خبر الاسطورة وتحطمها ..معاريف

الساعة 08:29 ص|10 مايو 2013

بقلم: سارة ليفوفيتش دار

        (المضمون: عشر أساطير عن سوريا المتفككة تتبدد هنا - المصدر).

  1. الخط الاحمر لاسرائيل هو السلاح كاسر التعادل

في نهاية الاسبوع الماضي، حسب منشورات أجنبية، هاجمت اسرائيل عدة مواقع في سوريا، بينها ارسالية لصواريخ ايرانية من طراز فاتح 110، وصلت الى سوريا في طريقها الى حزب الله قبل وقت قصير من الغارة الاسرائيلية. وتعتبر صواريخ 110 الايرانية سلاحا كاسرا للتعادل، أو الاصح: "سلاحا كاسرا للوضع الراهن"، يقول البروفيسور اسحق بن يسرائيل، رئيس المجلس الوطني للبحث والتطوير، الذي ترأس مديرية البحث والتطوير للوسائل القتالية والبنى التحتية التكنولوجية في وزارة الدفاع. "تعبير كاسر التعادل يعني أن لنا ولحزب الله توجد منظومة قوات مشابهة، ولكن هذا ليس صحيحا – نحن نتفوق عليهم. أربعة أنواع من السلاح تعتبر كاسرة الوضع الراهن: سلاح كيميائي، صواريخ أرض – جو، صواريخ أرض – أرض بعيدة المدى دقيقة وصواريخ بحر – بحر من طراز ياخونت، والتي أصابت صيغة سابقة منها بارجة حنيت".

صواريخ فاتح 110، التي دمرت في الغارات الاخيرة على سوريا، وصلت الى هناك من ايران منذ 2008، وبعد سنتين من ذلك نقلت الى حزب الله. وتلقت سوريا صواريخ ياخونت روسية قبل نحو سنة ونصف. في شباط 2011 أعلن وزير الدفاع الروسي، أناتولي سردينوف بان روسيا لم تتخلى عن خطتها توريد صواريخ ياخونت لسوريا وبعد نحو عشرة اشهر من ذلك نفذت سوريا مناورات بالصواريخ الروسية.

إذن لماذا تذكرنا الان بالذات؟ البروفيسور بن اسرائيل يقول انه في الماضي نقلت سوريا الى حزب الله سلاحا من نوع آخر. "لم يزعجنا أن تكون سوريا تملك هذا السلاح، وسوريا هي الاخرى تسكت عندما نملك سلاحا أكثر تطورا بكثير. فالدول من حقها أن تملك السلاح، ونحن فقط غير مستعدين لان ينتقل هذا الى حزب الله. سوريا لم تطلق رصاصة واحدة علينا على مدى 40 سنة، اما حزب الله فيطلق النار علينا. ينبغي لاسرائيل أن تفعل كل شيء كي تمنع استخدام هذه الاسلحة ضدها".

 

  1. بشار الاسد لن يرد على الغارات الاسرائيلية

"الجيش السوري قادر على المواجهة مع اسرائيل"، قال هذا الاسبوع الاسد ردا على الغارات الاسرائيلية، وانضم الى كبار مسؤولي حكمه ممن أطلقوا تصريحات كفاحية ضد اسرائيل. فقد أعلن رئيس الوزراء السوري، وائل نادر الخلقي، بان العدوان الاسرائيلي لا يدع مجالا للتردد، الضعف أو الصمت. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ان الغارات الاسرائيلية هي اعلان حرب على سوريا، اما وزير الاعلام السوري، عمران الزعبي، فقال ان سوريا ستستخدم كل الوسائل للدفاع عن شعبها. واقتبست محطة التلفزيون السورية "الاخبارية" عن مصادر مغفلة قالت ان الصواريخ السورية موجهة لضرب أهداف داخل اسرائيل في حالة هجوم آخر، وايران، حليفة سوريا، سارعت هي ايضا الى الانضمام الى الاحتفال. فقد أعلنت وزارة الخارجية الايرانية بان على اسرائيل أن تعرف بان جرائمها لن تبقى دون رد.

