رداً على تقرير لصحيفة يديعوت

تقرير والد الطفل المريض: « إسرائيل » تنتقم مني لرفضي عرضاً قدمته لي

الساعة 10:39 ص|04 مايو 2013

غزة

"لا يمكن لأحد أن يستغني عن فلذة كبده.. فكل الدنيا لا تساوي نظرة واحدة من أحد أبنائك فكيف بي أن أستغني عن ابني بسهولة وأن أتركه لعدة سنوات..والاحتلال آخر من يتحدث عن القصص الإنسانية، فكيف لفلسطيني أن يتخلى عن ابنه في أحد مشافي الاحتلال ويتركه خلفه...ولم أوافق على تبني ابني"..

بهذه الكلمات رد والد الطفل "محمد" المريض الذي ذكرت قصته صحيفة يديعوت في أحد تقاريرها يوم الجمعة عن ترك والدين من غزة لطفلهما في أحد مشافي الاحتلال وتركه خلفهما.. مما أثار حفيظة والده وإصراره على كشف الاحتلال وفضحهم وخاصة بعد أن حوله من طفل سليم إلى طفل بدون أطراف...

"وكالة فلسطين اليوم" حاورت والد الطفل أبو عاهد الفرا المريض "محمد" الذي أصر أن يدافع عن نفسه وأن يرد على الحملة التي يشنها الاحتلال ضده وخاصة بعد أن ضيعوا ابنه..جراء خطأ طبي، فقصة ابنه بدأت بعد ستة أشهر من ولادته في الثاني من فبراير عام 2010 , منوهاً إلى أنه أنجب قبل "محمد"ثلاثة أطفال أصحاء.

وتابع، المشكلة بدأت وعمر محمد 6 شهور حيث بدأ بالإسهال الشديد وتم تحويله لمستشفى الأوروبي والتي قررت أن لديه مشكلة في الأمعاء وتم تحويله لمستشفى "تل هشومير" الصهيوني, دون أي متابعة من قبل المستشفى الأوروبي التي حولت الحالة.

ويواصل:"والدته لم تفارق ابني لمدة 8 شهود من وجودها في المشفى ولكن أبنائي الثلاثة الآخرين كانوا صغاراً ولا يوجد لهم أي معيل ..مما اضطرها للعودة لغزة، وخاصة بأن الاحتلال واصل حديثه بأن طفله مصاب بمرض نادر ولم يتلقى أي علاج سوى بعض المضادات الحيوية الادوية المسكنة ..

لم نفارقه

وحسب الوالد، فقد تبرع "جد" الطفل في الخمسينات من عمره والذي يجيد اللغة العبرية ويتفاهم مع الاحتلال على الذهاب لمرافقه الطفل الصغير وعودة الأم للاهتمام بباقي أطفالها حتى تتضح الأمور ...

حقل تجارب

وقال:"كانت الأشهر تمر ولم يفعل الاحتلال أي شئ, حتى خرج الأطباء هناك بتشخيص جديد بأن الطفل يعاني من مرض في الأمعاء الغليظة , وقاموا بعمل عملية في الأمعاء وفتح فتحة من أحد جانبيه لاستخراج البراز.. وتحسن محمد قليلاً حتى عاد وتراجع مجدداً", مضيفاً أن الاحتلال استخدم محمد بمستشفى تل هشومير كحقل تجارب حيث قال بعد عدة أشهر من العملية  بأن هناك علاج مناسب له في المانيا , حيث تلقى الجرعة الأولى وطرأ تحسن نوعي على صحته ....

وتابع، بأن المصيبة كانت في الجرعة الثانية عندما قامت إحدى الممرضات بزيادة الجرعة وبقاءه في غيبوبة لمدة يومين .. مضيفاً أنه عند اتصال الجد به لإبلاغه بما حصل فصرخ :"الولد راح مني " 

واستذكر والده أشرطة الفيديو التي كانت تصله من المشفى بأنه نابغة وذكي رغم صغر سنه حيث كان في عامه الثاني ويجيد ثلاث لغات عربية وانجليزية وعبرية ...

وتابع:"بعد يومين سارع الاحتلال بالقول بأن هناك ابرة مضادة للجرعة التي أخذها بالخطأ ..حتى عاد لوعيه ولكن دون أن يصل الدم لأطرافه، فالتجارب الطبية بجسد طفلي الصغير لا تزال متواصلة والاحتلال , فحاول الاحتلال الخروج من مصيبته التي ادت لشلل في أطرافه ,وأن يصبح لونهما أسود بإقتراحه لزرع النخاع من الحبل السرى لوالدته التي كانت حامل , فذهبت أمه إلى المستشفي لإنقاذ ابنها المريض والذي أُنهك جسده من التجارب , وتم أخد العينة من والدته ولكن لم يكن هناك تطابق وأصبح الطريق مسدود ..

قرار بتر الأطراف

وقبل عام من الآن أُتخذ قرار من قبل الاحتلال لبتر الأطراف خشية من أن تصيبه "غرغرينه" وضرورة التوقيع على الموافقة ببتر الأطراف , فقضى مستشفى تل هشومير على طفلي الصغير ليكون بلا أطراف...

تابع: قمت برفع قضية على المستشفى حيث تم التوصل إلى قرار بأن المستشفى سيتكفل بعلاج الطفل محمد حتى آخر رمق " ...وأشار إلى أن المستشفى يحاول حالياً التشهير عبر تقارير مفبركة  في محاولة منهم لاخراج محمد رغماً عنه رغم الاتفاق الموقع ...

واستدرك قوله أن الحديث عن استغنائي عن ابني عار عن الصحة فجده هناك ويتابعه بشكل أفضل منا كونه يفهم اللغة العبرية ووالدته ذهبت إلى هناك وعمه ..ولم نتخلَ عنه ولكن الاحتلال حاليا يحاول التنصل وإخراج محمد من المشفى بكافة الطرق، حتى كان آخرها عرض التبني من قبل عائلة "إسرائيلية" ومحاولة التبرير بأنه مجرد رعاية فقط، وهو الأمر الذي رفضته بالمطلق، موضحاً ان الاتصالات بشان التبني لاتزال متواصلة ..

وفي نهاية حديثة توعد الاحتلال الذي أدعى عليه بحملة مضادة بمقاضاة  المستشفى الإسرائيلي, موكدأ أنه لم ولن يترك ابنه مهما حدث.