تحليل جلسة الجامعة العربية بشأن القدس.. اجتماع « هزيل » اعقبه قرار « عقيم »

الساعة 04:29 م|12 مايو 2013

(خاص)

أجمع محللون سياسيون على أن مستخرجات وقرارات اجتماع مجلس الجامعة العربية لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى غير فعالة، وغير رادعة، ولا تليق بمستوى الحدث الذي تعانيها المدينة من اعتداء وطمس وتزييف.

ولم يخف المحللون في تصريحات منفصلة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" ضعف وانهزامية الزعماء "العرب" باتخاذ موقف "فعال وجدي" تجاه القدس والمقدسات، مشيرين أن الهيئات الأممية والدولية ستقابل قراراتهم بشكل اعتيادي وإجرائي لا ينعكس بالإيجاب على مدينة القدس والمسجد الأقصى، واصفين تلك القرارات بالهزيلة والاجتماع بـ"المجاملة".

ورفض مجلس الجامعة في قرار صدر في ختام اجتماع طارئ لمناقشة الانتهاكات الإسرائيلية للقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، عقد اليوم الأحد، كافة الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية وغير القانونية التي تستهدف تهويد مدينة القدس وضمها وتهجير أهلها، وطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي واليونيسكو بتحمل المسئولية في الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك باعتباره أبرز معلم إسلامي في فلسطين المحتلة.

 

قرارات ضعيفة

المحلل السياسي هاني حبيب  أعتبر أن قرارات ومستخرجات الجامعة العربية "ضعيفة" وناتجة عن ضعف الزعماء العرب فيما يتعلق بقضية الاعتداء على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى.

ورأى حبيب أن مجلس الجامعة العربية والزعماء العرب ومن يتخذ تلك القرارات وإن كانت مؤثرة غير معنيين في تنفيذها وتطبيقها، لارتباطها بأجندة ومصالح سياسية تحول دون متابعتها على الوجه المطلوب بما يخدم مدينة القدس.

وقال حبيب :"اتخذت جامعة العرب ملايين القرارات فيما يخص القضية الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص مدينة القدس وما تشهده من انتهاكات، وكانت جميعها عبارة عن قرارات ضعيفة وهزيلة لا تتماشى ومتطلبات الصراع العربي – الإسرائيلي، لكن لم يتم تطبيق أي من تلك القرارات والمستخرجات، لذلك الاجتماعات الهزيلة لا يتمخض عنها سوى قرارات عقيمة".

ورجح حبيب أن يكون دافع اجتماع مجلس الجامعة العربية بشان تباحث الاعتداءات على القدس والمسجد الأقصى "المجاملة السياسية" لـ"السلطة الفلسطينية" و"أهالي مدينة القدس".

وأضاف حبيب :"القرارات العربية مهما كان تأثيرها وقوتها غير قابلة للتنفيذ لضعف الزعماء العرب، حيث أنهم أصبحوا غير قادرين على الحركة السياسية، ويفتقدون للقوة التنفيذية".

وأشار أن ما يغلب على قرارات الجامعة العربية منذ إنشائها هو التشابه الإنشائي والتصريحي، مع تغيير وتحقيق إنجازات على صعيد الطرف الأخر وهو "الإسرائيلي" في التقدم إلى مبتغاه وتصعيده ضد المدينة المقدسة.

وتوقع المحلل السياسي أن تشهد مدينة القدس المحتلة المرحلة المقبلة مزيداً من الانتهاكات والتصعيد والتهويد.

 

ضوء اخضر لـ"إسرائيل" !

 وفي ذات السياق أتفق المحلل السياسي حسن عبدو مع سابقه في ضعف وهزيلة القرارات التي تتمخض عن الجامعة العربية بشان القضية الفلسطينية والاعتداء على مدينة القدس وحماية المسجد الأقصى.

وأكد عبدو أن النظام الإقليمي الرسمي العربي في الجامعة العربية فقد قدرته على الفعالية وتنفيذ القرارات المتخذة.

ورأى أن أعضاء الجامعة العربية والزعماء العرب خرجوا من دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي، لمرحلة أكثر تقدماً وتسوقاً مع العدو وهي الخيانة والتواطؤ على حساب القضية الفلسطينية، حسب قوله.

وقال:"ما يجري بالقدس ليس أمراً عاديا، لكنه مفصل من مفاصل الصراع العربي، وامراً جوهرياً بالنسبة لجموع العرب، وقرارات مجلس الجامعة العربية بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لقوات الاحتلال الصهيوني لذلك تلك القرارات لا تتماشى وطموحات الجمهور العربي والفلسطيني".

وأضاف عبدو:"اسرائيل حسمت أمرها نتيجة القرارات العربية الهزيلة بالقدس بأنها العاصمة الأبدية لليهود، والإصرار منهم على يهودية القدس بفعل استمراء الزعماء العرب للذل والانهزامية والقرارات العربية الضعيفة".

وأشار عبدو أن العامل الرئيسي في رفع الضيم عن مدينة القدس والمسجد الأقصى ليس الزعماء العرب والجامعة العربية والأنظمة الرسمية، وإنما على الشعوب العربية الثائرة، داعياً تلك الشعوب للانتفاضة الثالثة ضد العدو الصهيوني.