داني ياتوم، رئيس الموساد سابقا، يقول انه رغم التصريحات ليس للاسد مصلحة في الرد الان. "قبل كل شيء يريد أن يبقى وينتصر على الثوار. وهو يفهم جيدا بان فتح جبهة جديدة مع اسرائيل سيكون خطأ جسيما يسهل على الثوار. لا حزب الله ولا الاسد ردا بشكل علني، ولكنهما قد يعملان بشكل سري ضد أهداف اسرائيلية ويهودية في العالم، توقع ضررا جسيما، مثلما كان في العملية في بوينس آيرس. مثل هذه العمليات تمنحهما الاحساس بصفية الحساب مع اسرائيل وان كانا لن يعلنا عن مسؤوليتهما عن العملية".

  1. على اسرائيل أن تدعم الثوار السوريين

نشر في شهر شباط بان اسرائيل تمنح علاجا طبيا للثوار السوريين. وفي اذار اطلقت وزارة الخارجية السورية شكوى الى مجلس الامن في الامم المتحدة ضد اسرائيل لمساعدتها الثوار. وقبل ثلاثة اسابيع قال السفير السوري في الامم المتحدة، بشار الجعفري، ان اسرائيل تساعد الثوار السلفيين. اما رئيس الوزراء نتنياهو فقال في مقابلة مع بي.بي.سي معقبا انه لا يعتزم تأكيد أو نفي الامور، ولكن هذا  الاسبوع نقلت اسرائيل رسالة مهدئة لسوريا بموجبها لا نية لاسرائيل بمساعدة الثوار.

        الثوار أنفسهم غير متحمسين من نوايا المساعدة الاسرائيلية. "سنفتح حملة عسكرية ضد اسرائيل"، قال الثوار الجهاديون الذين التقطت صورهم على خلفية هضبة الجولان مؤخرا. "حان الوقت لان نكون راشدين ونبدأ بالفهم بان المستحيل هو ممكن في الشرق الاوسط"، يقول يوسي بيلد، قائد المنطقة الشمالية سابقا. "الثوار ليسوا مصنوعين من مادة واحدة، هذه معارضة مع نزاعات داخلية وتضارب مصالح بعضها قد تكون موجهة ضد اسرائيل. محظور علينا أن نؤيد طرفا في الحرب الاهلية في سوريا، ومن الافضل الا نتدخل في ما يجري هنا لاننا لا يمكننا أن نعرف من سيكون الحكام التالين في الدولة. بودي ان أذكر كل من يريدون مساعدة الثوار بان في لبنان أيدنا طرفا وكانت النتيجة أن تفجر هذا لنا في الوجه".

  1. العالم الغربي غير مبالٍ بما يجري في سوريا

من استطلاع نشر مؤخرا في وكالة "رويترز" للانباء يتبين أن 10 في المائة فقط من الامريكيين يؤيدون التدخل الامريكي في سوريا. و 61 في المائة يعارضون. "خطنا الاحمر للتدخل هو استخدام السلاح الكيميائي"، اعلنت الولايات المتحدة. غير أن صورا لمصابين بسلاح كيميائي لم تقنع الولايات المتحدة بالمبادرة الى تدخل عسكري في الحرب الاهلية. لقد نقلت الولايات المتحدة للثوار مساعدة مدنية بمبلغ 650 مليون دولار.

        وفي اوروبا الوضع مشابه. قبل نحو سنة أعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماع في كوبنهاجن انهم يعارضون التدخل العسكري في سوريا. وخلافا لما حصل في ليبيا، لم يقصف الناتو سوريا منذ اندلعت الثورة. "الغرب غير مبالٍ للمذبحة في سوريا لان ليس في سوريا نفط"، كتب الصحفي المصري عماد الدين في صحيفة "الشرق الاوسط" المصرية قبل نصف سنة، أما المدون التركي ماهر زين لوب فاقترح على الثوار خمسة طرق تجبر الغرب على التدخل في الحرب في سوريا: ابدأوا في الخسارة في المعارك، اقترح، احلقوا ذقونكم، توجهوا الى مشاعر الغرب، ضموا اليكم حزب الله وذلك لان تسرب السلاح الى حزب الله هو الخط الاحمر لاسرائيل، واهجروا الغرب. عندما يبدأ زعماء الثوار بزيارة طهران وموسكو، كما ادعى المدون التركي، فان الغرب سيهرع لمساعدتهم.

