خبر أي أرض تُقلنا؟! وأي سماء تُظلنا؟! ..الأسير المحرر/ عبد الرحمن

الساعة 11:35 ص|30 ابريل 2013

أي شهداء نستحق؟! وأي إيمان نملك؟! وأي نبي نتبع؟! وأي قيم تشربنا؟! وأي فلسطين نريد؟! وأي قدس ننشد؟! عن كل الشهداء تحدثنا، وجمعنا الأموال باسم الشهداء، وكم أقطار زرنا؛ لكن المال لم يصل إلى أفواه أبناء الشهداء!.

أي ملائكة تستقبلنا يوم نعرض على الله لا تخفى منا خافية؟! هل نحن الذين تحدث عنهم محمد - صلى الله عليه وسلم - بأنهم إخوانه الذين تمنى أن يراهم؟!.

ماذا تمنى أن يرى؟ تمنى أن يرى امرأة شهيد تعتصم على أبواب المؤسسات تبكي رزق أبناءها الأحد عشر، وماذا كان سيفعل ابن الخطاب لو رآها وهي تحتضن اللافتات؟، ماذا سيفعل عمر بن عبد العزيز لو رآها وهي تقول هل زوجي عميل كي يتخلى عني الجميع؟! هل ارتكب عاراً عندما سمح للمقاومين بأن يضعوا أسلحتهم في بيتي؟!

يا رسول الله، نسألك بربك ألا تحكم علينا وألا تطردنا عن حوضك، واسأل ربك ألا يعمّنا بعذاب من عنده لأننا أكلنا أموال اليتيم، وأصبح لدينا المسح على رأس اليتيم مرتبط بنوعية رأس أبيه الشهيد! إن لدينا أيتام لسوء حظهم أن أباهم أراد أن يكون فلسطينياً بدون الانتماء لفصيل!.

هل يعلم الناس أن حرب الفرقان ضخت لدينا أموالاً بعشرات الملايين الى غزة لبناء ما تدمر، ما الذي تم بناءه اذا لم يتم بناء الأسر؟! وما هو الأهم في البناء: الأسرة أم الحجارة والطين والشوارع؟! اذا تشتت أبناء الشهيد وتاهت زوجته؛ فهل كنا حقاً خلفاء للشهيد في أهله وماله؟!.

"لولا أطفال رُضّع، وشيوخ رُكّع، وبهائم رُتّع؛ لصُب علينا العذاب صباً ثم رُص رصاً".

ان الموقف الشرعي يعتبر أن أي قضية عامة اذا لم يتحمل أحد مسؤوليتها فإن الاثم يقع على عامة الأمة، ولذلك فإن كافة شرائح الشعب الفلسطيني عليها أن تسأل هل هناك من تبرع لشهداء حرب الفرقان؟ واذا كان هناك تبرعات فلماذا لا تصل الى هؤلاء الشهداء؟

وإن على كافة الأمة أن تعرف من يجب أن يُسأل عن ذلك، وأن المتبرعين الذين تبرعوا للشهداء عليهم أن يسألوا لماذا لا تصل تبرعاتهم الى هؤلاء؟.

اذا لم نكن شعب يسأل ويحاسب؛ فإننا علينا أن ننتظر أن يلحقنا غضب الله وملائكته، وعندها لا نستحق أن ننتمي لهؤلاء الشهداء.