خبر محللون: لقاء المصالحة غدا قد يكون كغيره من اللقاءات السابقة

الساعة 05:52 م|13 مايو 2013

وكالات

أجمع محللون فلسطينيون على ضرورة أن تستند المصالحة الفلسطينية على برنامج وطني واضح يكون ملزم لطرفي الخلاف من فتح وحماس, قبل البحث في أي ملف من الملفات المُختلف عليها, لافتين إلى أن اللقاء المزمع عقده غدا بين وفدي فتح وحماس في مدينة القاهرة برعاية المخابرات المصرية قد يكون كغيره من اللقاءات نتيجة عدم جدية كلا الأطراف.

أسباب الخلاف

وقال المحلل السياسي د. فايز أبو شمالة في تصريح خاص لمركز الدراسات العالمية إن اختلاف الرؤية بين حركتي فتح وحماس واختلاف البرنامج والتطلعات السياسية أوصلت لعدم قناعة كلا الطرفين بجدوى المصالحة, وقال: "السيد محمود عباس ينتظر نتائج جولة كيري وعينه تتجه للمفاوضات, ومن يتجه للمفاوضات لن يتجه إلى المصالحة, بينما حركة حماس لديها قناعة بأن الأجهزة الأمنية بالضفة والحكومة التي سيشكلها عباس لن تحقق المصالحة".

وتابع: "عباس يريد من المصالحة إجراء انتخابات ليُبقى الأمر على ما هو عليه, وحماس تريد من المصالحة التغيير الجذري لمنظمة التحرير, أي تشرف على السلطة الفلسطينية, بينما عباس يرى المصالحة رئاسة وسلطة ومجلس تشريعي يعزز لهذه الرئاسة", معتبرا ان البون شاسع بين من يبحث عن جديد للقيادة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية بمجملها بما فيها المجلس الوطني, وبين من يفتش عن مصالحة تحقق مصلحة السلطة الفلسطينية فقط.

رفع عتب

وعبر د. أبو شمالة عن رأيه في اللقاء بأنه لن يُحدث انطلاقة أو حراك يمكن ان يُبنى عليه انجاز فعلي على أرض الواقع, مستندا إلى متابعته للقاءات, حيث قال: "اللقاء مجرد رفع عتب وسينفَض المجتمعون وسيعودون بتصريحات على أمل اللقاء في جولة قادمة بعد أشهر أو فترة طويلة"

وبين ان كل من فتح وحماس قد ذهبتا إلى اللقاء نتيجة عدة عوامل منها: ضغوط الشارع الفلسطيني من جهة وضغوط المخابرات المصرية الراغبة في تقديم شيء, فضلا عن الضغوط الاقتصادية التي تضغط على حكومتي غزة والضفة, إلى جانب الضغوط الاجتماعية والتنظيمية داخل حركة فتح بالضفة, وقبول استقالة سلام فياض, منوها إلى أن هذه الظروف مجتمعة عجلت باللقاء لكنها لا تنجز المصالحة كونها تستند على قناعات تقوم على برنامج سياسي, الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.

وأكد على ان القضية الفلسطينية جزء من قضية المنطقة العربية تؤثر وتتأثر بها بشكل سينعكس على باقي فصائل العمل السياسي الفلسطيني, قائلا: "نحن ننتظر ما ستسفر عنه نتائج هذا المخاض الكبير في المنطقة, كونه يؤثر على القضية الفلسطينية"

مرجعية وطنية

من جهتها أكدت الكاتبة لمى خاطر على أهمية التوافق على مرجعية وطنية عامة تمثل الكل الفلسطيني ببرنامج وطني جامع بدلا من إضاعة الوقت في البحث بملفات أخرى, مبينة أن اللقاء غدا سوف يكون كغيره من اللقاءات إذا لم يتم التوافق على البرنامج الوطني.

واوضحت في تصريحها لمركز الدراسات العالمية الاثنين أن الدوحة ومصر قد بذلتا الكثير من الجهود لإنجاح المصالحة وقد تقدمت كثيرا في هذا الجانب ولكن جميع هذه الجهود قد تذهب أدراج الرياح إذا لم تلتزم الحركتان ببرنامج وطني وأجندة وطنية واضحة مُتفق عليها قبل الذهاب إلى أي لقاء.

وقالت: " حتى لو نجحت هذه اللقاءات, وتم التوافق على انتخابات تشريعية ورئاسية, فإن ذلك يجب ان يتم وفق ضمانات بعدم تكرار تجربة عام 2006 وما أعقبها من حصار ومقاطعة دولية لحركة حماس"

واعتبرت خاطر أن اللقاء قد يكون مُخترقا إذا لم يتم انجاز حكومة وحدة وطنية والتوافق على برنامج وطني موحد, وإلا فإن تجربة حكومة الوحدة الوطنية السابقة سوف تتكرر بحذافيرها, مشيرة إلى أن الحكومة يجب أن تكون مراعية للشروط الوطنية وليس الدولية مما سيساعد الفلسطينيين والفصائل في التعامل مع كافة الصعوبات الخارجية والداخلية.

وتابعت: "قبل الحديث عن ملف المصالحة وإلى أين سيتجه يجب ان نحدد التحديات الوطنية وترتيبها كملفات الاحتلال والتحديات الناشئة عنه ثم تحديد الملفات الداخلية"

وأضافت: "إذا تم التوافق على تحديد الأولويات بعيدا عن المصالح الفئوية فإن ذلك سيؤدي لإحداث انفراجة, ويحل الأمور داخليا إما بالبدء بملف الاحتلال او ترتيب البيت الداخلي" .