المقاومة وحدها ستعيدني إلى أرضي

بالصور « حليمة »..ترسم ملامح أرضها المسلوبة بالخيط والإبرة

الساعة 10:28 ص|13 مايو 2013

غزة (خاص)

"ينهال عليها كل من يفهم معناها الجوهري .. إن امتلكتها تشعر بالانتماء الحقيقي للبلد التي هُجر منها آباؤنا وأقرباؤنا .. وإن شاهدتها بعينك تعود لك ذاكرتك إلى عهد التين والزيتون والجميز الذي زرعه الأجداد أمام بيوتهم وفي حقولهم الزراعية .. وإن أغفلتها تفقد بوصلتك الحقيقية وتنهي عهد أجدادك وهذا ما يصبوا إليه اليهود "المغتصبون" هذا ما تحدثت به اللاجئة الفلسطينية "حليمة" من غزة.

فهذه إذاً حكاية فن التطريز الفلسطيني الأصيل "الجلباب الكوفية والعلم والشنط وأدوات وألعاب للأطفال" فمن تمسك بها تمسك بأرضه وبتاريخه وبتراثه الذي يسرقه الاحتلال الإسرائيلي كل يوم.

فالثوب الفلسطيني في الأصل هو إرث كنعاني، منذ أن برع الكنعاني الأول قديما في صباغة الأنسجة القطنية والصوفية بما فيها الأثواب ، وهو وصية حافظت الأجيال على شكلها ولونها الكنعاني الأرجواني الجميل إلى يومنا هذا.

"حليمة عبد الرحمن خليل" البالغة من العمر 53 عاماً أتقنت فن التطريز منذ صغرها على يد والدتها التي هاجرت من قرية "حليقات" إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة تحلم كغيرها من اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارها وأراضيها التي تركها والدها بعد الجرائم البشعة التي ارتكبتها عصابات الهاغانا الصهيونية بحق المدنيين العزل.


فن التطريز

نذكر الجيل الصاعد بهذا الأثر العظيم

"حليمة" قالت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، :"عندما أمارس التطريز أشعر بالغيرة على بلادي المسروقة وأشعر بالانتماء الحقيقي لقريتي الأصلية التي هجرنا منها ، فهذا الفن الأصيل يذكرني بالقصص والحكايات التاريخية لقريتي التي كنت أسمعها من والدتي ووالدي".

وأضافت الحاجة حليمة، :"ما ننتجه من أدوات مطرزة "الجلباب الشنط الكوفية والعلم الفلسطيني ألاعب صغيرة للأطفال معروض في الأسواق الفلسطينية بهدف أن نذكر الجيل الصاعد بالأرض المحتلة وبهويته وبتاريخيه الذي سرقه الاحتلال الإسرائيلي وأصبح يعرضه في الأسواق العالمية على أنه تراث وفن يهودي وهذا زيف وسرقة لتراثنا الفلسطيني الأصيل".

وأشارت إلى أن أكثر من مائتي عاملة في جمعيتها يمتهن فن التطريز عن حب وعشق للتراث الفلسطيني وعن عقيدة راسخة بأن تراثنا يجب أن يحفظ ونحميه من السرقة التي تنتهجها "إسرائيل" بحق تراثنا ، لافتتاً إلى أن أكثر العاملات في فن التطريز هن طالبات ومربيات وعاطلات عن العمل ويعملن بكل إخلاص ووفاء لهذا الفن الأصيل.


فن التطريز

لا كرامة لليهود

وعن سرقة "مضيفات طائرات إسرائيل" للجلباب الفلسطيني المطرز أكدت أنها تشعر بالغيرة على التراث الفلسطيني وتدنيسه من نساء لا أصل لهن ولا أرض ولا هوية ، قائلة :"أن اليهود ليس لهم كرامة .. كيف يرتدون ملابس فلسطينية أصيلة؟، كيف يرضون لأنفسهم أن يسرقوا تراثنا الأصيل".

وتابعت بعنفوان :"اليهود يشترون ملابسنا وتراثنا الأصيل بمبالغ طائلة ..لا يهمهم المال أكثر من سرقة التراث والتباهي بارتدائه أمام العالم، داعية المؤسسات التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين أن يقوموا بنشرات توعية للمواطن بشراء التراث الفلسطيني وارتدائه وعرضه أمام معارض العالم العربي والإسلامي والدولي لفضح "إسرائيل" وتزيفها للحقائق التاريخية الأصيلة للشعب الفلسطيني.

وعن أرضها وحلمها بالعودة لأرضها قالت :"لن يكتب لنا العودة إلا بالجهاد والمقاومة فكلما تمسكنا بالمقاومة زاد الأمل بالعودة إلى الديار والأرض المحتلة"، داعية الفصائل الفلسطينية كافة بالتوحد على خيار الجهاد والمقاومة لتحرير الأرض والمقدسات".


فن التطريز

فن التطريز

فن التطريز

فن التطريز

فن التطريز