تقرير الأقصى في خطر.. والعرب يتنازعون على دور « لجنة القدس »

الساعة 08:46 ص|16 مايو 2013

غزة (خاص)

رغم ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من خطر شديد نتيجة اقتحامه المتكرر من المستوطنين الصهاينة بحماية الشرطة الإسرائيلية إلا أن العرب ما زالوا يتنازعون على دور مؤسسات القدس وخاصة "لجنة القدس" التي يرأسها ملك المغرب محمد السادس دون حراك فوري وعاجل لإنقاذ الأقصى من خطر "حجيج المستوطنين".

"لجنة القدس" تشكلت عام 1975 ، بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء الخارجية العرب الأعضاء في "منظمة التعاون الإسلامي" ووكلت رئاستها للملك الحسن الثاني بن محمد المغربي وقد ترأسها بعد وفاته نجله الملك محمد السادس.

وتشهد مدينة القدس والمسجد الأقصى حالة من الغليان الشديد حيث الاقتحامات المتكررة للمستوطنين ودعواتهم "للجيج في الأقصى"من جهة، وتصدي المقدسيين لتحركات المستوطنين من جهة أخرى ما ينتج عنه مواجهات واعتقالات في صفوفهم من قبل الشرطة الإسرائيلية التي تقوم بحماية المستوطنين.

 فتح تتفق مع الإخوان وتنتقد لجنة القدس

وقد اتفق مسئول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر مع تصريحات عصام العريان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة المصري حول الانتقادات التي وجهت للجنة القدس وتقصيرها في أداء المهام التي وكلت إليها.

وانتقد عبد القادر في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم الخميس، دور لجنة القدس قائلا :"هي لجنة محنطة لا نرى منها أي دور على أرض الواقع فلا دعم سياسي أو مادي لهذه اللجنة للمقدسين الفلسطينيين مؤكداً أنها تساهم في تأكل عروبة القدس".

وقال عبد القادر :"مع احترامنا للملك محمد السادس وتقديرنا له إلا أن لجنة القدس التي يرأسها لا تقدم شيء للمقدسين سوى مشاريع لا دور ولا قيمة لها ، لافتاً إلى أنها لم تعقد أي اجتماعات لمناقشة وضع القدس وخاصة في هذه الأيام التي تشهد خطورة كبيرة على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الصهاينة كما أنها لم تنشر أي بيان إعلامي يدين ممارسات المستوطنين، متسائلاً إذا لم تفعل ذلك ما دورها؟".

وطالب عبد القادر منظمة المؤتمر الإسلامي التي أوصت بتشكيل لجنة القدس ، بإعادة النظر في تشكيل اللجنة خصوصاً في هذا الوقت الخطير على الأقصى.

وكان عصام العريان، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة المصري، التابع لجماعة الإخوان المسلمين المصرية، قد انتقد في تصريحات نسبت إليه ضعف دور لجنة القدس، وقال إنها لم تقدم شيئا للقضية الفلسطينية. وذلك خلال اجتماع لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري، كما طالب السفير علاء يوسف، مدير إدارة "إسرائيل" بوزارة الخارجية المصرية، منظمة التعاون الإسلامي بضرورة التحرك لتفعيل عمل لجنة القدس لمواجهة عمليات التهويد والاستيطان.

 خارجية المغرب تنتقد تصريحات العريان

فيما انتقدت وزارة الخارجية المغربية تصريحات العريان التي انتقص فيها من دور لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس. وجاء في بيان توضيحي للوزارة، أصدرته الليلة قبل الماضية، أن وزارة الخارجية والتعاون تلقت «باستغراب كبير تصريحات منسوبة إلى شخصيات مصرية انتقصت من دور لجنة القدس وحاولت التبخيس منه».

وأفاد البيان بأن تلك التصريحات تشكل «إنكارا غير مسؤول لما تقوم به لجنة القدس وذراعها وكالة بيت مال القدس الشريف، التي يشرف الملك محمد السادس شخصيا على عملها، من خلال مبادرات ومشاريع حيوية لحماية المدينة المقدسة والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم صمود أهلها أمام كل محاولات التهويد».

فعلى المستوى السياسي، تؤكد الخارجية المغربية أن لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس «تقوم بالمتابعة المستمرة لتطورات الوضع بالمدينة المقدسة وتوالي المبادرات السياسية لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية ضدها. ومن ذلك المراسلات والاتصالات المتتالية لرؤساء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية ذات الصلة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاته، وهي الجهود التي أشادت بها بانتظام مختلف مؤتمرات القمة العربية والإسلامية».

وعلى المستوى الميداني، يضيف البيان: «تقوم وكالة بيت مال القدس الشريف بعمل ميداني متواصل، وبمشاريع حيوية لحماية القدس والحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم صمود المقدسيين أمام محاولات التهويد. وتشمل تلك المشاريع مجالات التنمية الاجتماعية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة والإسكان والصحة وترميم المآثر التاريخية وغيرها، مع الإشارة إلى أن المملكة المغربية تساهم بنسبة 80 في المائة من ميزانية الوكالة. وكنا نتمنى أن تضاف الجهود المصرية للإسهام في هذا العمل الميداني للوكالة لصالح القدس والمقدسيين».