تقرير بلدة سلواد ...تخوض معركتها ضد سرقة المزيد من أراضيها

الساعة 09:22 ص|11 مايو 2013

القدس المحتلة (خاص)

على مدار أربع أسابيع، تندلع كل يوم جمعة على أطراف بلدة سلواد الواقعة الى الشرق من مدينة رام الله بالضفة المحتلة، مواجهات عنيفة مع المستوطنين وجنود الاحتلال الصهيوني وأهالي البلدة.

هذه المواجهات التي تمتد في كل مرة لساعات الليل، يتخللها إصابات في صفوف شبان البلدة والأهالي بالرصاص المعدني المغلف بالرصاص، والغاز المسيل للدموع إلى جانب اعتقال العشرات وإغلاق الطرق.

وبين كر وفر، يحاول الشبان إيصال رسالة للمستوطنين ومن خلفهم جنود الاحتلال، بأن أرضهم محرمة عليهم، وما تبقى لهم "بعد سنوات من المصادرة وسرقة الأرض" لن يكون مشاعا لحفنة من المستوطنين المغتصبين.

يقول عضو المجلس البلدة ماهر ثلجي لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن هذه المواجهات تأتي بعد قيام أهالي البلدة، وجيرانهم من قرية "دير جرير" بالصلاة على قطعة أرض جبلية مهددة بالمصادرة تقع شرقي البلد، بعد قيام أحد المستوطنين بوضع "كرفان" عليها.

هذه المنطقة، والتي لا تبعد الكثير عن مستوطنة "عوفره" المقامة على أرضي قرية سلواد وقرى "دير جرير وعين يبرود المقابلة"، تبلغ مساحتها 50 دونما وتعد من الأراضي الزراعية المهمة في القرية.

وبدأت الحكاية من منتصف نيسان الفائت حيث قام أحد المستوطنين بوضع كرفانا على قطعة الأرض، والسكن فيها، والسيطرة على أحد القصور الأثرية في المنطقة، وأصبح المستوطنون يرتادون المكان باستمرار، ويعتدون على أهالي القرية اثناء وجودهم في أراضيهم الزراعية.

لم يستمر الأمر طويلا، حيث قام الأهالي بإحراق الكرفان وطرد المستوطن من المكان، وهو ما أشعل فتيل المواجهات والتي استمرت حتى اليوم، كما يقول ثلجي.

وتقع قرية سلواد في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة رام الله، وتحيط بها عيون مياه في المنطقتين الشمالية والشرقية وهو ما جعلها عرضة لأطماع المستوطنين بالسيطرة عليها.

هذه التحركات بالنسبة لأهالي القرية تكررت في حادثة سابقة حينما سيطر مستوطنين على أراضي واقعة الى الشرق من البلدة وأقاموا عليها بؤرة استيطانية جديدة "غير شرعية" أطلق عليها أسم "عمونا".

وعمونا مستوطنة عشوائية أقيمت في بداية العام 2000، وتوسعت تدريجيا على مساحة 300 دونما، ورغم حصول أصحاب الأراضي من دير جرير وسلواد على قرار من المحكمة العليا بإخلاء المستوطنة والعودة إلى أراضيهم.

وفي 2005 تمكن الأهالي من إجبار المستوطنين بإخلاء جزء من هذه المستوطنة بقرار من المحكمة، إلا انهم أوقفوا الإخلاء بحماية من الجيش بعد فترة وبقوا في المنطقة.

ومع بداية نيسان الفائت، عاد المستوطنون لتشييك منطقة أخرى من أراضي البلدة، و هي مدخل البلدة الرئيسي، بأسلاك شائكة للسيطرة عليها، فتوجه الأهالي للمحكمة العليا للحصول على قرار إخلاء، إلا أن جيش الاحتلال أرجئ تنفيذ القرار حتى منتصف تموز/يوليو القادم

ويصر أهالي سلواد، وقرية دير جرير على الاستمرار في حماية أراضيهم بالرغم حجم العنف الكبير الذي يواجهون به من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين، ويشير عضو المجلس البلدي ثلجي إلى مخططات بإقامة الصلاة على كامل الأراضي المهددة بالمصادرة.