        ومع أن الغرب لا يسارع الى مساعدة السوريين، ولكنه يبدأ بالتلميح بتغيير الاتجاه. تشاك هيغل، وزير الدفاع الامريكي، قال قبل بضعة ايام ان ادارة اوباما تفكر بمعارضة تسليح الثوار. وقبل بضعة اسابيع قال قائد القوات الامريكية في اوروبا، جيمز ستبردس، في نقاش في مجلس الشيوخ، ان الولايات المتحدة والناتو يستعدان للتدخل عسكريا في سوريا.

        "حتى وقت اخير مضى كان صمت الغرب صاخبا ومقلقا"، يقول البروفيسور يورم ميتال، رئيس مركز هيرتسوغ لبحوث الشرق الاوسط في جامعة بن غوريون. "ولكن في الاسابيع الاخيرة تظهر بوادر يمكن أن يفهم منها بان الولايات المتحدة وبريطانيا تغيران سياستهما. وهذا لا يصل بعد الى تسليح الثوار بوسائل قتالية تساعدهم على كسر هجمات الجيش النظامي السوري، وصواريخ يمكنهم بواسطتها اسقاط مروحيات وطائرات قتالية، ولكنهم يتلقون مساعدة مالية. حتى الان اتخذ الغرب جانب الحذر من التدخل في سوريا لعدة أسباب. فالولايات المتحدة لا تريد أن تصطدم بروسيا التي عمقت تواجدها في سوريا. المستوى الثاني من عدم التدخل هو ادارة اوباما، التي خطت على علمها الابتعاد عن الحروب. كما أن الولايات المتحدة تخشى من أن ينتقل السلاح الذي يرسل الى سوريا الى جماعات الثوار المتطرفين، كجبهة النصرة، وفي نهاية المطاف يوجه ضد الغرب. لقد خلقت دينامية الحرب في سوريا مأزقا بدأ في الاسابيع الاخيرة يمر بتغيير في كل ما يتعلق بالغرب".

  1. العالم العربي يريد لبشار الاسد أن يسقط

قطعت الجامعة العربية علاقاتها مع الاسد بعد ان خرق اتفاق انهاء الثورة الذي وقع مع الجامعة في تشرين الثاني 2011. بعد شهرين من ذلك هاجم الاسد الجامعة العربية وقال انها تنفذ مؤامرة دولية ضد سوريا. في تموز 2012 دعا وزراء خارجية الجامعة العربية الاسد الى اعتزال منصبه. وقبل بضعة اسابيع نقلت الجامعة مقعد سوريا في الاجتماع في قطر الى الثوار. فرد الاسد بالاعلان بان الجامعة العربية تمثل الدول العربية وليس الشعب العربي.

بعض من الدول العربية تطرح خطا متصلبا تجاه الاسد. الرئيس المصري، محمد مرسي، دعا مؤخرا الاسد الى مغادرة قصر الرئاسة. ويساعد السعوديون والقطريون الثوار، والى جانب تركيا أقاموا قاعدة للثوار. رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، الذي كان في الماضي صديقا شخصيا للاسد، يهاجمه في كل فرصة. ومع أنه انتقد الغارة الاسرائيلية الاخيرة على سوريا، ولكن الاسد يتلقى منه الضربات اللفظية والعملية. لقد قطعت تركيا علاقاتها مع سوريا، وعشرات الاف اللاجئين السوريين يمكثون في تركيا. وحذر اردوغان بعد أن علم بمذبحة 62 مواطنا سوريا هذا الاسبوع، بان "الاسد سيدفع ثمنا باهظا جدا بعد المذبحة في بانياس وفي البياضة. وبمعونة الله سنرى هذا المجرم، القاتل، يتلقى عقابه في هذا العالم". اما الاسد فقال في مقابلة قبل بضعة اشهر ان "اردوغان يعتقد أنه سلطان عثماني".

ويقول تسفي مزال الذي كان سفيرا لاسرائيل في مصر ان "عالما عربيا مستقرا مع تفكير واضح كان سيوقف المذبحة في سوريا. بشكل عام يعتقد معظم العرب بان على الاسد أن يرحل، ولكنهم يخافون من البديل: الاخوان المسلمين، القاعدة، مثل هذه النماذج. وهم يرون المذبحة يوميا، ولكن الثوار أيضا يذبحون المدنيين. في السطر الاخير ينفر العالم العربي من المذبحة في سوريا، ولكنه لا يعمل كما ينبغي. قطر تؤيد الثوار السلفيين، مصر تتحدث عن مفاوضات بطرق سلمية وبهذا يكتفون".

