تقرير إنهاء الانقسام الفلسطيني العربي بداية نهاية العدو الصهيوني

الساعة 02:47 م|14 مايو 2013

غزة - تقرير خاص

بعد 65 عاماً من النكبة .. فلسطين لازالت محتلة رغم التضحيات الكبيرة .. فلماذا؟

إنهاء الانقسام الفلسطيني العربي بداية نهاية العدو الصهيوني

قادة الفصائل يستعرضون أسباب استمرار إحياء ذكرى النكبة

الاستيراتيجية الفلسطينية ستقصر عمر الاحتلال

خمسٌ وستون عاماً مرت على تهجير الفلسطينيين من ديارهم التي احتلتها العصابات اليهودية عام 1948 بدعم ومساندة من بريطانيا وأعلنوا على أنقاض أرضهم دولتهم، بعد أن ارتكبوا أفظع الجرائم والمجازر بحق الإنسانية وشردوا أهلها قسراً إلى الدول المجاورة ومخيمات اللجوء في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكان أغلب ظن هؤلاء المشردون أن أزمتهم لن تدوم طويلاً وأنهم سيعودون بعدة عدة أيام إلى ديارهم، الأمر الذي لم يتحقق بعد 65 عاماً رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية ودفع ثمنها آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ومئات الآلاف من الأسرى.

مراسل "فلسطين اليوم" استطلع آراء بعض قادة الفصائل الفلسطينية للوقوف على أسباب عدم تحقيق الفلسطينيين لأهداف المتمثلة في تحرير الأرض من العدو، والعقبات التي واجهوها خلال مسيرتهم النضالية منذ النكبة وحتى يومنا هذا.

جميع القادة الفلسطينيين أكدوا على أن غياب الاستيراتيجية الوطنية الموحدة والانقسام الفلسطيني العربي تجاه القضية إضافة إلى حالة العجز والضعف العربي هو ما أخر تحرير الأرض الفلسطينية من العدو الصهيوني، مطالبين بالتوحد تحت برنامج سياسي موحد أساسه المقاومة ليجبر العرب على دعمه بدلاً من وضعه المنقسم في دعم تيارات الشعب الفلسطيني المنقسمة.

الجهاد: يجب إلباس القضية الفلسطينية ثوبها العربي

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خضر حبيب أوضح لمراسل "فلسطين اليوم"، أن القضية الفلسطينية كانت نتيجة لمرحلة سادت فيها الضعف على الأمة العربية بعد أن تكالب الغرب عليها واستعمر أغلب دوله واحتلها، فقام في هذه المرحلة زرع الكيان الصهيوني بمساندة الدولة العظمى آنذاك بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين وقدمت الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني لقيامه على أنقاض الأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وقال:" رغم ذلك شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية رفضت الاستسلام وقاومت العدو لكنها لم تتمكن من الوصول للأهداف الفلسطينية المرجوة والمتمثلة في استعادة الأرض وهو أمر ناتج عن عدة عوامل متمثلة في فرقة الصف الفلسطيني والواقع العربي الذي يمر به من عجز غير مسبوق، وحالة التأييد والدعم اللامتناهية للكيان من قبل الغرب وعلى رأسهم أمريكا.

وأضاف أننا نعيش في ظل معادلة دولية ظالمة وكل هذه العوامل تعيق مسيرة التحرير.. لكننا على ثقة تامة بأن شعبنا وأمتنا بتمسكها بفلسطين سيتم تذليل العقبات والنصر سيكون حليفاً للفلسطينيين.

ولفت الشيخ حبيب إلى أن العدو الصهيوني عمل على جعل القضية الفلسطينية خاصة بالفلسطينيين وأبعدها عن بعدها العربي وهو ما شكل ضربة للمقاومة الفلسطينية. مؤكداً على ضرورة أن يتم الباس القضية الفلسطينية ثوبها العربي والإسلامي لكي تكون لها عمق .. لأنه في الأساس القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم .. كما أننا على ثقة أن الهجمة الصهيونية لن يتم تجاوزها إلا بتضافر الجهود العربية.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك برنامج فلسطيني موحد يجمع الكل الفلسطيني أساسه المقاومة ويكون الفلسطيني رأس حربة عن الأمة، موضحاً أن الانقسام الفلسطيني له آثار تدميرية، وأنه خلف انقساماً عربياً تجاه القضية الفلسطينية.

