خبر مبادرة العرب: السلطة وأمريكا و« إسرائيل » يرحبون والجهاد وحماس تنتقدان

الساعة 05:59 ص|01 مايو 2013

القدس المحتلة

لقيت المبادرة التي أطلقها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والتي تضمنت "تبادل أراضٍ" بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، انتقاداً واسعاً من قبل حركتي الجهاد الإسلامي في فلسطين، و"حماس"، فيما رحبت كل من السلطة وأمريكا و"إسرائيل" بالمبادرة.

فقد رحب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات بالمبادرة، موضحاً أن بيان الشيخ حمد يعكس المواقف الفلسطينية القائمة منذ فترة طويلة.

كما رحب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالتغير الذي أدخلته الجامعة العربية أمس على مبادرتها للسلام التي أعلنتها عام 2002 وقبولها مبدأ تبادل اراضي بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

لن تضر المصالح الفلسطينية

وقال عريقات في بياٍنٍ للمنظمة مساء أمس إنه بعد قبول إسرائيل الواضح لحل الدولتين بناء على حدود عام 1967 فإن دولة فلسطينية ذات سيادة يمكن أن تبحث تعديلات طفيفة على الحدود يتم الاتفاق عليها ولا تضر بالمصالح الفلسطينية.

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن اقرار الجامعة العربية بأن الإسرائيليين والفلسطينيين قد يتعين عليهم مبادلة الأراضي في أي اتفاق سلام "خطوة كبيرة جدا إلى الأمام".

خطوة مهمة

وقال كيري للصحفيين في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإسباني "هذه خطوة كبيرة جدا إلى الأمام... سنواصل السير قدما، ونحاول جمع الناس على مائدة الحوار على الرغم من الصعوبات ومشاعر خيبة الأمل في الماضي".

وقال كيري: "حينما زرت إسرائيل في الأيام الأخيرة سألني كثير من الناس: ماذا سيفعل العرب؟ ما هو الموقف العربي من السلام في هذه المرحلة؟".

وأضاف: "ولذلك فإن المجموعة العربية -وأرى انه يجب شكرهم على هذا- رأت أنه من المناسب المجئ إلى هنا إلى الولايات المتحدة كوفد للجامعة العربية لإيضاح انهم سيعيدون إطلاق مبادرة السلام العربية".

يذكر أنه في إطار ردود الفعل الإسرائيلية على إعلان وزراء الخارجية العرب الاستعداد لتبني مخطط تبادل أراضي في إطار اتفاق إسرائيلي فلسطيني، قالت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة إن الإعلان قوبل بردود فعل إسرائيلية إيجابية.

وفي حديثها مع موقع "يديعوت أحرونوت" قالت وزيرة القضاء تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، إن "الدول العربية أدركت أن الحدود يجب أن تتغير".

تطبيع

وبحسب ليفني فإن الدول العربية "تقول: رغم كل العواصف من حولنا، فإننا لا زلنا معنيين بالدفع بعملية السلام بين إٍسرائيل والفلسطينيين". وتابعت أن إسرائيل تكرر وتلتزم بأن التوصل إلى اتفاق يعني التطبيع.

وأضافت ليفني إن الدول العربية تدرك أن هناك تغييرا للواقع بما يلزم بتغييرات في خط الحدود. وتابعت أن "تسوية كهذه يجب أن تكون منصفة، ومقبولة على الطرفين".

وبحسب ليفني فإن الإعلان يقول إنه يجب البدء بالمفاوضات، وأن الدول العربية تدعم ذلك، وتلتزم بالتطبيع.

وعلى صلة، قالت "يديعوت أحرونوت" إن رئيس كيان العدو شمعون بيرس أبدى تفاؤلا حذرا في حديثه معها. ونقلت عنه قوله إن العودة إلى المبادرة العربية الآن أمر جيد، وأنه من المهم جدا أنهم كرروا تأييدهم لحل الدولتين.

