خبر لبيد اشترى الهدوء -معاريف

الساعة 08:27 ص|09 مايو 2013

لبيد اشترى الهدوء -معاريف

بقلم: شالوم يروشالمي

        (المضمون: الناس يخرجون الى الشوارع، اذا ما خرجوا، فقط عندما يشعرون بالضربة الحقيقية بالجيب، بعد إقرار الميزانية. في هذه الاثناء عطل لبيد أمس جبهة هائلة من خلال اتفاق سخي وقعه مع الهستدروت. فاضرابات لن تكون له. وهذا يستحق كل شيء - المصدر).

        يئير لبيد هو رجل مصداق، أجوبته معللة، اطلاعه على المادة جيد، وظهوره أمام الجمهور ممتاز، ويخلق العطف بشكل عام. ولكن مع كل ما في ذلك من حظوة، يصعب عليّ أن اصدق جوابا واحدا قدمه أمس في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الطابق الثاني من وزارة المالية.

        فقد ادعى لبيد بانه لم يفاجأ من شدة رد الجمهور مثلما وجد تعبيره في اليومين الاخيرين. أعتقد انه فوجيء بل وفوجيء جدا والا ما كان ليصل الى البث الحي والمباشر كي يحاول تهدئة الخواطر، مع كل الاحترام للاتفاق مع عوفر عيني والهستدروت.

        سألت لبيد أمس ماذا يفكر بالتنظيم الذي يجري على الفيسبوك، في مواجهة امكانية أن يخرج عشرات الالاف مرة اخرى الى الشوارع وهذه المرة ليتظاهروا ضد من كان حتى قبل شهرين رمزا لهم. فقد لبيد ان هذا حقهم الشرعي ولكن يخيل لي أن آخر أمر يريده هو احتجاج كبير ضده، يخرج اليه اخوانه العاملون. ولديه ايضا تفسير مانع. المظاهرات في اليونان أو في اسبانيا تجري اليوم بعد أن انهار كل الوضع. أما المظاهرات امام منزله أو وزارته فستبدأ، اذا ما بدأت، في الوقت الذي يجتهد كي لا ينهار الوضع. وقال لبيد: "انهم يتظاهرون في واقع الامر ضد أنفسهم".

        جواب جيد ولكن يخيل لي أن هنا بالذات يجد لبيد صعوبة في فهم الحساسية العامة. فالناس لا يغضبون منه بسبب الاجراءات بقدر ما هو بسبب الوعد الذي نكث. فقد روى لبيد الاسبوع الماضي لاحد ما بانه خطط على مدى سنة كاملة دخوله الى وزارة المالية . الحملة لاحتلال الوزارة كانت بالفعل ايديولوجية، وقف خلفها تفكير مرتب ومذهب فكري حازم طرحه بكفاءة جمة في الخطابات وفي المقالات. فقد وعد لبيد بان يحمي بكل قوته الانسان العامل، والا يدخل الى جيبه أيدي المالية الا اذا لم يكن مفر. فماذا حصل في النهاية؟ لقد وعد لبيد بان يكون "شاس الطبقة الوسطى"، فأصبح "شوسا" (الناهب) ضد الطبقة الوسطى.

        لقد جاء لبيد مستعدا ايضا للمؤتمر الصحفي أمس. فقد فهم بانه ملزم بان يوقف الانجراف بسرعة. الصحفيون الذين انتظروا للحظة المواجهة معه سعوا الى تصفية الحساب معه ايضا على الهرب منهم نحو حائط الفيسبوك الدائم لديه. واقتبسوا أقوالا قالها ووعودا نثرها قبل الانتخابات ووصفوه بانه "سياسي قديم". اما لبيد فحاول صد الضغوط والكلمة الاساس في هذا الموضوع هي "فقط". ذات مرة الطبقة الوسطى "فقط" دفعت الثمن. اما اليوم، يقول لبيد، فثمة شركاء آخرون في العبء: فهو سيقر قانون التمركز المالي، سيفرض الضريبة على المنتجات الفاخرة، وسيمس بالقطاعات التي اعتبرت محمية. أمي كانت ستقول عن هذا ان "الحصان الجائع ينظر الى الاسفل وليس الى المحيط".

        واذا استندنا الى الاستطلاعات التي نشرت أمس في القناة 2، فان لبيد يقف أمام أزمته السياسية الجدية الاولى. فقرابة ثلث مصوتي "يوجد مستقبل" خائبو الامل منه. والسؤال هو ماذا بعد. هل يمكن حساب الغضب العام الذي وجد تعبيره في الفيسبوك ليصبح تمردا عاما؟ هي حان الوقت؟ لدي احساس بان الناس يخرجون الى الشوارع، اذا ما خرجوا، فقط عندما يشعرون بالضربة الحقيقية بالجيب، بعد إقرار الميزانية. في هذه الاثناء عطل لبيد أمس جبهة هائلة من خلال اتفاق سخي وقعه مع الهستدروت. فاضرابات لن تكون له. وهذا يستحق كل شيء.