العبادسة: الاستسلام للمفاوضات أعاق التحرير

وفي نفس السياق رأى القيادي في حركة حماس يحيى العبادسة أن تبدل الأهداف الوطنية لدى منظمة التحرير الفلسطينية، واستسلامها للمفاوضات كنهج لتحصيل الحقوق الفلسطيني هما أسباب تأخر التحرير حتى يومنا هذا، مشيراً إلى أن المنظمة كان هدفها تحرير فلسطين وبعد عام 1974 تحول هدفها إلى إقامة سلطة على أي جزء من الأرض، الامر الذي أدى إلى تشتت الجهد الفلسطيني للبحث عن كيانية وهم..

وقال:" يظن القائمون على الحركة الوطنية "منظمة التحرير" بأنها معلقة في السلطة والتي هي وهم كبير تستنفذ الجهد والطاقة وتعطي شرعية للتهويد وأن تحرير الأرض أصبح ليس على أجندة رئيس منظمة التحرير محمود عباس. الذي لا يرى سبيلاً لاستعادة الحقوق الا المفاوضات العبثية.

ونوه العبادسة إلى أن تأخرنا في تحقيق أهدافنا يجب أن يتحمله الفلسطينيون أولاً وانه لا ينبغي تعليق الأمور على غيرنا "العرب" رغم عدم إعفائهم من ذلهم، موضحاً أن رب العالمين بعد هزيمة المسلمين قال في كتابه:"قل هو من عند أنفسكم" وهذا يقتضي منا أن نراجع الحركة الوطنية الفلسطينية، والتي منذ 40 عاماً لم يتم مراجعة المنعطفات الخطيرة لكي نضع يدنا على الجراح.

ورأى أن منظمة التحرير خاضت صراعاً وهمياً، ثم بدأت تنازع على التمثيل السياسي للفلسطينيين، وهي كانت بمثابة فرصة للعرب لينفضوا أيديهم من القضية الفلسطينية.

وعن العرب أوضح العبادسة بأنهم أذلاء وضعفاء وهذه الحالة عبر عنها وزير خارجية قطر عندما وصف حال العرب "بالنعاج" وما صرح به الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عندما قال "ليس لدينا ما يمكن أن نقدمه للقدس.

وعن المخرج من الحالة وكيفية الوصول للتحرير، أوضح العبادسة بأن الأمر بسيط وسهل وهو أن الجميع يعلم وعلى رأسهم رئيس السلطة محمود عباس أن التفاوض لم يعد سبيلاً لتحصيل الحقوق الفلسطينية. وان العدو يستحيل أن يتوصل لتسوية مع الفلسطينيين بالمفاوضات.. وإن استمرار الحديث عن السلام يعني فقدان البدائل . مؤكداً أن صناعة السلام طريقه الحرب وليس التفاوض، لأنه عندما لا يجد العدو ما يهدد كيانه لا يمكن أن يعطي لأصحاب الحقوق شيئاً على طاولة المفاوضات.. وأنه من لا يمتلك القوة لا مكانه له على طاولة وإنما عليه توقيع للاستسلام.

وشدد على ضرورة استنهاض الحركة الوطنية وان تجتمع على استيراتيجية المقاومة وليس على النهج التفاوضي العاجز وحينها لن يدوم الاحتلال بضع سنوات على ارض فلسطين.

الشعبية: الاستعجال في خطف ثمار الانتفاضة الأولى خطيئة

فيما رأى جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الفلسطينيين يواجهون احتلال استيطاني سرطاني قام على نهب الأرض وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وعدو فريد من نوعه.. الأمر الذي يستدعي إلى نضال مستمر وتوحيد كل المواقف الفلسطينية والسياسات في إطار وحدة حقيقية توحد كل الطاقات حتى يمكننا التغلب على هذا العدو.

وقال :" عن استمرار هذا الشكل من أشكال النضال المبعثر بعيداً عن الرؤية هو أحد الأسباب الرئيسية لعدم وصولنا للحقوق الوطنية، بالإضافة إلى الرهانات الخاسرة على المفاوضات العبثية، ومحاولات البعض قطف ثمار الانتفاضة الأولى بتوقيع اتفاق "أوسلو". أدى إلى عدم الوصول إلى الأهداف الوطنية

وأوضح مزهر أن يقربنا من الوصول لتحرير الأرض هو الإسراع في تحقيق الوحدة الفلسطينية، ووضع استيراتيجية شاملة تشكل إجماع لدى الجميع.

