خبر التايمز تكشف تفاصيل لقاءات عبد ربه مع نتنياهو ومولخو السرية

الساعة 12:05 م|13 مايو 2013

غزة

كشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه في لقاء مع موقع التايمز الإسرائيلية النقاب عن أن "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية حاولتا إجراء مفاوضات وإعادة انطلاقها مع أواخر عام 2010 وبداية 2011م من خلال سلسلة لقاءات سرية جمعته مع مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي "يتسحاق مولخو".

ووفقاً لما كشف عنه المسئول الفلسطيني عبد ربه فإن المحادثات قد بلغت ذروتها في الاجتماع الذي جمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصياً في بيت مولخو في وسط تل أبيب، لافتاً إلى أن نتنياهو قد بدا مستعداً لاستئناف المفاوضات في إطار حل الدولتين استناداً لـ 4يونيو 1967م.

وأضاف عبد ربه أنه التقى بنتنياهو لمدة ساعتين ونصف في منتصف شهر فبراير عام 2011م، مشيراً إلى أنه لم يتم التفاوض حول قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس والحدود واللاجئين، وقال بأنه لم يكن هناك أي اتصال آخر منذ ذلك الاجتماع.

وأشار الموقع إلى أن رئيس الحكومة قد تجنب عن الاتصالات في وقت لاحق، في حين أن قنوات الاتصال قد توقفت تماماً، وبحسب عبد ربه الذي قال عن اجتماعه بنتنياهو "أعتقد بأني اجتمعت مع نتنياهو يوم الخامس عشر من فبراير، كان هناك فقط أربعة أشخاص حاضرين وهم أنا ونتنياهو ومولخو وزوجته".

وفي السياق ذاته أكد ياسر عبد ربه على أن سلسلة اجتماعات عقدت بينه وبين مولخو في منزله واللذان نقاشا العديد من القضايا، موضحاً أنه طالب من المسئولين الإسرائيليين تقديم خارطة لمفهوم حل الدولتين، وأن تقوم بالإعلان على الملأ استعدادها للتحدث عن حدود عام 67م كإطار للمفاوضات.

ولفت عبد ربه أن مولخو لم يكن مستعداً لتقديم تلك الخارطة، إلا أن المحادثات قد استنفذت، وكان هناك الكثير من الثرثرة دون التوصل لأي اتفاق آخر، مشيراً إلى أن تلك الاجتماعات بقيت سرية للغاية، وأن الوحيدين الذين يعرفون في الجانب الفلسطيني عن تلك المفاوضات هم محمود عباس وسلام فياض، في حين لم يكن كبير المفاوضين صائب عريقات على معرفة بذلك.

ووفقاً للمسئول الفلسطيني فإن مولخو أعرب عن أمله بأن ينضم لجلسات التفاوض السرية مسئولاً إسرائيلياً أمنياً من أجل أن يكون على معرفة ما الذي سيقدمه الجانب الإسرائيلي من مطالب أمنية، لافتاً إلى أن مولخو شدد على أهمية غور الأردن والكتل الاستيطانية ومحطات الانذار المبكر في جبال الضفة الغربية.

وأضاف عبد ربه في المقابلة "أراد أن يظهر لي هذه الاعتبارات على الخريطة، ولكني قلت له أن مخاوف اسرائيل الأمنية ليست نقطة انطلاق، كل ذلك تحت ذريعة الأمن"، متابعاً في الحديث "لقد أوضحت أولاً وقبل كل شيء، علينا أن نتفق حول حدود عام 1967م، وبعد ذلك نبدأ بمناقشة القضايا الأمنية، أو حتى في نفس الوقت على حدٍ سواء".

ومع استمرار الجلسات السرية بين مولخو وعبد ربه فإن في إحدى الجلسات قال عبد ربه لمولخو "من وجهة نظرنا، كان من الممكن مناقشة الحدود والقضايا الأمنية، ولكن لا يمكن أن تكون الاعتبارات الأمنية هي من تحدد الحدود"، فقام ورد مولخو عليه أنه لا يمكنه أن يعطيه أي شيء آخر حول "الاعتراف بإطار أولاً ثم مناقشة الاعتبارات الأمنية"، مشيراً إلى أن "إسرائيل" متفهمة للوضع الذي تقوم عليه السلطة لكن مولخو أوضح لعبد ربه أن مهمته تنتهي إلى هذه النقطة.

وبحسب عبد ربه فإن مولخو أعرب عن استعداده بأن يقترح على رئيس الحكومة بأن يأتي للقاء عبد ربه إذا أردا ذلك من أجل التوصل إلى تفاهم، والذي يمكن لرئيس الحكومة أن يفعل ما تريده السلطة الفلسطينية.