  1. روسيا والصين ستحبطان محاولات اسقاط الاسد

في اثناء زيارة رئيس الوزراء نتنياهو الى الصين هذا الاسبوع أعلنت وزارة الخارجية الصينية بان الصين تعارض استخدام القوة العسكرية وخرق سيادة الدول، أما روسيا فأعلنت عن قلقها العميق من الغارة. منذ بداية الثورة تقف روسيا والصين معا ضد كل محاولة لاسقاط الاسد. ومعا استخدما الفيتو على قرارات في مجلس الامن في الامم المتحدة طالبت بفرض عقوبات على سوريا، ودعت الاسد الى الاستجابة لمبادرة سلام الجامعة العربية واعتزال منصبه. روسيا تبيع لسوريا السلاح وتحتفظ بقاعدة بحرية في سوريا، القاعدة الروسية الوحيدة خارج حدود روسيا. بعد وقت قصير من الهجوم الاسرائيلي على المفاعل في سوريا، حسب مصادر أجنبية، أعلنت الصين بانها تعتزم بناء مصفاة بترول في المنطقة كجزء من التعاون بين الدولتين لانتاج النفط. ويقول د. يهودع حاييم، سفير اسرائيل في الصين سابقا ان المصلحة الصينية هي إما سياسية أو اقتصادية، وفي هذين المجالين ليس للصين مصلحة في سوريا. وهو يقول ان "ليست لهم استثمارات كبيرة في سوريا مثلما لهم في ايران. وليست لهم ايضا مصلحة سياسية في الدولة. وهم يخافون من انه بعد أن فرض العالم عقوبات على سوريا بسبب خرق حقوق الانسان، سينتقل العالم لمعالجتهم بسبب خروقات مشابهة. يوجد هنا ايضا شيء مبدئي. في الفلسفة الصينية يوجد مبدأ الحل الوسط. وهم يحاولون العمل حسب هذا المبدأ في سياستهم الخارجية. كما أنهم لا يردون الحروب، لان الحرب تحدث ضررا اقتصادية، والنظام الصيني يقوم على اساس النمو الاقتصادي. قادة النظام لا ينتخون في الانتخابات، وتفويضهم يعطى لهم من الشعب بفضل النمو الاقتصادي. وحيثما توجد حرب لا يوجد نمو اقتصادي ولهذا فان الصينيين بشكل عام سيفضلون الوضع القائمة: لا توقظوا ولا تستيقظوا، دعونا نكون قوة عظمى وبعد ذلك نتحدث. هذا هو شعارهم".

  1. بشار الاسد هو بالاجمال دمية لايران

تصريح علني أول للاسد بعد الغارات الاسرائيلي جاء قبل يومين في مؤتمر صحفي الى جانب وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي، الذي يزور دمشق، وهو ليس الضيف الايراني الوحيد في سوريا. 1.500 جندي ايراني يوجدون في سوريا ويساعدون الاسد في الحفاظ على حكمه، وايران تعتزم مضاعفة عددهم. 150 ضابطا من الحرس الثوري وصلوا في الاشهر الاخيرة الى سوريا بأمر مباشر من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وزار قائد الحرس الثوري الايراني، قاسم سليمان دمشق مؤخرا. وفي الايام الاخيرة شرعت ايران بحملة تجنيد مواطنين ايرانيين للحرب الى جانب جنود الاسد. بل وبعثت ايران بمعدات عسكرية الى سوريا. بحث أجرته وكالة رويترز للانباء أظهر مؤخرا بان ايران تستخدم طائرات مدنية كي تنقل السلاح والجنود الى سوريا. مئات الاطنان من المعدات العسكرية انتقلت من ايران الى سوريا منذ بدأت الثورة. وقال مؤخرا مقرب من حاكم ايران آية الله خمينئي ان "سوريا هي احدى اقاليم ايران".

ويتظلم الثوار من المساعدات الايرانية الجمة. وقد نشروا قبل شهرين كاريكاتير يظهر الاسد خاضعا وحرجا والى جانبه احمدي نجاد عظيم القوة. ويظهر فيلم فيديو للثوار الاسد كحاكم عديم الحيلة يطلب نصيحة خمينئي. "واصل الارهاب ونشر الاكاذيب"، يقول خمينئي للاسد، "الى أن تصدق أنت نفسك اكاذيبك". "الاسد دمية ايران"، قال قبل ثلاثة اشهر نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام.

