزاع مع العرب والوصول الى مصالحة تاريخية. هذه ليست فقط من مهام وزير التعليم بل ورئيس الوزراء ايضا.