وبالفعل وقع الاجتماع مع نتنياهو الذي استمر لأكثر من ساعتين، ويصف عبد ربه نتنياهو أثناء اللقاء بأنه كان كلاسيكياً، في حين كان يخشى في الوقت نفسه أن يحاول إهانته، مشيراً إلى أن بدأ التحدث عن 3000 عام من التاريخ اليهودي المزعوم وعن والده وما شاهده بأم عينيه.

وبحسب ما نقله الموقع الإسرائيلي عن عبد ربه قوله "عندما انتهى نتنياهو بالتحدث التفت له قائلاً "اسمح لي أن أقول لكم شيئاً واحداً نحن لا نثق بكم ونحن لا نؤمن بكم هذا شعور عام بين الفلسطينيين وهذا شعوري أيضاً".

وتابع "ما يهمني ذكرياتي وعائلتي لا يهمن ما قبل 3000 عاماً بل الذي يهمني قبل 60 عاماً أنا ولدت في يافا هل تريد أن تحدث عن هذا"، "دعنا نترك هذا ونستمر"، إلا أن نتنياهو فضل الحديث فجأة بالقول "أنت ولدت في يافا؟!" وحدق في وجهي وقال: "أنا أعدك بعد أن ينتهي كل هذا، سأسمح لك بالعيش في يافا"

ويتابع عبد ربه "نتنياهو بعد ذلك أصبح جدياً وبدأ بالتحدث عن الغزو الإيراني من الأردن، إلا أنني قاطعته وقلت له أنني كنت في محادثات سرية مع رئيس الحكومة السابق "إيهود أولمرت" والذي أظهر لنا خريطة، كما أننا أعربنا عن استعدادنا لتبادل الأراضي بنسبة 1.9%، في حين طالب أولمرت 6.4% وتم الاتفاق على ذلك، داعياً نتنياهو "يمكننا البدء من هنا".

وأضاف "قلت لنتنياهو أنه وفي الاجتماع الأخير الذي جمعنا مع أولمرت في مكتبه بالقدس أنه سيترك ملف المفاوضات لخليفته، وقال لنا في وقتها أن خليفته هو نتنياهو"، مشيراً إلى أن نتنياهو حاول التهرب بالقول "لم أر أي من الملفات"، لكنني قلت له "أن لدينا شيئاً مشتركاً لقد ضاعت ملفاتنا".

وأشار عبد ربه أنه بدأ بالحديث مع نتنياهو حول القدس واللاجئين، قلت له أن عرفات قال للرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" في كاب ديفيد أنه يفضل حل قضية اللاجئين في لبنان، لافتاً إلى أن نتنياهو لم يستبعد شيئاً وأنه كان مستمعاً في غالب الحديث.

وبحسب عبد ربه فإن نتنياهو قد اقترح عليه فكرة تشكيل لجنة مشتركة لإدارة القضايا المتصلة بجبل الهيكل في القدس، كما اقترح أولمرت، ثم ضحكت وقلت له "يبدو أنهم تركوا لك ملفاً" فضحك، ثم قلت له إنها فكرة جيدة لمناقشة الأمر.

وفي نهاية اللقاء قلت لنتنياهو الذي بدا عليه الملل "إذا كنت تريد أن تبدأ بشيء جدي فيجب على الجانب الإسرائيلي الموافقة على حدود عام 1967 كأساس بما فيها القدس، بعد ذلك يمكننا الحديث عن أمور أخرى".

حاول نتنياهو بحسب عبد ربه طرح العديد من الأسئلة حتى يعلم ما مدى جدية الجانب الفلسطيني في البدء بالمفاوضات، في حين كانت الإجابات كلها بالإيجابية وعن طاقم المفاوضات الفلسطيني قلت له أنني بحاجة لتليفون لمدة خمسة دقائق فقط لأفصح له عن الطاقم، في حين لفت إلى مولخو وقال له "أنت تقود الوفد الإسرائيلي، ومعك اثنين آخرين – أنت تعلم من هم".

وبعد ذلك بدقائق انتهى اللقاء وأرسل معي سلامته للرئيس الفلسطيني وطلب مني أن يكون طاقم المفاوضات الفلسطيني جاهزاً وأنه سيرد علي في غضون يومين، إلا أن عبد ربه قال أنه ومنذ تلك اللحظة وحتى الأن لم يتلق أي اتصال من قبل نتنياهو أو حتى من قبل مولخو.

من جانبه رفض مكتب رئيس الحكومة التعقيب على هذا الخبر.