"الاسد ليس دمية ايران، هو حليف"، يقول مئير جبدنفر، خبير في السياسة الحالية لايران في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا. "زعيم حزب الله الشيخ نصرالله هو دمية ايرانية، هذا ليس الوضع في سوريا. الاسد يحكم سوريا وليس خمينئي. ليس كل قرار للاسد يمر عبر ايران. لكل واحدة من الدولتين مصالحها. وعندما انتخب احمدي نجاد رئيسا في 2009  كانت مظاهرات شديدة في ايران ولم يسارع الاسد للاتصال باحمدي نجاد. انتظر أولا ماذا يحصل في ايران، وفقط بعد اسبوع هنأه بانتخابه. بل وتوجد احيانا خلافا بين سوريا وايران. سوريا، مثل معظم العالم، تعارض سيطرة ايران على ثلاث جزر في الخليج الفارسي. الايرانيون يبعثون لسوريا بالسلاح على سبيل الامتنان لدعم سوريا ايران في الحرب العراقية الايرانية في الثمانينيات ولكن تحارب أي من الدولتين من أجل الدولة الاخرى. فأين كانت ايران عندما نشر بان اسرائيل هاجمت المفاعل في سوريا؟".

  1. حافظ الاسد هو أفضل لاسرائيل من ابنه

تحقيق أجرته "العربية" في بداية الاسبوع يدعي بان في 40 سنة من حكم الاسد الاب لم تهاجم اسرائيل سوريا على الاطلاق، اما في 12 سنة لحكم الابن فتكثر الهجمات الاسرائيلية، بدء بالهجوم على معسكر عين الشعب في تشرين الاول 2003 وانتهاء بالغارات الاخيرة. وكتب روبرت فيسك في "الانتدبندنت" قبل نحو شهر "مع أن الاب شارك في حرب يوم الغفران ولكنه شارك ايضا في مؤتمر مدريد. رفض الاعتراف بدولة اسرائيل ووصفها بالكيان الصهيوني ولكن في منتصف التسعينيات بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لطف علاقاته مع اسرائيل وشارك في المحادثات لاستعادة الجولان.

ويتميز الاسد الابن هو الاخر بهذه الثنائية. في 2006 وصف اسرائيل بالعدو، ولكن بعد سنتين من ذلك اعترف بانه يدير مفاوضات مع اسرائيل بوساطة تركية. في 2011 ساعد المبادرة لاعادة بناء الكنيس في سوريا، ولكن مثل ابيه يؤيد حماس وحزب الله.

البروفيسور ايتمار رابينوفيتش، خبير في الشؤون السورية وسفير اسرائيل في الولايات المتحدة سابقا، يقول ان الاسد الاب وان كان حافظ على حدود هادئة، ولكنه الحق بنا اضرارا هائلة في لبنان. "اسرائيل ادارت مفاوضات سلام مع الاب ومع الابن على حد سواء، وقاتلت ضدهما. الفرق بين الاب والابن هو أنه لدى حافظ الاسد كنت تعرف اين تقف. ساعد حماس، الجهاد الاسلامي وحزب الله، ولكنك كنت تعرف من يقف امامك. قاتل أو حاول صنع السلام بشكل جدي ونجح في السيطرة في سوريا. اما الابن فاقل جدية بكثير من ابيه. هو قادر على التعاون مع كوريا الشمالية في اقامة مفاعل نووي ولا يعرف كيف يحكم في سوريا".

  1. الشعب السوري عانى تحت نظام بشار الاسد قبل الثورة ايضا

حافظ الاسد سيطر في سوريا بين 1971 و 2000، وبوفاته أبقى لابنه ديونا حكومية عالية واقتصادا مغلقا على العالم مع اجراءات ادارية عالية، مع 1.5 في المائة نمو في السنة فقط ومع ثلاث عائلات حاكمة – الاسد، شليشة ومخلوف – وعشر عائلات اخرى في دائرة المال الثانية. وعلق السوريون الآمال بالخليفة، ولكن سرعان ما تبين انه لم يتغير كثيرا. بعد سنة من خلافة الاسد لابيه نال ابن خاله، رامي مخلوف، عقدا ضخما للبنى التحتية الاتصالاتية في سوريا. رياض سيف، رجل أعمال حاول الكشف عن الفساد زج الى السجن. بين 2004 و 2010 وان كانت سوريا وصلت الى نحو 5 في المائة في السنة، ولكن استمتع بالوفرة النسبية المقربون فقط. في 2005، حسب معطيات الامم المتحدة، كان نحو ثلث سكان سوريا يعيشون في الفقر، 11 في المائة في الفقر المدقع. بين 2006 و 2008 تراوح التضخم المالي بين 10 و 15 في المائة وارتفعت جدا اسعار العقارات. في 2008 كانت سوريا في المرتبة الـ 147 من اصل 183 في جدول الشفافية الذي يفحص الفساد السلطوي.

