خبر مستعدون لحرب استنزاف صغيرة -يديعوت

الساعة 08:05 ص|06 مايو 2013

مستعدون لحرب استنزاف صغيرة -يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

        انتقلت المنطقة في نهاية الاسبوع الى وضع أمني استراتيجي جديد، وأُضيف الى عدم الاستقرار عنصر حاد: فقد نُفذ في سوريا عمل حربي. لم يكن ذلك اجتياحا جويا سريا آخر موجها على هدف نقطي كما حدث بحسب أنباء اجنبية نُشرت في قصف المفاعل الذري في دير الزور، بل كان عمليا عسكريا مستمرا يوما بعد يوم على منشآت عسكرية وسياسية. فاذا أصر السوريون فانهم يستطيعون ان يروا ذلك اعلان حرب.

        غير أن ذلك لم يكن عملا عسكريا على سوريا فقط بل كان خطوة ظاهرة صارخة موجهة على مصالح الايرانيين وحلفائهم في المنطقة. فقد استقر رأي شخص ما على نزع القفازين ربما لا لأن ذلك واجب بل لأنه ممكن. إن حزب الله والسوريين والايرانيين ايضا بقدر كبير ليس لهم أي اهتمام بأن يفتحوا اليوم جبهة فاعلة اخرى في مواجهة اسرائيل. ويبدو أن من استقر رأيهم بحسب أنباء اجنبية منشورة على ارسال طائرات الهجوم قد اعتمدوا على ذلك. ويبدو أن رجال أمن مختلفين كانوا يفكرون منذ بضعة أشهر بأن الفوضى في سوريا أحدثت فرصة لمرة واحدة للتخلص من ترسانة سلاحها الاشكالية من غير ان يدفعوا كلفة ذلك حربا شاملة. فلم يعد الجيش السوري يسيطر على هضبة الجولان ولا يستحق سلاحه الجوي ان يسمى هذا الاسم فلم يبق عنده سوى قذائف صاروخية. فاذا استقر رأي الاسد على اطلاق صواريخ ردا على الهجوم فسيدفع كرسيه ثمن ذلك.

        يُقدر من يُقدر ان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل يُعادل المخاطرة. فقد تدفع اسرائيل بـ "حرب استنزاف صغيرة جدا" وربما باطلاق مدافع في الجولان أو ربما بعملية ارهابية كبيرة، أو ربما ببضعة صواريخ تسقط في مركز البلاد. لكن سيكون في مقابل ذلك هنا هدوء نفسي بضع سنوات طيبة. وليس هذا تصورا مقبولا لكن من المؤكد انه يمكن تقطيره وان يُستل منه بين الآن والآخر فصول ما للتطبيق.

        إن هذا التصور العام الذي هو "استغلال الفرص" مأخوذ من تصور عام عسكري ضيق يرى الحياة كلها حول الصاروخ التالي الذي سيدخل الى لبنان. وهذا التصور هو الذي أوجد المصطلح المعوج الذي يسمى "سلاحا يكسر التعادل". إن اسرائيل هي دولة خوّافة لكنها قوية جدا من جهة عسكرية. ولا يستطيع أي صاروخ من غزة أو لبنان ان يكسر التعادل مع الجيش الاسرائيلي. هذه بدعة تعلمها جهاز الأمن فهو في اللحظة التي يصرخ فيها "يكسر التعادل" لا يجادل أحد وينزل الجميع في هدوء الى الملاجيء. إن صواريخ "الفاتح 110" تشبه جدا صواريخ "إم 600" التي دخلت لبنان في السنوات الاخيرة بلا عائق. فمتى تحولت الى سلاح يكسر التعادل؟ ليس هذا واضحا. لكن منذ اللحظة التي هبطت فيها على ارض سوريا قبل نحو من اسبوع نشأت هنا فرصة عسكرية لضرب الايرانيين وحلفائهم.

        لا تظهر اليوم في قائمة المصالح الاسرائيلية مادة تبادل ضربات عسكرية مع سوريا وحزب الله، لكن شخصا ما راهن في نهاية الاسبوع، كما تقول مصادر اجنبية، ونأمل أن تكون هذه المخاطرة محسوبة. لو أنه قُتل أكثر من 300 جندي سوري في هذه الهجمات كما أفاد التلفاز الروسي، لوجد السوريون أنفسهم بلا شك ملزمين  أن يردوا. وقد جُرح هذه المرة بضع عشرات لكن قُتل اربعة فقط.

        يستطيع السوريون وحلفاؤهم الآن ان يبتلعوا ريقهم وألا يفعلوا شيئا، أو ان تستقر آراؤهم على أنهم ضاقوا ذرعا بذلك وأن يبدأوا مواجهة عسكرية شاملة مع اسرائيل. إن هذين الامكانين أقل احتمالا اذا قيسا بالامكان الثالث وهو رفع السقف للحرب السرية وهو ما ستعبر عنه عمليات ارهابية ومس بمصالح اسرائيلية في العالم واطلاق نيران من هضبة الجولان أو من حدود لبنان. إن الكرة الآن في ملعبهم الى محاولة تهريب السلاح التالية التي ستأتي. فمن الواضح أنهم لن يوافقوا على العيش تحت حصار كحصار غزة.