خبر القدس العربي: إغلاق معبر رفح..انتقام في غير محله

الساعة 10:04 ص|18 مايو 2013

وكالات

السلطات المصرية تواصل مفاوضاتها مع عدد من شيوخ العشائر في صحراء سيناء للافراج عن تسعة من الجنود المصريين تعرضوا لعملية خطف وهم في طريق عودتهم الى القاهرة في حافلات صغيرة.

اللجوء للمفاوضات للتعاطي مع هذه القضية الخطيرة والمعقدة قرار يعكس الكثير من الحكمة والتروي، لان اللجوء الى العنف قبل استنفاد كل الطرق والوسائل السلمية قد يعطي نتائج معاكسة تماما، مضافا الى ذلك انه اي اسلوب التفاوض حقق نجاحا في بعض الحالات المماثلة.

ما يصعب فهمه، بالنسبة الينا، والكثيرين مثلنا، هو اقدام افراد غاضبين من الشرطة المصرية على اغلاق معبر رفح الحدودي، المنفذ الوحيد لمليوني فلسطيني في قطاع غزة الى العالم الخارجي.

شهود عيان قالوا لوكالات انباء اجنبية ان اغلاق المعبر جاء كرد فعل على اختطاف الجنود المصريين الذين يعملون في محافظة شمال سيناء في الساعات الاولى من يوم الخميس الماضي للمطالبة بالافراج عن متشددين اسلاميين سجناء مقابل الافراج عن هؤلاء الجنود.

الخاطفون، ومثلما تؤكد المعلومات التي نقلتها الوكالات الاجنبية، هم متشددون اسلاميون من ابناء محافظة سيناء، والمخطوفون هم من جنود الامن المصريين، فما ذنب معبر رفح والفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل على جانبيه، بحيث بات على الكثيرين منهم، خاصة اولئك العائدين الى القطاع المبيت في العراء لايام وربما لاسابيع، لانهم اصبحوا رهائن اخرين يدفعون ثمن جريمة خطف ليس لهم فيها ناقة او جمل.

حركة المقاومة الاسلامية ‘حماس′ التي تحكم قطاع غزة حاليا، ادانت عملية خطف الجنود المصريين، واعربت عن استعدادها لوضع كل ما لديها من امكانيات للافراج عن هؤلاء المخطوفين منذ اللحظة الاولى للاعلان عن هذه العملية الاجرامية، وهذا موقف يحسب لها، ويكشف عن تعاونها الايجابي لايجاد الحلول والمخارج، واطلاق سراح هؤلاء الجنود الابرياء. ما يوقعنا في حيرة كبيرة ان هؤلاء الجنود الغاضبين اقدموا على اغلاق معبر رفح بتصرف جماعي من جانبهم، ودون اي تعليمات من قيادتهم السياسية او العسكرية مما يعكس جريمة اكبر، اي عدم الانضباط العسكري والتصرف بمعزل عن القانون وهم الذين يجب ان يكونوا الاحرص على تطبيقه وفرض احترامه.

في العرف العسكري، في الدول جميعا، يجب تقديم هؤلاء الى محكمة عسكرية، لانهم تصرفوا بطريقة غير مسؤولة، ووضعوا انفسهم فوق القانون، وهم بذلك لا يختلفون مطلقا عن الخاطفين بتصرفهم هذا، بل جريمتهم اكبر.

نتمنى ان تتدخل السلطات المصرية، وتفرض هيبتها باعتقال هؤلاء وتقديمهم الى المحاكم المختصة، واعادة فتح المعبر امام المسافرين في الاتجاهين، احتراما لمصر ومكانتها وسيادة قوانينها، لان اغلاق المعبر، وبهذه الطريقة ‘المزاجية’ يسيء لمصر الثورة وصورتها امام العرب والعالم، وهذا ما لا نتمناه نحن الذين نحبها، ونحترم قوانينها، ونحرص على سيادتها وامنها، ولا نتمنى لها الا الخير والاستقرار معا.