خبر قولوا نعم- معاريف

الساعة 09:26 ص|01 مايو 2013

قولوا نعم- معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: خطوة العرب في قبول المستوطنات ليس اختراقا ولكنه تقدم ايجابي. على اسرائيل أن تستجيب للمبادرة دون أن تقول انها تقبل بها بكل بنودها - المصدر).

        منذ البداية كان ينبغي لاسرائيل أن تقول "نعم" كبرى للمبادرة العربية. هذه ليست مبادرة مثالية. هذه مبادرة اشكالية تتضمن الغاما بحاجة الى تفكيك. ولكن منذ بدايتها، في العام 2002 كانت مثابة انعطافة تاريخية.

        بعد تصريحات لا حصر لها عن ابادة الكيان الصهيوني، ظهر اعلان عربي جماعي عن الاعتراف باسرائيل. المعاذير لقول "لا"، ظهرت دون نهاية. يدور الحديث عن دكتاتوريين، وهم لا يقصدون، ولا يمكن الاعتماد عليهم، يريدون أن يغرقوا اسرائيل باللاجئين، وغيره وغيره. ولكن اسرائيل في تلك الايام لم تقل "لا"، ولم تقل "نعم" ايضا. الانطباع هو أن اسرائيل، عمليا، ردت الخطة. فلا يوجد أي اسرائيلي عاقل يعتقد أنه يمكن الانسحاب الى خطوط 67 والقبول ايضا بفنتازيا (الخيال المغرق) "حق العودة". فالكثير جدا من الناطقين العرب أوضحوا بان "حق العودة" هو السلاح المظفر لغرض تصفية اسرائيل – بحيث يجب تصديقهم.

        وهذا هو. لانه عندما يقولون "حق العودة" يجب التصديق بانهم يقصدون تصفية اسرائيل. هكذا ايضا ينبغي  اخذهم بمحمل الجد عندما يبدون مؤشرات مرونة ضمن المبادىء الاساس للمبادرة. هذه المرة تعد هذه مرونة في مجال الحدود. فها هم مستعدون منذ الان لابقاء الكتل الاستيطانية في اطار تبادل الاراضي. وهذه لم تعد خطوط 1967، بل حدود جديدة. ذات مرة كان الادعاء بان العرب غير مستعدين لاي تنازل قبل المفاوضات. اما الان فيتبين أن هذه الاسطورة تحطمت. فها هو يوجد تنازل معلن، عموم عربي، حتى قبل أن تبدأ المفاوضات.

        هذا لا يعني أنه تحقق اختراق دراماتيكي. فالمشاكل الكبرى لا تزال على الطاولة: اللاجئين، القدس، ترتيبات الامن. وبالاساس، كيف يمكن منع تحول الضفة الغربية الى فرع لقطاع غزة. هذا ليس سهلا. ليس بسيطا. يكاد يكون مستحيلا. ولكن هذا لا يعني انه لا يجب التجربة. بل العكس. الواجب هو التجربة. اسرائيل، كما يجب علينا أن نكرر، نجحت في الازدهار بالذات لانها قالت دوما "نعم". ربما ليس دوما، ولكن بشكل عام. العرب بشكل عام، والفلسطينيون بشكل خاص، غارقون في الوحل لانهم دوما عرفوا كيف يقولوا فقط "لا". لا حاجة لنا لان نتبادل الادوار.

        من بين كل المشاكل، مشكلة اللاجئين هي الاصعب. لان الحملة الهائلة، من جانب الاكاديميين، جمعيات اليسار، وكالة الغوث ونشطاء "الدولة الواحدة" طوروا فنتازيا "حق العودة" رغم أنه لا يوجد هكذا حق، رغم أن عشرات الملايين طردوا من مطارح وطنهم في تلك السنوات، رغم أن الحديث يدور عن تبادل للسكان وعدد كبير من البلدان العربية طردوا الى اسرائيل. من الصعب ايجاد مرونة في هذه النقطة في المبادرة العربية. ولكن ها هو، بعد الانعطافة في موضوع الكتل الاستيطانية، يوجد أساس للامل بان في موضوع العودة ستأتي الانعطافة. هذه ستكون هي الاختراق الحقيقي. في اليوم الذي يفهم فيه العرب بشكل عام، والفلسطينيون بشكل خاص، انه لا يمكن ان يقال "عودة" وفي نفس الوقت "سلام" – عندها ستأتي الانعطافة الحقيقية.

        وزيران، هما تسيبي لفني ويعقوب بيري عقبا منذ الان بالايجاب على الانعطافة التي اطلعنا عليها أمس. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح. الان يتعين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ان يقول كلمته. فهو لا يحتاج الى أن يقبل المبادرة كما هي. كما ان لا يفترض به أن يوافق على كل بند فيها. عليه ان يطلق اشارة ايجابية. ولانه يوجد احتمال في أن تفشل هذه الخطوة أيضا. ولكن الفشل سيكون أكبر بكثير اذا ما القيت المسؤولية عن الفشل على اسرائيل.