تقرير عامان على توقيع اتفاق المصالحة ولا إنجاز جدي على الأرض

الساعة 08:04 ص|04 مايو 2013

وكالات: أ ش أ

أكمل اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الذي وقعته بالقاهرة القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية فى مقدمتها طرفي النزاع  حركتي فتح وحماس اليوم السبت عامين ، دون تطبيق جدي لبنودها على أرض الواقع، حسب تقديرات  لمصادر من فصائل مختلفة تحدث لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بغزة.

عامان من المراوحة والتراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بالمسئولية عن التعطيل بين حماس في غزة وفتح بالضفة الغربية ،خسرت خلالهما  القضية الفلسطينية كثيرا إقليما ودوليا ،وبات الشارع الفلسطيني  غير متحمس للاتفاق 0

وأكد الدكتور رباح مهنا مسئول ملف المصالحة المجتمعية  "أحد الملفات الشائكة للمصالحة" انه لا توجد إرادة حقيقة وصادقة لدى حركتي فتح وحماس في تطبيق المصالحة وكل فصيل منهما له حساباته و ضغوطاته الإقليمية والدولية0

وأضاف رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إننا اتفقنا في القاهرة مثل هذا اليوم قبل عامين على كل شيء  وبنود المصالحة واضحة للتطبيق ،لكن شهدنا مناورات من طرفي النزاع لتحقيق نقاط ومكتسبات  كل على حساب الآخر فقط ،دون نيه في تطبيق حقيقي.

وحمل مهنا الشارع الفلسطيني جزءا من مسئولية عدم التنفيذ ، لغياب الضغط الشعبي الكبير في هذا الاتجاه ،ورأى أن الحل في ذلك هو الاعتماد على حركة الشارع الفلسطيني من اجل المصالحة التى باتت مصلحة عليا للفلسطينيين.

أما القيادي في حماس الدكتور احمد يوسف ، فقد حمل حركته ومعها فتح المسئولية عن التعطيل ،إلا انه رأى أن الأمل معقود على مصر للضغط في هذا الاتجاه لتطبيق المصالحة.

وتابع "خسرنا كشعب فلسطيني الكثير جراء الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة وكل يوم يمر في ظل هذا الانقسام نخسر أيضا لافتا إلى تهميش القضية الفلسطينية إقليما ودوليا"

ورأى يوسف أن هناك بعض الايجابيات تحققت منها تخفيف حدة المناكفات بين حركتي فتح وحماس وتراجع الاعتقالات السياسية.

وأعرب يوسف عن أمله أن يحدث حلحلة في ملف المصالحة الأيام القادمة مع زيارة مرتقبة للرئيس محمود عباس إلى القاهرة خلال الشهر الحالي ولقاء قد يعقده مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

كما انتقد قيادي حماس غياب الجهد العربي في دفع المصالحة الذي وصفه بالمحدود أمام قضية كبرى مشددا على ان حركته حريصة على تطبيق اتفاق وبدوره قال الناطق باسم حركة فتح الدكتور فايز  أبوعيطه إن الشعب الفلسطيني خسر الكثير خلال العامين الماضيين لعدم تطبيق المصالحة الوطنية ولو توفرت الإرادة  لأنهينا صفحة الانقسام السوداء في تاريخنا.

وأشار أبو عيطة إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة وحصول فلسطين على صفة مراقب بالأمم المتحدة في وقت متزامن من نهاية العام الماضي أحدثا تماسكا كبيرا لم يتم البناء عليهما في تطبيق المصالحة.

ورأى أبو عيطة أن تحديث سجل الناخبين في قطاع غزة وإعلان الرئيس محمود عباس بدء مشاورات تشكيل الحكومة التوافق - رفضتها حماس – شكلت تطورا  في المصالحة يجب الاستفادة منهما .

وأضاف ناطق فتح  أن إجراء الانتخابات هى جوهر اتفاق  المصالحة و من خلالها نعطى الشعب الفلسطيني الكلمة في اختيار من يمثله من خلال صندوق الاقتراع.

وأكد أن حركة  فتح  متمسكة باتفاق القاهرة وستبذل كل جهد لتطبيقه داعيا حركة حماس  إلى استثمار الوقت والتوجه فورا لتنفيذه  دون إبطاء أو عراقيل .

وأضاف أن خطوات حركة حماس نحو تحقيق المصالحة بطيئة وانتخاباتها الداخلية – المكتب السياسي- عطلت مسيرة المصالحة  لعام كامل والآن بعد الانتهاء منها نأمل أن تنصب جهودها في المرحلة المقبلة على التنفيذ.

وأشار إلى أن الاجتماعات الأخيرة في يناير الماضي بالقاهرة اتفق خلالها على تطبيق جدي ،لكن فوجئنا بطلب حماس تأجيل جلسات مشاورات الحكومة التوافق.

أما المحلل السياسي الفلسطيني حمزة أبو شنب فقال إن التغيرات بالمنطقة وعدم الاستقرار خلال العامين الماضيين لعبت دورا في تعطيل تطبيق المصالحة الوطنية لغياب الضغط في هذا الاتجاه .

وحسب رأيه  فان الرئيس الفلسطيني محمود عباس بات يبحث عن رعاية مختلفة  للمصالحة اقرب إلى رؤية حركة فتح منها عن حماس .

وأشار أبو شنب إلى انه لا توجد حتى الآن اى قواسم مشتركة  بين طرفي النزاع لإحداث تطبيق جدي للمصالحة.

وأشار إلى مناورات بين الطرفين طوال العامين ، فعندما تحرز حماس تقدما في معركتها مع الاحتلال يضعف التزامها بالمصالحة ، والسلطة عندما يعاد فتح باب المفاوضات تترك مربع المصالحة.

واعتبر أبو شنب ما يطرح من جلسات حوار بين الطرفين أو بدء مشاورات تشكيل حكومة "مسكنات "لا ترقى إلى التطبيق الفعلي على الاراض0

ورأى أن مستقبل المصالحة مرهون بالتغيرات في المنطقة خاصة على  المحور السوري والتطور في قواعد اللعبة السياسية والموقف العربي تجاه ذلك ،وإذا  استقر الحال على ما هو عليه لن يحدث اى تطور.