خبر إعمال التفكر- هآرتس

الساعة 08:06 ص|06 مايو 2013

إعمال التفكر- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

 تبنت حكومات اسرائيل في السنوات الستة الماضية نمط عمل الاغتيال بمسدس كاتم للصوت: عملية عسكرية موضعية، في الغالب من الجو أو من البحر، دون قوات برية كبيرة، فيما يكون الهدف المس بتهديد آخذ في التبلور. هكذا كان في ايلول 2007 في الهجوم على المنشأة النووية التي بنتها كوريا الشمالية في شرقي سوري، وهكذا في عمليات كثيرة اخرى نسبت الى اسرائيل، من سوريا وحتى السودان.

        وتقوم السياسة الاسرائيلية على مستويين: المستوى الاولى هو المستوى العملي، العملية ذاتها، التي تأتي لتلبية حاجة أمنية. المستوى الاخر يرتبط بالمحاولة الاسرائيلية لعدم جذب انتباه أكبر مما ينبغي، من هنا ايضا الصمت الرسمي. اذا كانت عقيدة القتال الامريكية في العقد الماضي وصفت بانها "اضرب وأخف"، فان النهج الاسرائيلي هو "اضرب واسكت".

        عنصر هام في السياسة العملياتية الاسرائيلية هي التنسيق مع واشنطن. فقد اجتذبت الولايات المتحدة في العقود الاخيرة الى المنطقة وعمقت تدخلها العسكري فيها. وقيادتها معنية بمعرفة الى أين وجهة اسرائيل، كي تحسب أفعالها. ولما كانت سياسة العمليات غير المعلنة تجري بشكل ثابت منذ بضع سنوات، فينبغي الافتراض بانها مقبولة من الادارة في واشنطن وأنه تقرر فيها سياق منقطع عن السياسة الداخلية ويقوم على أساس اعتبارات أمن موضوعية.

        ما كان صحيحا قبل ان تعلق سوريا في سنتين من الحرب الاهلية المضرجة بالدماء، صحيح بأضعاف الان. فنظام بشار الاسد يكافح في سبيل حياته، في الوقت الذي يتضاءل عدد حلفائه. وعلى فرض أن وحدات حزب الله تملأ الصفوف التي هزلت في جيش الاسد، يخيل أنه من الصعب على الرئيس السوري أن يرفض طلب حسن نصرالله أو أسيادهما المشتركين في طهران. في هذا الواقع المعقد، يتعاظم خطر نقل السلاح الاستراتيجي (صواريخ أرض – أرض، شاطىء – بحر وأرض – جو) الى حزب الله. وفي ضوء خطر التصعيد لدرجة حرب اخرى في لبنان، ثمة مكان لاتخاذ سياسة استخدام القوة الموضعية والموضوعية، دون استفزاز لفظي زائد.

        ان استخدام القوة يجب أن يتم انطلاقا من التفكر المتواصل. على حكومة اسرائيل أن تتأكد الا يتراخى اللجام، وفي اعقاب عملية عسكرية لا يتم تصعيد يشعل المنطقة بأسرها. وحتى في حالة تحقيق الهجمات هدفها، لا ينبغي التباهي بذلك واعتبار النجاح يمنح الشرعية لمواصلة استخدام القوة بشكل غير منضبط.