تقرير لأول مرة منذ الحصار.. انخفاض أسعار مواد البناء بغزة

الساعة 09:21 ص|18 مايو 2013

غزة (خاص)

لأول مرة منذ تشديد الحصار الصهيوني على قطاع غزة وفتح الأنفاق الحدودية مع مصر كبديل مؤقت عن معابر القطاع التجارية، تشهد مختلف أنواع مواد البناء انخفاض في سعر طن الواحد لأسباب مختلفة أهمها دخول المواد بكميات كبيرة للمشاريع القطرية والدولية وعزوف المواطن الغزي عن بناء قطة أرض له والاكتفاء بشراء إحدى الشقق السكنية الجاهزة.

فسعر طن الاسمنت انخفض في الأسبوع الماضي عن الـ400 شيقل ليصبح 370 وطن الحديد انخفض عن 3000شيقل وهذا لم يحدث منذ تشديد الحصار على غزة عام 2006، ووفقاً للمحلل الاقتصادي فإن السبب لاكتظاظ مواد البناء في المحلات التجارية، فيما عادت مواد البناء في الارتفاع بعد حادثة اختطاف الجنود المصريين السبعة وإغلاق معبر رفح لتصل إلى 430شيقل لطن الأسمنت.

المشاريع الدولية وراء انخفاض الأسعار

فقد أكد المحلل الاقتصادي محسن أبو رمضان أن أي سلعة أو بضاعة مرتبطة بقانون العرض والطلب فكلما زاد الطلب زاد السعر وقل العرض، قائلاً :"المواطن الغزي خاصة أصحاب الدخل المحدود الطبقة الفقيرة والمتوسطة من أهم أولوياتهم في الحياة اليوم توفير الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم ما دفعهم للعزوف عن عملية البناء".

وأوضح أبو رمضان لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، أن ارتفاع الأسعار في الماضي كان للطلب الكثير وكان العرض معدوم بسبب الحصار الإسرائيلي وإدخال كميات محدودة عبر الأنفاق.

وأضاف، قلة أسعار مواد البناء اليوم مرتبطة بدخول المواد عبر معبر كرم أبو سالم للمشاريع الدولية والقطرية وبناء العديد من الشقق السكنية التي فتحت المجال أمام المواطن لشراء شقق جاهزة وقلة توجهه لبناء قطعة أرض له.

ولفت إلى أن قطاع غزة يشهد حالة من العمران القوية وكثيفة جداً ، ولكن أغلب العمران تابعة لمشاريع إما حكومية أو مؤسساتية دولية تتجه لبناء شقق سكنية أو مستشفيات ومراكز تطوير وإعادة تأهيل وغيرها.

وعبر الكثير من محدودي الدخل عن حسرتهم الشديدة لعدم مقدرتهم على استغلال فرصة انخفاض الأسعار سيما المواد المهربة عبر الحدود المصرية والبدء بالبناء والتعمير قبل ارتفاعها مجدداً مع أي أزمة عابرة قد تصيب العلاقات المصرية الفلسطينية في قطاع غزة.

 

الأنفاق في خطر

من جهته أكد زكي علوان صاحب أحد الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة ، أن حركة بيع مواد البناء شهدت تراجعاً كبيراً خلال الأسابيع الماضية لقلة طلب المحلات التجارية ما أدى لزيادة البضاعة وخفض سعرها.

وقال علوان "لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، :"قلة طلب المحلات التجارية لشراء مواد البناء دفعنا – أصحاب الأنفاق- للتقليص من إدخالها عبر الأنفاق مع مصر فبدلاً من إدخال 1500 طن في اليوم أصبحت أنا وشريكي ندخل 600طن".

وأوضح أن سعر مواد البناء انخفض إلى ما يقرب الـ 40 شيقل في طن الأسمنت فبدلاً من 410 شيقل أصبح 370 شيقل معللاً انخفاض سعر الطن لعدم الطلب والشراء.

ولفت علوان، إلى أن وضع أصحاب الأنفاق بعد الاكتفاء من إدخال مواد البناء أصبح صعب فالأرباح قلت والوضع الاقتصادي في غزة صعب جداً على كافة المستويات ، قائلاً :"أنا وشريكي قلصنا عدد العمال وهذا الأمر ليس سهلاً علينا فعمل الأنفاق مصدر رزق للكثير من العمال العاطلين عن العمل".

ويعمل في الإنفاق وخصوصاً في مجال سحب المواد الخام آلاف الشباب بأجور مرتفعة مقارنة مع الأعمال الأخرى المتاحة في القطاع وذلك نظراً للخطورة العالية التي يتعرض لها هؤلاء العاملون سيما بعد مقتل قرابة 300 عامل في الأنفاق منذ ظهورها على نطاق واسع قبل أكثر من ثلاث سنوات.

وبسحب خبراء والجهات الرسمية، فإن قطاع غزة بحاجة لبناء أكثر من 100 ألف وحدة سكنية للتغلب على الضائقة السكنية التي يتعرض لها وخصوصاً في أوساط الشباب.