خلال مؤتمر الثوابت الفلسطينية بالقاهرة

خبر خلال مؤتمر الثوابت بالقاهرة..د.الهندي يدعو العرب لسحب مبادرتهم الميتة

الساعة 08:17 ص|15 مايو 2013

القاهرة- متابعة

دعا الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، العرب إلى سحب مبادرتهم التي وصفها بالميتة، وتقديم خدمة للفلسطينيين بتعزيز صمودهم ودعمه للنهوض من أجل الدفاع عن أرضه ووطنه.

وقال الهندي:" إذا أراد العرب أن يقدموا خدمة لنا فليعززوا صمود شعبنا الذي ينهض للدفاع عن أرضه، ولا يكونوا في خدمة المشروع الذي يتربص بالأمة بالدوائر.

جاءت كلمة الهندي خلال مؤتمر "الثوابت الفلسطينية في ضوء الثوابت الإنسانية"، الذي انطلق في العاصمة المصرية القاهرة صباح اليوم الأربعاء برعاية وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المصرية.

ودعا الدكتور الهندي العرب إلى سحب مبادرتهم المعلقة في الهواء منذ 11 عاما ولا يلتفت إليها أحد وفجأة يخرجها الحاوي الأمريكي مع تعديلات تمثل عربون غير مسترد ليشغل بها المنطقة سنوات جديدة ، وأضاف :"نقول لهم إذا أردتم القيام بمسئولياتكم تجاه فلسطيني فعليكم تعزيز صمود شعبنا المقاوم ، وإذا أردتم القيام بمسئولياتكم تجاه بلادكم فعليكم تعزيز صمود شعب فلسطين ، لأنه لا استقلال حقيقي للعرب دون تحرير فلسطين ودون التصدي للمشروع الصهيوني في فلسطين ، لأنه لا أمة عربية دون فلسطين .

ودعا شعوب ودول الأمة إذا أرادت أن تدعم صمود شعب فلسطين إلى دعم ومساندة بلاد الثورات وخاصة مصر ونعتبر ذلك أفضل دعما لفلسطين وشعبها ، لأنه ليس هناك نهضة للأمة دون نهضة مصر .

كما دعا قوى الثورة في بلاد الربيع العربي على اختلاف توجهاتها ومشاربها الفكرية والسياسية إلى البحث عن التوافق طالما الإجماع غاب عن الأمة منذ أكثر من قرن مع نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط دولة الخلافة .

كما دعا السلطة والفصائل الفلسطينية إلى عدم الانجرار إلى وهم السلام السراب وإضافة سنوات أخرى من الضياع ، قضايا الشعوب ليست حقول تجارب في مختبرات واشنطن والرهان الحقيقي لا يكون على مبادرات الإدارة الأمريكية التي أعلنت التزامها الحديدي بأمن إسرائيل ، الرهان يكون بشعبنا ومقاومته كما ندعوها إلى انجاز المصالحة الفلسطينية على أساس الثوابت الوطنية وعلى أساس حماية المقاومة .

ووجه دعوة إلى كل قوى وفصائل المقاومة إلى الوحدة في خندق الجهاد والى الحفاظ على البوصلة في تجاه مقاومة العدو ومشاغلته والتصدي لمخططاته . إن التصدي للعدو هو دعم لنهضة الأمة وتفاعلها مع فلسطين ، كما أن نهضة الأمة هي دعم للشعب الفلسطيني ومقاومته.

  وأضاف :" إسرائيل استمرت في قصف شعبنا بيوته ومساجده ومدارسه 22 يوما والعالم يتفرج ولم يحرك ساكنا ، وفي عدوان 2012 عندما تجرأت المقاومة وقصفت تل أبيب ،  كل العالم ممثلاً بوزراء خارجيته تقاطر إلى المنطقة من أجل انجاز التهدئة بين المقاومة وهذا العدو ، واضطرت الإدارة الأمريكية إلى القبول بأـن يقوم الرئيس المصري الدكتور مرسي -الذي يفتعلون له المشاكل الداخلية- للقبول  بإنجاز التهدئة .

 وقد رحب وزير الأوقاف والشؤون الدينية المصرية طلعت محمد عفيفي بالحضور، مؤكداً أن فلسطين في القلب، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وأن هناك حقائق لا تغيب عن أحدنا، أهمها أن الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله تعالى لا يخلو منها زمان أو مكان، وأن النهاية ستكون للمتقين، ووجوب أن يكون المسلمين أهلاً لنصرة الله.

وفي كلمته، شدد د. اسماعيل رضوان وزير الأوقاف في الحكومة بغزة على ضرورة الحفاظ على حق العودة، وأن حق العودة لا يقبل القسمة، وهو حق فردي وجماعي، مؤكداً على التمسك بثوابت شعبنا وأمتنا.

