خبر 656 ألف مستوطن « يحكمون » الضفة الغربية

الساعة 11:58 ص|04 مايو 2013

رام الله

لم يمض الكثير بعد الإعلان عن العملية البطولية التي قام بها الفلسطيني "سلام الزغل" على حاجز زعترة المقام على الشارع الرئيسي ما بين رام الله ونابلس، حتى خرج المئات من المستوطنين على شوارع الضفة الرئيسية ليغلقوا الطرقات ويهاجموا الفلسطينيين وممتلكاتهم.

ومن شمال الضفة حتى جنوبها بدت العمليات الانتقامية التي قام بها المستوطنين كأنها حربا "منظمة" ضد الفلسطينيين، يقودها المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما تسبب في قطع الطريق الرئيس ما بين جنوب ووسط الضفة الغربية وشمالها.

وعلى مدار أيام ثلاث لم تهدأ اعتداءات المستوطنين من حرق لمساحات واسعة من أراضي قرى جنوب نابلس "عصيرة القبلية وبورين ومادما" إلى الاعتداء على المركبات خلال تنقلها على الشارع الرئيس، إلى بناء الكرنفال الاستيطانية على حاجز زعترة، مكان مقتل المستوطن في العملية.

كل ذلك يسلط الضوء على مدى تعاظم قوة المستوطنين في مناطق الضفة الغربية وخاصة مع انتشار الاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة خلال السنوات العشر الأخيرة.

وأظهر تقرير أعده معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" في نيسان الفائت أن المساحة التي تحتلها المستوطنات ازدادت بنسبة 182% (من 69 كم² في العام 1990، إلى 194.7كم² في العام 2012). كما ارتفع عدد المستوطنين القاطنين في المستوطنات من 240 ألفا مستوطن في العام 1990 إلى أكثر من 656,000 ألفا في العام 2012 أي بزيادة قدرها 189٪.

ويقول الخبير في الشؤون الاستيطان خليل التفكجي أن المستوطنين باتوا يتحكمون بدولة الاحتلال ويفرضون أجنداتهم وتفكيرهم عليها.

ويرى التفكجي أن قوة المتعاظمة للمستوطنين جعلتهم "أسياد البلاد" والقوة الحاكمة في الدولة "الإسرائيلية" وهو الأمر الذي يجعل أي عملية سلام تقوم على إخلاء المستوطنين من المستوطنات وبالتحديد الكبرى منها أمراً مستبعداً".

وحول نتائج هذا التوسع على القضية الفلسطينية قال التفكجي:"السلطة ارتكبت خطأ استراتيجي حينما تركت تعريف معنى المستوطنات للجانب "الإسرائيلي"، فهل هي المستوطنة المبنية أم المخططات الموضوعة من قبل أم المجال الحيوي والفضاء المحيط بها، وبالتالي عرفها "الإسرائيلي" على أن المستوطنة بالمجال الحيوي لها الذي يعادل 58% من مساحة الضفة الغربية.

وشدد التفكجي على أن الاستيطان الحالي، دون توسع أو تنفيذ لكافة المخططات الموضوع مسبقاً، وخاصة في مدينة القدس، من شأنه القضاء على الحلم الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيا وعاصمتها القدس المحتلة وخاصة بعد تكثيف الاستيطان في المدينة.