خبر بريطانيا: الباب بدأ يغلق أمام تسوية الصراع الفلسطيني « الإسرائيلي »

الساعة 11:42 ص|12 مايو 2013

وكالات

حذر المسؤول عن ملفات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية من أن الباب بدأ يغلق أمام جهود التوصل إلى تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأكد وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالخارجية البريطانية أليستر بيرت في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن الخطوط العامة للتوصل إلى تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين "معروفة" إلا أنه أشار إلى أن الأمر يرجع إلى الطرفين وسط حاجة لتقديم تنازلات من كلاهما.

وكانت محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المتعثرة توقفت في عام 2010 بعد خلاف بشأن استمرار عمليات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتطرق الوزير البريطاني إلى وجود مخاوف من أن فكرة حل الدولتين أصبحت "ميتة" لكنه أوضح "أنها لم تمت لكن خطر موتها قوي للغاية" محذرا من أن "الباب يغلق أمام الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية للنزاع".

وأضاف "ولهذا السبب نعتقد أن هناك قدرا من الضرورة الملحة" في الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حاليا لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

ويأتي تصريح بيرت بعد أيام من تعديل اعلن عنه في مبادرة السلام العربية التي اطلقت في 2002 بحيث اجيز رسميا مبدأ تبادل اراض بين اسرائيل والفلسطينيين وذلك برعاية أمريكية.

وسيتيح هذا التعديل لإسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية حيث تقيم غالبية المستوطنين بينما سيحصل الفلسطينيون على اراض تحت السيادة الاسرائيلية حاليا كتعويض.

وردا على سؤال آخر ل(كونا) حول تقارير تفيد بإجراء محادثات سرية اسرائيلية فلسطينية في الوقت الحاضر بدا بيرت حذرا للغاية في عدم نفي أو تأكيد أي علم بذلك.

واكتفى بيرت بالقول "مغزى المحادثات السرية وبيت القصيد منها هو أن تظل سرية وإذا كنت قادرا على أن اقول إنهم ذاهبون للاجتماع فإن الأمر لم يعد سريا".

وكان جون كيري أعلن بعد محادثات أجراها في روما مع وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني التي تشرف على الجهود الاسرائيلية من أجل استئناف المفاوضات أن واشنطن تحاول إحياء محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية خلال فترة قصيرة.

وكشف عن أنه سيتوجه في زيارة رابعة إلى منطقة الشرق الأوسط للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 21 او 22 من الشهر الجاري.

ورحب المسؤول بالخارجية البريطانية بيرت بتنامي اهتمام الإدارة الأمريكية بملف الصراع في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن الشيء الأكثر أهمية منذ بداية هذا العام كان استعداد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستغلال فترة ولايته الثانية في منصبه في بذل جهد أكبر فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط.

وأكد أن ترحيب المملكة المتحدة بهذا النهج الجديد الذي يأتي في وقت تشتد الحاجة إليه مشيرا إلى أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لم يغب عن نظره مطلقا أهمية التوصل إلى التسوية للمشكلة على الرغم من كل الأشياء الأخرى التي تجري في المنطقة.

إلا أنه أعرب عن اعتقاده بأن هناك الكثير من العقبات كبيرة التي يتعين التغلب عليها من أجل التوصل إلى هذه التسوية مضيفا "التوقعات ربما تكون ضئيلة لكنه من المهم استمرار المحاولة".

وشدد الوزير البريطاني المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط على أن المملكة المتحدة تدعم بشكل كامل جهود وزير الخارجية الأمريكي كيري في التحدث "بصورة منفصلة وسرية للغاية مع كلا الجانبين".

ورفض التعليق على التقدم الذي أحرزته تلك المحادثات لكنه أكد أنه من المهم أن "أن المملكة المتحدة ستقدم كل الدعم لهذه العملية وستواصل تشجيع الأطراف على إزالة العقبات أمام السلام".

وأوضح بيرت أن إحدى العقبات الشائكة تتمثل في المستوطنات الإسرائيلية والفشل في التعامل مع قضية التحريض من جانب الفلسطينيين.

وأضاف أن الإسرائيليين والفلسطينيين "بحاجة إلى قليل من المجازفة لكنه يجب أيضا ضمان سلامتهما الأمر الذي يتطلب إنشاء دولتين جنبا إلى جنب متفق على الحدود بينهما وزيادة الفرص الاقتصادية لكليهما".

وكان كيري أكد في وقت سابق أن "إسرائيل بحاجة لضمان أمنها والفلسطينيون بحاجة لضمانات من أجل دولتهم" لكنه حذر مجددا من أن المحادثات ستكون سرية من أجل إعطاء كل فريق فرصة اتخاذ قرارات صعبة.

ويبدو أن الجامعة العربية خففت من خطة السلام التي طرحتها عام 2002 يوم 29 ابريل الماضي عندما قال الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها ان الجانبين من الممكن أن يتبادلا الأرض بدلا من الالتزام بالضبط بحدود 1967.

وجاء تصريحه الذي أدلى به نيابة عن وفد الجامعة العربية ليمثل تنازلا بالنسبة لإسرائيل. وبينما يعتقد منذ عشر سنوات على الأقل أن تبادل الأراضي سيكون جزءا من أي اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم يسبق للجامعة العربية إن أيدت الفكرة علنا من قبل.

وتتضمن الموضوعات الرئيسية العالقة التي تحتاج للتعامل معها في أي اتفاق سلام بين الجانبين الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية ووضع القدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.