سؤال حول الجامعة العربية

من جهتها، انتقدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بشدة، استعداد وفد الجامعة العربية لواشنطن لطرح مبادرة تسوية جديدة، تتبنى مخططاً لتبادل الأراضي في إطار اتفاق إسرائيلي- فلسطيني.

وتساءل القيادي بالحركة خالد البطش في تصريحٍ له، هل تحولت الجامعة العربية إلى مركز أبحاث أمريكي أو لـ"لجنة أيباك" الداعمة لـ"إسرائيل"؟!.

وقال البطش:" وفد الجامعة العربية لواشنطن يجدد التزامه ببلفور عربي جديد لـ"إسرائيل" منبثق عن مبادرة السلام التي تقدم بها العرب في قمة بيروت عام 2002م"، مشيراً إلى استعدادهم هذه المرة ليس فقط بالاعتراف المتبادل مع الاحتلال وإقامة علاقات دبلوماسية معه بل وفتح باب التطبيع والنهب للثروات العربية والإسلامية .

وأضاف:" هذه المرة العرب الرسميون وفي زمن "الربيع العربي" بدلاً من الاستقواء بالشعوب في تحرير بيت المقدس وتطهير فلسطين من الصهاينة أعربوا عن استعدادهم لتبني مخطط تبادل الأراضي في إطار اتفاق إسرائيلي فلسطيني، ما يعني الموافقة على إبقاء الكتل الاستيطانية الكبيرة تحت السيطرة الإسرائيلية".

وتساءل البطش مجدداً: لماذا تستعجل الجامعة ووفد وزراء الخارجية العرب الآن طرح هذه الأفكار واستجداء الحل مع "إسرائيل" عبر الأمريكان بدلاً من الاستفادة من حالة النهوض الشعبي العربي والذي يعترف وزراء الخارجية المشاركون بالوفد بأنه "ربيع عربي" حقيقي ضد الظلم والفساد؟!.

ورأى القيادي بالجهاد، أنه كان من المفروض أن يقوم الوفد بالحديث بلغة السياسة المناورة والتهديد بأن الشعوب تضغط عليهم، وأنه بسبب ذلك لا يستطيعون الاستمرار بالتمسك بمبادرة السلام "بلفور العرب" في قمة بيروت، وأنهم سيتخلون عنها بسبب التعنت الإسرائيلي.

قلق بالغ

كما انتقدت حركة حماس قبول وفد المبادرة العربية للسلام خلال زيارته مبدأ تبادل الأراضي مع إسرائيل.

نعرب عن قلقنا العميق إزاء تصريحات وفد المبادرة العربية للسلام في واشنطن حول قبول مبدأ تبادل الأراضي مع الاحتلال".

وكان رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، قال عقب اجتماع الوفد مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن الوفد العربي أكد أنه لا بد أن يكون الاتفاق على حل الدولتين على أساس حدود 4 يونيو/حزيران 1967 مع اتفاق متبادل على تبادل بسيط للأراضي.

وقالت حماس "كنا نأمل من الوفد الوزاري العربي أن يطالب واشنطن بالضغط على الاحتلال لقف الاستيطان على أراضينا المحتلة".

واعتبرت أنَّ "التجربة الطويلة مع العدو الصهيوني علمتنا أن هذا العدو يبحث عن المزيد من التنازلات عن حقوقنا ثوابتنا الوطنية"، مضيفة أن "الاحتلال لا يريد السلام، وإنما يسعى لفرض الاستسلام على شعبنا وأمتنا، وهو يحاول كسب الوقت بالحديث عن أوهام السلام لفرض سياسة الأمر الواقع".

ويضم الوفد العربي إلى جانب رئيس الوزراء القطري، الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي ووزراء الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والمصري محمد كامل عمرو والبحريني الشيخ خالد آل خليفة، ومسؤولَين رفيعَي المستوى من السعودية ولبنان.