خبر كلمات مُشربة بالدم -يديعوت

الساعة 09:16 ص|12 مايو 2013

 

كلمات مُشربة بالدم -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

        كان هذا الاسبوع اسبوع المحضرين على الارهاب. وبرغم ذات الآراء بينهما – فالاول مع بشار والثاني عليه – نسيا أنهما تلقيا في الأصل تفويضا دينيا ودخلا السياسة العنيفة في العالم العلماني دخولا عميقا. وكلاهما نجم تلفاز أنتجته قناة "الجزيرة". فليس لهما بغير الشاشة قوة، ونصوصهما مُشربة بالدم.

        الاول وهو حسن نصر الله يضع على رأسه عمامة سوداء وهو من الطائفة الشيعية يساعد مقاتلوه جيش النظام وشبيحته على مذبحة الشعب الفظيعة التي تجري في سوريا. واستقر رأي نصر الله في نهاية الاسبوع على أنه يشتهي إظهار نفسه وكشف في تبرع لا عن وجود مقاتلي حزب الله الفاعل في داخل سوريا فحسب بل تجاهل متعمدا إنكارات دمشق القوية حينما أعلن على الملأ أن "سوريا ستستمر في ارسال سلاح نوعي إلينا".

        ونقول بلغة بسيطة إن بشار وجماعته يستطيعون أن يُنكروا من الآن الى قصف سلاح الجو الاسرائيلي التالي وجود ايران ووجود حزب الله وان سوريا تنقل صواريخ الى لبنان. فقد جاء نصر الله وقال مُصدقا إنهم لا يرسلون وينقلون فقط بل إن دمشق ستستمر في تسليحنا كي نستطيع الحفاظ على نظام حليفنا بشار.

        أما الداعية الثاني ذو الخمار الابيض والبسمة الشريرة الشيخ يوسف القرضاوي إبن الطائفة السنية فجاء في نهاية الاسبوع في تظاهرة تأييد لحكم حماس في غزة. كان يجب أن نرى رئيس الحكومة الافتراضية اسماعيل هنية يستكين للداعية الشيخ مُقبلا يديه جالسا وراء المقود لينقله بنفسه من المعبر الحدودي المصري الى داخل القطاع.

        لا يقل القرضاوي سوءً عن نصر الله. فهو الذي أصدر الفتوى التي تدعو الى العمليات الانتحارية الموجهة على اسرائيل. وحينما جاء الى القطاع سارع الى الدعوة الى القضاء على دولة اسرائيل ووعد (أبو مازن) بصوغ فتوى لا تدعو الى قتلنا فقط بل الى قتل فلسطينيين يوافقون على تبادل أراض أو على تنازل "حتى عن سنتيمتر واحد".

        ونجحت اسرائيل في ضبط نفسها بازاء تحرشات القرضاوي. إن اليدين اللتين تستجديان تصفية مُركزة قُيدتا في القاهرة خاصة وفي نهاية الامر نجح القرضاوي في اخراج رام الله خاصة عن طورها حينما لوح بجواز السفر الفلسطيني الذي حصل عليه في غزة كمواطن شرف مع بطاقة ساكن، وهذا هو إبراز هنية لعضلاته لأبو مازن وكأنه لا يقول فقط إنه ليس هناك احتمال لمصالحة وطنية بين فتح وحماس بل يقول نحن مستخفون بكم. فمن الحقائق أننا أصدرنا جواز سفر دون أن نطلب ختم رام الله.

        أعلنت وزارة الداخلية في الضفة الغربية أمس أن جواز السفر مزور، ودعت القرضاوي على أنه مثير فتنة، واشتكت من سلطات مصر التي كانت تستطيع أن تمنعه من الوصول الى غزة. لكن الرئيس مرسي، مثل اللاجيء المصري القرضاوي، يذكران شهور السجن باسهامهما في حركة الاخوان المسلمين السرية، وقد أصبح أحدهما يجلس منذ ذلك الحين في القصر ويدعمه الآخر من داخل فيلا فخمة. وأصبح أحدهما رئيسا ونجح الثاني في الهرب، وظهر فجأة في القاهرة في ذروة المظاهرات على مبارك. إن صديقا يساعد صديقا ثانيا.

        ولدت أمس في وسائل الاعلام العربية نظرية مؤامرة جديدة ظهورها في واقعة محرجة كادت تصبح ازمة دبلوماسية بين القاهرة والقدس. فقد هاجم رجال شرطة في جبل الهيكل ثلاثة دبلوماسيين كبارا من سفارة مصر في تل ابيب. وقالت الرواية العربية إن ذلك كان تصفية حساب بسبب تحريض القرضاوي. وبادرت اسرائيل بالاعتذار في وزارة الخارجية في القاهرة وتحدث نائب وزير الخارجية إلكين عن واقعة "لا داعي اليها".

        لنقل ذلك على النحو التالي: لا ذريعة تسوغ سلوكا عنيفا موجها على دبلوماسيين مصريين. صحيح ان الرئيس مرسي لا يحبنا بجنون بل بالعكس. وصحيح ان مندوبينا في القاهرة لا يلعقون العسل. لكن يجب ان نأمل أننا نتصرف بحسب كتب آداب وسلوك من نوع مختلف تماما.