خبر إيران ما بعد نهر الأردن!.. محمد صادق الحسيني

الساعة 04:54 م|13 مايو 2013

 القدس العربي ـ 13/5/2013

تصريحات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الايراني بان تحالف تل ابيب واشنطن فشل في وقف تعاظم قوة المقاومة وان سماء فلسطين المحتلة سيشهد تجربة صاروخ من الوزن الثقيل بمدى اربعمائة كلم من انتاج المقاومة في اول تحد قد تشهده المنطقة انما يشكل ايذانا ببدء مرحلة جديدة من توازن الرعب بين محور المقاومة ومحور الهيمنة الامريكي !

ثمة تحولات وتحركات عميقة ومتسارعة فرضتها تداعيات العدوان الصهيوني المتواصل على سورية بعض منها فرض نفسه على المشهد والبعض الاخر في طريقه للتظهير في الساعات او الايام القليلة القادمة هي التي ستتحكم في قمة اوباما بوتين وكذلك في اعادة رسم خريطة العالم ما بعد هزيمة الغرب الاستراتيجية امام محور المقاومة !

هكذا يقرأ المتابعون بدقة لتحركات الايرانيين الاخيرة وحلفائهم العرب من جبهة المقاومة الشعبية !

فبعد سنتين ونيف من الرهان على اسقاط الاسد وفتح دمشق ومنع تعاظم قوة حزب الله ولي ذراع ايران هاهم قادة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية مضطرون للتوافق على حل سياسي ومؤتمر دولي للمسألة السورية بحضور ايراني وممثل للرئيس الاغلى في العالم لكثرة ما صرفوا من اموال لاخراجه من اللعبة دون جدوى !

لقد حاولت طوال تلك المدة كل من واشنطن وحليفاتها الغربية وبعض ادواتها الاقليمية نقل المعركة من غرب نهر الاردن اي فلسطين الى شرقه اي الى داخل البيت العربي في محاولة واضحة وصريحة لمنع تداعيات انتصارات المقاومة على ما بات يعرف ‘ببيت العنكبوت’ الى بيوت العرب والمسلمين لاشغالهم بفتن الاقتتال الداخلي ومنعهم من عبور النهر باتجاه القدس !

لكن السيد نصر الله والرئيس بشار الاسد والقيادة الايرانية العليا ونتيجة لقراءة دقيقة وعميقة لما جرى ويجري قرروا وضع ملامح هندسة جديدة لجغرافية المقاومة في المنطقة العربية والاسلامية عنوانها العريض ‘غرب النهر در’ القدس بانتظارك !

ولاجل ترجمة هذا الشعار على ارض الواقع حسب خصوصيات جغرافية المنطقة وحراكها الشعبي اتفق ثلاثي المشهد الدمشقي ان يعملوا بتوقيتهم الجديد على انجاز مجموعة مهام استراتيجية غداة احياء اليوم المعروف بيوم النكبة يمكن تلخيص اهمها بالاتي :

(1) قرار سوري حاسم و نوعي بدعم استراتيجي لا محدود للمقاومة الاسلامية اللبنانية ووضع كافة امكانات الجيش العربي السوري في خدمة قيادة حزب الله بما فيها ذلك السلاح الموصوف بالكاسر للتوازن كما سمع زوار الاسد ذلك منه مباشرة .

(2) قرار سوري حاسم ونهائي بفتح باب الجهاد لمن يريد من العرب والمسلمين انطلاقا من الارض السورية وتحويل الجولان الى ‘مقاومة لاند‘ ما يمكن اعتباره الرد الاقوى والاكثر عمقا وتحولا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وهو يمكن اعتباره خلاصة توافق استراتيجي بين مطابخ صناعة القرار في عواصم محور المقاومة الرسمية والشعبية.

(3) قرار ايراني جسور بفتح صفحة جديدة مع اردن القيادة والشعب للمساعدة في منع تحوله الى ضحية مؤامرة امريكية اسرائيلية تريد شطبه من خريطة المنطقة و الاطاحة بالعرش الملكي في ظل انباء مؤكدة بوجود مؤامرة ثلاثية داعمة لهذا المشروع الامريكي الاسرائيلي عنوانها مثلث الاطماع التركية والقطرية والاخوانية كما نقل زوار القصر الملكي!

(4) ومن اجل البدء فورا بتنفيذ هذا القرار فقد عرضت ايران عن استعدادها لتقديم كل ما يلزم لاخراج الاردن من هذا المنزلق بالتعاون مع العراق باسناد شامل من النفط الى الاستثمار المتعدد الى مساعدته في تجاوز تداعيات الحرب العالمية على سورية اذا ما قرر اعادة التموضع الاقليمي وهو ما ما رحب به العرش كما القوى الوطنية في الاردن كما ينقل زوار العاصمة الاردنية !

(5) قرار ايراني واضح وصريح بضرورة رفع البطاقة الحمراء بوجه قطر وتحذيرها بان وقت استخدام سياسة الاحقاد الشخصية و المال للعبث بامن المنطقة العربية والاسلامية قد وصل الى نهاياته !

(6) قرار ايراني مسؤول لتقديم عرض على السعودية يفيد بامكانية انجاز تفاهم ثنائي لاعادة الامن والاستقرار في المنطقة بعيدا عن محور الحرب العالمية على سورية والا تحولت الرياض الى ذيل تابع لسياسات قطر وتركيا الاطلسية الامريكية !

(7) قرار ايراني بتقديم عرض واضح على مصر للمساعدة لعودة الدور المصري القوي الى الساحتين العربية والاسلامية بعيدا عن العبث الامريكي الاسرائيلي بمصائر دولها وهو ما بدأ يأخذ حيزا لا بأس به من تفكير القيادة المصرية في ظل استيائها وتذمرها الذي تتناقله دوائرها المتعددة تجاه سياسات قطر وتركيا الطامعه باستغلال فضاءات ما بات يعرف بالربيع العربي لصالح اجندات خارجية وبالتأكيد ليس لصالح شعوب المنطقة.

(8) قرار ايراني وسوري جاد في مواجهة اي حماقة اسرائيلية او امريكية منفردة او مشتركة للتعرض لامن محور المقاومة والرد على ذلك بحزم وقوة رادعتين وان ‘ امر النار ‘ قد نقل من القيادة العليا في غرفة العمليات المشتركة الى القيادة الميدانية وهذه المرة قد يكون النزال على ارض فلسطين المحتلة نفسها !

(9) توجه ايراني وسوري يفيد بان الحركة على الارض والميدان الديبلوماسي والعسكري هو من يصنع سقف التسويات او التوافقات الدولية باعتبار ان معادلات الواقع على ارض العرب والمسلمين هي التي تفرض موازين القوى الدولية وليس العكس !

(10) توجه متناغم لكل من ايران وسورية وحزب الله على تجنيب لبنان اي تداعيات من جانب المحيط ما قد يعرض سلمه الداخلي الاهلي للخطر ومنع حدوث الفتنة السنية الشيعية التي يخطط الاعداء لتنفيذها على ارضه وتقديم كل ما يلزم للبنان الشقيق حكومة وشعبا ومقاومة ما يعزز دوره في محور المقاومة وايضا كدولة قادرة وعادلة و مستقلة.