وعاهد الوزير رضوان، أمتنا أن نكون الأوفياء للحفاظ على ثوابت شعبنا وأمتنا، وحق العودة، ففلسطين هي أرض وقف لأجيال المسلمين، وارتبطت بعقيدتنا".

وقال: "الشعب الفلسطيني متمسك بخيار المقاومة وبإطلاق سراح كافة الأسرى خلف قضبان الاحتلال وضحوا من أجل الدفاع عن أرضنا.

من جانبه، أكد الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة حماس، أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل التغيرات الإقليمية والدولية وظهور الصحوة الاسلامية في المنطقة واقعا عمليا في الإدارة والحكم وبعد أن مضى على احتلال فلسطين 65 عاما انقضت ولم تنقض فيها الأجيال أو يتخلى الشعب عن ثوابته أو تفتر العزائم أو يقل الحماس تجاه التحرير".

وأضاف:"لا تملك العودة للمفاوضات تلك الجهة التي لا تملك تمثيل الشعب بعد أن ألغت الميثاق وتعاونت مع العدو ونسقت معه واستمرت في إعطاء الغطاء لمزيد من تهويد القدس".

وقال: "هذا المؤتمر يأتي ليؤكد على النقلة النوعية في المحافظة على الثوابت الفلسطينية بعد أن سطرت المقاومة في غزة والضفة أروع الملاحم، ورسمت الشكل القانوني للعلاقة مع المحتل بعد أن قدم الشعب عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين".

وبين القيادي الزهار أن هذا اللقاء يجتمع على المبادئ والثوابت لتجاوز الشعارات التي أسقطتها حقائق المواجهات وظهرت فيها بسالة المقاومة في مواجهة 4 حروب صهيونية في 6 سنوات ماضية، والتأكيد على صدق الإيمان وسلامة المسيرة".

وشدد، على أن الثوابت هي ذات الثوابت في كل الأمم من الغايات الكلية، ولا تعديل عليها مهما تبدلت الأحوال، ولا تخضع لرغبات الأشخاص والأحزاب، وخيارات الاستفتاء، ومهما فرط بها البعض أو قصر عنها جيل.

وأضاف القيادي الزهار، أن المقدسات ليست للبيع أو المساهمة ويتفق في ذلك المسلم والمسيحي لأنهم أصحاب حق وعليهم نفس الواجبات ولهم حقوق، وأن الثوابت في تاريخنا أصيلة وثابتة وراسخة هكذا كانت وهكذا ستبقى.

جدير بالذكر، أنه يُشرف على المؤتمر جمعية القدس وفلسطين, وبرعاية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وزارة الأوقاف المصرية, وبحضور الفصائل الفلسطينية والعديد من الشخصيات البارزة والمهتمة بالقضية الفلسطينية من العلماء والسياسيون والقادة من مختلف الدول العربية والإسلامية.

وتشمل محاور المؤتمر "الثوابت الإنسانية والحضارية"، التي يحاضر فيها "د. محمد سليم العوا.. د. محمود الزهار.. د. راغب السرجانى.. د. نادية مصطفى. ويحاضر في الجلسة الثانية التي تتناول "الثوابت الإنسانية والحقوق الفلسطينية"، د. السيد أبو الخير حول "الحق في السيادة على الأرض".. د. راجي الصورانى عن "حقوق الأسرى في القانون الدولي".. عصام عدوان حول "حقوق اللاجئين وحق العودة"، بينما تتناول محاضرة الأب عطا الله حنا "الاعتداءات الصهيونية على القدس، وإجراءات التهويد".

ويبحث المؤتمر فى جلسة خاصة قضية "الكفاح الفلسطيني في ضوء الثوابت الإنسانية والحضارية"، يديرها الإعلامي وائل قنديل، ويحاضر فيها د.محمد السعيد إدريس (حق المقاومة في القانون الدولي).. د. سليمان صالح (حق المقاومة في ضوء الثوابت الإنسانية والحضارية).. د. محمد محسوب (التمييز بين المقاومة والإرهاب والعنف).

ويركز المؤتمر في جلسة أخرى على ملف "أبعاد ونتائج الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين"، حيث يفند د.جمال عبد الهادى "عدم مشروعية الاحتلال الصهيوني لفلسطين من منظور تاريخي"، ويكشف المستشار السابق للرئيس المصري، محمد عصمت سيف الدولة عن "عدم شرعية الوجود الصهيوني في فلسطين"، فيما يتناول المفكر اليساري عبد القادر ياسين "ضحايا العدوان الصهيوني على الوطن العربي وفلسطين".