خبر 65 عاماً.. و الكبار يموتون و الصغارلا ينسون!!

الساعة 07:44 م|14 مايو 2013

غزة _خاص

في كل صباح تجلس الحاجة أم غازي، 70 عاماً وتجمع حولها أحفادها لتقص عليهم سيرة الدار و بستان البرتقال و قصص "الحاكورة"، و موسم الحصيدة و غيرها من القصص التي لا يأت ذكرها عبثاً، و لكن لحفرها في ذاكرة الصغار منذ الصغر حتى لا ينسوها.

ويُحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من أيار/ مايو من كل عام، الذكرى السنوية لاغتصاب عصابات الاحتلال المدعومة من الدول الغربية أراضيهم عام 1948، وإقامة كيانهم عليها الذي حمل اسم «دولة إسرائيل»، فيما يحيي الاحتلال ما يسميه "يوم الاستقلال"، وهو اليوم الذي أنهت فيه القوات الإسرائيلية حربها ضد العرب بعد احتلال المدن الفلسطينية وتدمير القرى وإقامة دولتها على أنقاض المدن والقرى المُهجّرة.

و تستذكر الحاجة أم غازي اليوم في ذكرى النكبة أخبار الماضي العريق، قائلة:" إن هذه الذكرى تفتح جروحنا في كل عام بل في كل يوم، و معها نستذكر ما حل بنا و بقرانا التي هجرنا منها, و لا زال هذا الشريط الأسود في حياتنا يمر في مخيلتنا كأنه حدث قريب، لكننا لم نعدم الحيلة يوماً في العودة إلى أرضنا و بيوتنا".

وتواصل حديثها لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية قائلة: " إن رئيسة الوزراء الصهيونية السابقة غولدا مائير، كانت تحدث شعبها عن أفضل طريقة للتخلص من الفلسطينيين، فأوصتهم بأن "يقتلوا كبارهم فينسى صغارهم"، لكن خاب ظنها، و بقينا نذكر جدران بيوتنا و نشم رائحة البرتقال فيها حتى الآن، رغم أننا خرجنا منها صغاراً،وما زلنا نحتفظ بأوراق الطابو و مفاتيح بيوتنا و لم نفرط فيها أبداً، و لن يتحقق حلم الاحتلال بأن نموت نحن الكبار وينسى الصغار، فحق العودة ثابت و راية تحملها الأجيال جيلاً بعد آخر.

أما حفيدها عدي، 14 عاماً، فعبر عن أمله في العودة إلى أرض أجداده قائلاً: "إن حلم العودة سيبقى محفوراً في ذاكرتنا و لن ننسى هذا الحق مهما طالت السنين.

و قال: "صحيح أنني لم أرى بلدتي بربرة يوماًً، لكن عشقها يتغلغل في قلوبنا يوماً بعد يوم، لما سمعناه من أجدادنا و آبائنا عنها، و لن ننساها على طول الزمن، و سنبقى نذكرها في كل حين و نرسم أشجارها على كراساتنا المدرسية و نكتب عنها على صفحات الكتب و المدونات ة صفحات الانترنت حتى تعود لنا، و لن يضيع حق ووراءه مقاومة، فكيف إذا كان الذي يقاوم هو الشعب الفلسطيني؟؟

و تقول شيماء، 17 عاماً من "بلدة يبنا": "لا أحد يستطيع أن ينسى بلده الأصلي، و وجودنا في غزة سيبقى مؤقت، ونحن ضيوف فيها حتى موعد عودتنا الذي نراه اقرب من أي وقت مضى".

و لفتت شيماء إلى أن حلم العودة يراود الصغار و الكبار، بل ان الصغار أصبحوا يستفسرون من آبائهم و أجدادهم ليقصوا عليهم قصص الهجرة من أراضيهم عام 1948، و يتعرفون على بلداتهم الأصلية من خلال البحث في الكتب و الموسوعات، في مؤشر واضح على كذب مقولة الاحتلال بأن "الصغار سينسون".

لكنها أكدت بأن الحلم في العودة لن يتحقق الا بوحدة الشعب الفلسطيني، و التفافه حول مقاومته الباسلة، الطريق الوحيد للعودة قي الوقت الذي فشلت فيه كل الخيارات الأخرى.