خبر أمريكا وإسرائيل: المصلحة المشتركة بسوريا- اسرائيل اليوم

الساعة 08:11 ص|07 مايو 2013

 

بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي

في أواخر خمسينيات القرن الماضي شجعت ادارة آيزنهاور جهود اسرائيل لانشاء "حلف الأطراف" الذي شمل تركيا وايران واثيوبيا. وبعد ذلك وسعت حكومتا بن غوريون وأشكول دائرة التأثير الاسرائيلية في آسيا وافريقيا، وهنا ايضا حظيتا بمباركة الولايات المتحدة وذلك لأن اسرائيل عملت أكثر من مرة مثل ذراع واشنطن الطويلة على الدفع قدما بمصالح غربية في ساحات امتنعت فيها حكوماتها عن نشاط مباشر مكشوف.

وعندنا انطباع في السياق السوري الحالي ايضا انه يوجد تقاطع حتى لو كان مؤقتا ونقطيا بين مصالح الولايات المتحدة واسرائيل. فالبيت الابيض لا يرى التدخل العسكري في المذبحة المستمرة في سوريا خيارا واقعيا لا لأن رواسب حربي فيتنام وافغانستان ما تزال في وعي براك اوباما بل لأن ترتيب أولوياته الحالي يرفض التورط بتدخل بري باهظ الكلفة آخر. ومع ذلك وباعتباره رئيسا رفع راية الدفع قدما بقيم عامة وبحقوق الانسان بلا هوادة، لا يستطيع ان يبقى ساكنا مدة طويلة في حين تستمر قوات بشار الاسد على زرع الموت والدمار.

وبسبب هذه المعضلة وبازاء العجز الذي يُظهره الغرب عن علاجه للجبهة السورية الى الآن، يمكن ان نرى عمليات اسرائيل بحسب ما نشرت الصحافة الاجنبية، الموجهة على منشآت ووسائل قتالية على ارض سوريا بديلا ما – وإن يكن نقطيا ولحظيا – عن عمليات استراتيجية من قبل واشنطن ولندن وباريس تأخر وصولها. إن الحضور الجوي الاسرائيلي في الميدان كما أبلغت وسائل الاعلام الاجنبية، يتبين أنه التعبير العملي الأهم عن التحرش بالنظام القاتل في دمشق ومواجهته.

إن مجرد دخول اسرائيل المكرر الى ميدان القتال يلائم تماما المصالح الامريكية والاوروبية (بل يخفف شيئا ما عن ضمائر الديمقراطيات الغربية)، وذلك بالطبع مع فرض وأمل ألا يفضي ذلك الى تصعيد والى توسيع مقدار العنف.

إن احتمال أن تتحول صورة عمل اسرائيل الجوية الى نموذج لقوات حلف شمال الاطلسي في محاولة لرسم حدود المنطقة، قد يمنحها نقاط استحقاق اخرى باعتبارها كنزا استراتيجيا واضحا نجح في التغلب على حاجز الخوف والشلل الذي دُفع اليه العالم، ووجد مجال عمل فعال ومُحكم ومحدود مع ذلك لأهداف نقطية.

ويوجد للهجمات الاسرائيلية اذا تجاوزنا السياق السوري واللبناني المباشر، هذا اذا كانت الأنباء المنشورة صحيحة، رسالة ردع واضحة صافية الى طهران. وتخدم هذه الرسالة ايضا باخلاص الغرب وتصبح اشارة أقوى الى القوة من تحذيرات كلامية أو عقوبات اقتصادية تزداد شدة. في تموز 1958 بعد الثورة في العراق وبازاء التهديد المباشر الذي تعرض له حكم الملك حسين في الاردن، فتحت اسرائيل مجالها الجوي واسعا ومكّنت الولايات المتحدة وبريطانيا برغم المخاطرة من ان تنقلا الى عمان قوات ومواد خام استراتيجية حيوية، وكانت تلك علامة طريق ضرورية في مسار تحول اسرائيل الى كنز استراتيجي عظيم القيمة للبيت الابيض.

واليوم بعد ان انتقلت الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن الى رتبة أعلى والى تثبيت مؤسسي، يمكن ان نرى أحداث الايام الاخيرة تعبيرا آخر عن اسهام اسرائيل في الدفع قدما بمصالح وأهداف امريكية في المنطقة. وذلك بالطبع مع أمل ان تحرز هذه الاستراتيجية أهدافها في صعيد الردع والعقاب.