تقرير مطلوب فوراً.. وثيقة لتخفيف تكاليف الزواج في غزة

الساعة 09:01 ص|18 مايو 2013

غزة (خـاص)

عند الحديث عن "الزواج".. فهذا يعني الكثير من النفقات التي تتزايد يوماً بعد يوم بسبب المتطلبات الكثيرة التي أصبحت تصاحب مراسم الاحتفال بالزواج، من بينها طقوس مكلفة لا تزيد "العريس" سوى إرهاقاً ومزيداً من "الديون المتراكمة".

وقد حظيت الوثيقة التي أعلن عنها مجموعة من وجهاء بلدة الظاهرية التي إلى الجنوب الغربي من مدينة الخليل بالضفة المحتلة، باهتمام بالغ من قبل الكثير من الشبان الذين تابعوا أخبار تلك الوثيقة التي تناقلتها وسائل الإعلام والتي تهدف لتخفيف تكاليف الزواج.

فكرة وثيقة تخفيف تكاليف الزواج، صدرت عن وجهاء بلدة الظاهرية وشبابها تهدف بالأساس لتخفيف نفقات الشباب المقبلين على الزواج خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والحد من المتطلبات الإضافية لطقوس الأفراح، والعديد من النفقات التي تُرهق أهالي العريسين.

ويعيش قطاع غزة المحاصر في أوضاع اقتصادية صعبة جراء قلة فرص العمل، والبطالة التي تتفشى في صفوف خريجي الجامعات على الرغم من كافة الاجراءات التي تقوم بها الحكومة بغزة لخفض نسبة البطالة.

متطلبات غير ضرورية

الشاب خالد عثامنة (26 عاماً) رحب في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" بهذه الفكرة التي تقلل من النفقات التي ترهق كاهل الشاب المقبل على الزواج، موضحاً أن بعض الأهالي أصبحت تترك الأمور الواجبة في الأفراح والصرف الكثير على متطلبات غير ضرورية في الأعراس.

كما أشار إلى أن بعض الطقوس التي تصاحب "الفرح" أصبحت تبعد الشاب عن فكرة الزواج نظراً لصعوبة تحقيقها في ظل وضع مادي صعب، الأمر الذي يضطره للدين ومن ثم جلب المشاكل العديدة له ما بعد الزواج.

وقد أيده الشاب محمد عوض الله (31 عاماً) فيشير إلى أن غلاء المهور بشكل مبالغ فيه أصبح عقبة كبيرة تقف حائلاً دون إتمام الزواج، مضيفاَ:"يظن الأهالي أن رفع سقف المهر يعني تحقيق السعادة لابنتهم، على العلم أن الكثير من المتزوجات قد يقعن ضحية مهورهن الغالية بسبب الديون التي تتراكم على أزواجهن بعد الزواج الأمر الذي يثير العديد من المشكلات الاجتماعية".

فكرة الزواج ملغية

وطالب عوض الله في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"بضرورة الاتفاق على وثيقة أو أسس للزواج كل على حسب مقدرته وعدم النظر للآخرين فيما حصلوا عليه وقاموا بفعله في الأعراس والأفراح، كأن لا يكلف أهل العروس عريس ابنتهم ما لا يطيق على فعله أو دفعه، وتشجيع الشبان على الزواج ومساعدتهم.

أما الشاب علي صوالحة (28 عاماً) فيوضح أنه لا يفكر في موضوع الزواج في الوقت الحالي وحتى لو وصل عمره للأربعين لأن وضعه المالي صعب، ولا يستطع أن يتماشى مع تكاليف الزواج الحالية التي تكلف أقلها ـ5000 دينار.

وطالب صوالحة في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، الحكومات والمسؤولين عن الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية ورجال الاقتصاد، بضرورة القيام بمشاريع لدعم الأزواج، للأعراس الجماعية، والمساهمة في التخفيف من التكاليف.

أقلهن مهراً أكثرهن بركة

الداعية والشيخ سميح حجاج، أكد أن الدين الإسلام دعانا للتخفيف من المهور، نافياً أن يكون هناك تحديد لقيمة المهر، وذَكَر قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما أراد تحديد المهور في الزواج عندما بالغ به الناس في عهده، لتيسير الزواج لشباب المسلمين، ولكن خرجت عليه امرأة وتقدمت المصلين، وقالت له: يا عمر لم تحدد مالم يحدده الله ورسوله ؟ ألم تسمع قوله تعالى ( وإن أتيت إحداهن قنطاراً) ؟ فقال عمر : أخطأ عمر وأصابت امرأة.

وأوضح الشيخ حجاج لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن القنطار لا لحد لقليله أو كثيره، ولكن الدين حرضنا على التخفيف من المهور، على اعتبار أن "أقلهن مهراً أكثرهن بركة".

وبين الشيخ الداعية، أن كثير من الناس يجعل ابنته سلعة يغالي في مهرها ولكنها غالباً لا تسعد في حياتها، مشيراً إلى إحصائيات أكدت أن كير ممن يُغالين في مهرهن لا تتحقق سعادتهن، حيث أن الشاب يضطر للدين للاستجابة لطلب المهر الغالي، فتنشب المشاكل بعد الزواج.

وأضاف الداعية حجاج، أن الكثير من الأزواج أصبحوا يحصلون على قروضاً من البنوك لدفع تكاليف الزواج والمهر، فتنشأ المشكلات العديدة، خاصة مع الكفلاء مما يتسبب لمشكلات زوجية وعائلية.

وشدد، على أن المخرج من هذه المشكلة، هو الالتزام الشرعي دون التحديد، وطلب المُستطاع حتى يُطاع، داعياً لتخفيف المهور على الشباب ليتسنى لهم الزواج، منوهاً إلى أن الكثير من الناس تسهم في تكليف ذواتها والإثقال على الآخرين.

وأكد الشيخ حجاج، على ضرورة توعية المواطنين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي أصبحت تحظى باهتمام وتأثير بالغين لدى المواطنين.