بالصور المسن الهباش:أعمدة الكهرباء التي يراها الغزيون مقامة على أرضنا

الساعة 06:50 ص|14 مايو 2013

غزة (خاص)

تجاعيد وجهه.. وعكازه الذي يتكأ عليه.. وملابسه التي تُدل على اعتزازه بالزي الفلسطيني الأصيل.. تروى حكاية الزمن الجميل الذي عاشه المسن محمد الهباش على مدار 11 عاماً في قريته "الجورة" التي هُجر منها قبل 65 عاماً.

ولا زال الهباش (76 عاماً) يستذكر ملامح قريته الجميلة التي تزخر بالأشجار والأراضي الزراعية، فيقول:"لوالدي أكثر من 36 دنم أراضي زراعية مزروعة بالعنب وفي غير الموسم يتجه والدي لصيد الأسماك من البحر ويتجه إلى يافا والقدس وحيفا للبيع، وعندما جاءت العصابات الصهيونية دخل والدي الجهاد والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى خُدع من الأنظمة العربية".

الهباش أكد لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن أعمدة الكهرباء داخل الأراضي المحتلة في مدينة عسقلان التي يراها سكان مدينة غزة على بعد عشرات الكيلو مترات مقامة على أرض والده التي زرعت بالعنب وكانت مصدر رزق له ولأسرته.

وعن شعوره لحظة مشاهدته لأعمدة الكهرباء مقامة على أرضه قال :"أتمنى من الله عز وجل أن يعيد قوتي لأجاهد في سبيل استرداد الأرض واستشهد وأنا أحتضنها، مشيراً إلى أن والده أوصاه باسترجاع الأرض وزراعتها بالعنب.

وتابع الهباش قوله ، :"لم أستطع أن أنفذ وصية والدي العزيز باسترجاع الأرض فقد أخذني الكبر وأصبحت انتظر القبر، مؤكداً أن الوصية التي لم يستطع أن يحققها وضعها أمانة في أعناق أولاده السبعة قائلاً:"هذه أمانة والدي تركتها في أعناقكم يا أبنائي وأن تبذلوا قصارى جهدكم لاسترجاعها ولا تنتظروا مساعدة العرب لأنهم خدعونا قبل 65 عاماً وسيخدعونكم في هذا الزمن".


مسن

العرب خدعونا

ويقول الهباش، أنه لم يتوقع أن تخدعه الأنظمة العربية وتسحب سلاح والده وجيرانه الثوار المجاهدين ليترك قريته ويهاجر بعيداً عن التراب التي احتضنته أكثر من 11 عاماً"، أمام وهم الجيوش العسكرية العربية المسلحة بكافة أنواع السلاح لمواجهة العصابات الصهيونية آنذاك".

وأضاف:"كان رجال قرية الجورة معروف عنهم بالجهاد والنضال فكان لدينا أسلحة قديمة ليست بالمتقدمة ولا تستطع أن تجابه أسلحة العصابات الصهيونية المتطورة فتوجه المناضلون إلى مدينة العريش المصرية لجلب السلاح والبنادق المتطورة ولكن الأنظمة العربية خذلت المناضلين وخدعتهم بسحب أسلحتهم تمهيداً لدخول "وهمي" للجيوش العربية لتحرير فلسطين".

وتابع، لم يكن أمام أهل القرية إلا الابتعاد عنها قدر الإمكان حفاظاً على الأطفال والنساء من المجازر التي ترتكبها العصابات الصهيونية بحق أطفال ونساء فلسطين.


مسن

معركة البوارج

وعلى الرغم من كبر سِنهَ .. وحركته البطيئة .. وصوته المتقطع .. استذكر الهباش إحدى المعارك التي شاهدها بأم عينه وكتب الله له حياة أخرى ، قائلاً:" كان رجال القرية يجلبون السلاح من مدينة العريش وفي طريقهم عبر البحر على الحدود المصرية دخلت أربع بواخر أوروبية البحر ودخلت مركبة مصرية حيث تم الاشتباك مع البواخر الأوروبية التي جاءت لتمد اليهود بالسلاح والمؤن وكان النصر للثوار والمناضلين المصرين وليس النظام".

ولفت المسن الهباش ، إلى أن المركبة المصرية تمكنت من اغراق ثلاث بواخر أوروبية في البحر والرابعة هربت وعادت من حيث أتت، مؤكداً أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر أصيب في تلك المعركة.


مسن

مسن

مسن

مسن

مسن

مسن