خبر على جناح اللوح -يديعوت

الساعة 10:13 ص|30 ابريل 2013

على جناح اللوح -يديعوت

بقلم: أمنون شاموش

        إن أول رجل اسود في البيت الابيض ظاهرة مبهجة واعدة، وقد خلفت زيارته في البلاد أثرا لا يمحى. وستُسجل ولايته زعيما للعالم الغربي، وليبراليا انسانيا يحني الرأسمالية الى ارتفاع الانسان البسيط، في التاريخ باعتبارها تحولا ايجابيا في طريق امريكا العظيمة. ومن العجيب في نظري ان انتقاده في بلاده وبلدنا طاغٍ في وسائل الاعلام. فعلى سبيل المثال تسأل صحيفة "الايكونوميست": "هل سينجح الرئيس اوباما في تحسين نقطة انطلاق الاولاد الفقراء؟ ويتساءل الامريكيون لماذا لم تجد الى الآن أمة قد وصلت الى القمر منذ زمن، السبيل الى تقديم تربية مناسبة لاولادها جميعا".

        ويجب ان يُسأل السؤال نفسه عندنا ايضا. أيهما أهم وأكثر إلحاحا الوصول الى القمر أم الى الاولاد الفقراء. وعلى من  يُنفق المال الكثير والجهد الوطني؟ أدرك اوباما ان صحة الانسان على الكرة الارضية أهم من هبوطه على القمر وهو يخصص مبالغ أسطورية للبحث في العقل البشري. وعندنا ايضا معهد مهم لبحث الدماغ مسمى باسم إدموند سافرا، ويحسن ان نشارك صديقتنا الكبرى هذا الزخم وان نقضي على الامراض وعلى الفقر. ولا يستطيع معهد كهذا ان يقوم على تبرعات الأسخياء فقط بل يجب على الدولة ان تجند مما ليس عندها وبسخاء. فالصحة والتربية لا تقلان أهمية عن الأمن.

        وهناك حقيقة مدهشة ومشجعة وهي ان أهم انسان وأقواه في العالم قد استوعب وتبنى الرواية اليهودية الصهيونية كاملة، وعبر عنها بخطبة لا تفوقها إلا خطب أنبياء اسرائيل. بل إن وجود الدولة الفلسطينية في المستقبل كما قال هو حاجة حيوية ووجودية لشعب اسرائيل الذي عاد الى ارضه ويريد ان يحيا فيها في سكينة وسلام ونماء. وأنا أتوجه الى وزير التربية الجديد، شاي بيرون، وأقترح عليه ان يزن تدريس خطبة اوباما في مباني الأمة بأصلها الانجليزي لطلاب الثانويات وبالترجمة للعبرية لطلاب المدارس الابتدائية – في مدارس اسرائيل جميعا. فأنا لا أتذكر خطبة لزعيم صهيوني تعادل خطبة اوباما في وضوحها وفصاحتها وعطفها وحساسيتها وسلامتها والعلم اليهودي الصهيوني الحالي وفي المستقبل.

        وعندي اقتراح آخر لوزير التربية الجديد وهو ان يعيد الحفظ على ظهر قلب لفصول من الكتاب المقدس والشعر العبري على اختلاف حقبه وان يغذي بهذه الطريقة أذهان أبنائنا ولغتهم ممن إنجروا الى السهل والانجليزي والتقني. فلا يجوز التخلي عن لغة الأنبياء والكتاب المقدس وشعر اسبانيا والمضامين التي وراءها، ويمكن فعل ذلك بطريقة الحفظ عن ظهر قلب فقط طيبة الذكر عندي من دراسة التوراة والمدرسة الداخلية في هرتسليا. فالغنى الروحاني والثقافي واللغوي لمن حفظ عن ظهر قلب ورتل في حداثته لا بديل عنه. ونقول كي لا يكون سوء فهم: إن الحديث ايضا عن قطع أدبية من شكسبير وشيلي (لا يحيموفيتش) (شيلي شاعر انجليزي رومانسي – المترجم).

        كان نضالكم عن حقيبة التربية حازما وناجحا. وتحدثتم بلغة عالية عن الأهمية العليا للتربية. ويتوقع الجمهور الآن ان يسمع كيف ستُحسنون التدريس والانجازات وبخاصة – كيف تكافحون كل الشر الذي نبع من التربية الفاشلة وأثر فيها لافشالها في الحقبة الاخيرة. وكيف سيكافح جهاز التربية الجديد العنف والعنصرية والجهل والضحل، والسُكر بالخمر والسُكر بالقوة. وكيف ستكافح اعمال مُدنسي المساجد وممتدحي شبان التلال المُخلين بالقانون الذي نما وطغى في جهاز التربية الاسرائيلي.

        كان عندنا وزراء تربية ممتازون لكن تأثيرهم لم يُحدث ما توقعوه أو ما توقعناه منهم. وأنا أتمنى نجاحا كبيرا وسريعا للوزير الجديد الذي يشهد موقعه في القائمة الحزبية على تأييد حزبه له ولعمله. حصلت التربية على شاي (معناها جائزة بالعبرية). فاعلُ وانجح.