وأشاد مزهر بدور المقاومة الفلسطينية رغم عدم تحقيقها أهدافها، موضحاً في الوقت ذاته أن العرب لم يوفروا لها الاسناد والدعم أثناء معاركها مع العدو الصهيوني.

وأكد على ضرورة أن تم توظيف مقدرات الأمة وإمكانياتها لخدمة الشعب الفلسطيني. وأن يواجه العرب المشاريع الامريكية في المنطقة التي تدعم الكيان الصهيوني وتخدمه.

وأشاد بدور المقاومة الفلسطينية والتي حققت انتصارات عدة في عدة جولات والتي كان آخرها حرب 2008/2009-2012 وبينت هشاشة العدو الصهيوني.. لافتاً إلى أن المشروع الصهيوني يتراجع. مطالباً استغلال هشاشة العدو ووضع استيراتيجية وطنية أساسها المقاومة حتى يتم تحقيق الانتصار المطلوب.

رباح: واجهنا تآمراً عربياً إلى جانب التآمر الدولي لتصفية القضية الفلسطينية

يحي رباح القيادي في حركة فتح قال في لقاء مع مراسل "فلسطين اليوم" يجب الاعتراف أن هذا الشعب لولا بطولاته وقدرته على الكفاح والتمسك بالثوابت لكانت القضية كلها طُمست كما كان يخطط لها الأعداء.

وعندما حدثت النكبة عام 1948 وسئل الأقطاب الداعمين للكيان الصهيوني في ذلك اليوم قالوا:" إن كبار الشعب الفلسطيني سيموتون وصغارهم سينسون الأمر" وأن هذا الأمر لم يحدث على الرغم من صغر الشعب الفلسطيني.. وان أشقاؤه العرب في ذروة الضعف والهوان منذ ذلك اليوم.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني بعد النكبة استفاق وشكل حركته الوطنية ومارس الكفاح المسلح وفجر الانتفاضة ببطولاته الخارقة وجعل القضية الفلسطينية حاضرة مع أن الأعداء كانوا يعتقدون أن القضية سرعات ما ستنتهي عبر نفي هذا الشعب وتفتيته في البلدات العربية والاجنبية وإهدار كيانه.. ولكن ما حصل العكس تماماً فالقضية الفلسطينية هي عنوان بارز من عناوين العالم وهي قضية الشرق الاوسط وأنها أنتجت تحولات وحروب في المنطقة.

وأقرّ بأن عدم تحقيق الأهداف الفلسطينية نابع من قوة العدو الصهيوني المدعوم أمريكيا وغربياً، وضعف حلفاء الشعب الفلسطيني المتمثلين في العرب.

وأوضح رباح أنه وللأسف منذ اليوم الأول للنضال الفلسطيني كان هناك بعض الأطراف العربية شركاء للحركة الصهيونية في التآمر على الفلسطينيين، مذكراً بأنه حينما تم إقرار العالم بقرار التقسيم لإنشاء دولتين لشعبين، كان في الخفاء قرار تقسيم آخر يقضي بتقسيم الحصة الفلسطينية بين الأشقاء العرب وهو ما حدث بتوزيع قطاع غزة والضفة الغربية تحت الوصاية العربية ولم يقيموا للفلسطينيين كياناً رغم وصايتهم عليه لنحو عشرين عاماً.

وأكد بان الشعب الفلسطيني في مأساته لم يواجه العدو وحلفاؤه فحسب بل واجه أيضا تآمراً من العرب عملوا على طمس القضية الفلسطينية، كما أكد على أن القضية الفلسطينية تأخذ اليوم زخماً بسبب قوته.

ورأى القيادي في حركة فتح أننا اليوم قريبين من "إقامة الدولة الفلسطينية لان العالم الذي حاول تجاهل القضية لسنوات طويلة عاد ليقول إن القضية المركزية هي القضية الفلسطينية وانه بدون حل عادل لها انطلاقاً من إقامة دولة فلسطينية لن تنعم المنطقة بالاستقرار.