دهورت الثورة الاقتصاد السوري. فارتفعت البطالة من 14.9 في المائة في 211 الى 18 في المائة في 2012. وارتفع التضخم المالي من 4.8 في المائة في 2011 الى 33.7 في المائة في  2012. وانخفض التصدير بالنصف من 10.29 مليار دولار في 2011 الى 4.981 مليار دولار في 2012. وانخفضت احتياطات العملة الصعبة والذهب من 14.83 مليار دولار في 2011 الى 4.774 مليار دولار في 2012. ويسكن معظم الفقراء في المناطق القروية، وان كانت الفوارق بين الاغنياء والفقراء غير معروفة. المعطيات عن هجوم الثراء تبقى سرية. الشركات تسجل تحت اسماء سرية. والمصدرون يخفون هويتهم الحقيقية والكثير من الصفقات لا يبلغ عنها منعا لدفع الضرائب. نحو 60 في المائة من سكان الدولة لا يدفعون ضريبة الدخل. واضافة الى الازمة الاقتصادية فان الكثير من مواطني سوريا يعانون من الاضطهاد، القيود على حرية التعبير والاعتقاد ومن الاعتقالات السياسية. وتثقل التعذيبات على السجناء والرقابة على الانترنت على 22 مليون من سكان الدولة بقدر لا يقدر عما يفعله الوضع الاقتصادي.

"ليس الجميع عانوا تحت حكم الاسد"، يقول البروفيسور ايال زيسر من جامعة تل ابيب. "مناطق المحيط انقطعت عمليا عن الحكم، وان كانت في البداية أحبت النظام. من الطبقات الوسطى والطبقة العليا، ممن نفروا بداية من نظام الاسد الابن، استفادوا منه بعد ذلك. فقد منح الاسد مواطنيه احساسا بالاستقرار وبالسياسة الاقتصادية الانفتاحية، تبنى الخصخصة وزاد الاستيراد. ابناء الطوائف والاقليات استفادوا من النظام الذي لم يكن اسلاميا، ولكن كلما ابتعدنا عن المركز، كان الوضع الاقتصادي اصعب".

  1. سقوط بشار الاسد سيؤدي الى نهاية سوريا كدولة واحدة

التخوف من وضع سوريا بعد سقوط الاسد يشغل بال السياسيين في كل العالم. ويقول البروفيسور يورم ميتال انه "منذ الان يتحدث الجميع عن سيناريوهات عما سيحصل في اليوم التالية". وتتراوح السيناريوهات بين الكانتونات في سوريا، الفوضى المطلقة في دولة واحدة فاشلة، ترسل المخربين من هضبة الجولان الى اسرائيل، حتى منظومة سلطوية سنية معتدلة تتعاون مع الدول الغربية وتنقطع عن حزب الله وايران.

        د. شاؤول شاي من المركز متعدد المجالات يعتقد خلاف ذلك ويقول ان "الثورة انتقلت من المتظاهرين العلمانيين الى ساحة الجهاد حيث يجمع الاسلام المتطرف القوة. وسواء انتصر الثوار أم بقي الاسد في الحكم سيكون من الصعب خلق حكومة وحدة مع المتطرفين. سوريا ستكون في وضع فوضى مستمرة مثلما حصل في الصومال، وسيكون من الصعب ايجاد حكم مركزي يوفر الاحتياجات والامن للسكان. في مناطق كهذه تكون الحياة مشوشة، وبالكاد يعيش الناس، فلا ماء ولا كهرباء ولا جهاز طبي ولا مدارس. الحياة هي بقاء، ولما كانت هذه الجهات لا تحب صهيون، فانهم سيحاولون المس بنا ايضا. ان هذا سيكون حتى اكثر صعوبة وظلامية مما هو الان.