خبر نعم للخدمة العسكرية ولا للخدمة المدنية- هآرتس

الساعة 10:12 ص|30 ابريل 2013

 

نعم للخدمة العسكرية ولا للخدمة المدنية- هآرتس

بقلم: موشيه آرنس

        (المضمون: اقتراح توسيع دائرة الخدمة العسكرية الالزامية في اسرائيل بالتدريج لتشمل المواطنين جميعا من اليهود على اختلافهم والعرب على تباينهم - المصدر).

        ليست الخدمة المدنية مُعادلة للخدمة العسكرية. فالى كون الخدمة المدنية لا تُعرض الخادمين فيها لأخطار كالأخطار التي يتعرض لها جنود يخدمون في الجيش، ولا توجب عليهم نفس الانضباط الذي توجبه الخدمة العسكرية، ينبغي الشك في حق حكومة في دولة ديمقراطية حديثة في ان تُلزم شبابا تأدية أدوار مدنية يحصل آخرون على عوض مالي لتأديتها. يوجد تسويغ لالزام شباب ان يُفردوا سنين من حياتهم لبلدهم في حال الضرورة العليا فقط، أي حينما يُحتاج الى ذلك للدفاع عن الدولة. أما سائر حاجات الدولة الديمقراطية فيؤديها المواطنون عن اختيار وعوض دفع. ولهذا فان تجنيد المعفيين اليوم من الخدمة العسكرية للجيش الاسرائيلي هو الطريقة الوحيدة لبدء إحداث تساوي في عبء الخدمة المدنية التي يتحملها اليوم جزء فقط من مواطني اسرائيل الشباب.

        من الممكن جدا ان جزءً من المعفيين من الخدمة العسكرية يفضلون تأدية الخدمة المدنية في مكانها لكن يبدو ان من يزنون – برغم التعليل الذي عُرض هنا اعتراضا على هذه الخطوة – ان يقترحوا عليهم امكانية اختيار كهذا ويتجاهلون حقيقة أنه اذا اقتُرح فينبغي اقتراحه على الجميع صدورا عن العدل. أو بعبارة اخرى اذا مُنح مواطنو اسرائيل الحريديون والعرب امكانية الاختيار فينبغي ان يُعرض على كل مواطني اسرائيل وفيهم من يخدمون اليوم خدمة الزامية في الجيش وهم اليهود المتدينون والعلمانيون سواءً، والدروز والشركس ايضا.

        ينبغي ألا تتم البلبلة بين الرغبة في الافضاء الى مشاركة رجال حريديين وعرب في دائرة العمل وبين مبدأ التوزيع المتساوي لعبء حماية الدولة. إن المشاركة في دائرة العمل ستنفع المشاركين والدولة ايضا لكنها لا يمكن ان تحل في محل الخدمة العسكرية؛ بل إن الخدمة العسكرية قد تُسهل بعد ذلك دخول سوق العمل.

        إن التوسيع التدريجي لواجب الخدمة العسكرية للمواطنين الشباب جميعا في اسرائيل هو الطريقة العادلة والعملية الوحيدة للافضاء الى توزيع متساو لعبء الواجبات. ولحقيقة ان العرب المسلمين والمسيحيين في اسرائيل، والمواطنين اليهود الحريديين ايضا، يتمتعون بالاعفاء من الخدمة العسكرية منذ 65 سنة، يمكن ان نفضي الى التساوي في العبء بسير تدريجي متواصل فقط.

        سُجل في السنوات الاخيرة تقدم ايجابي في هذا الاتجاه في صورة منح الشباب اليهود الحريديين والشباب العرب امكانية التطوع للخدمة العسكرية. ويخدم آلاف منهم الآن في وحدات خاصة أُنشئت في الجيش لهذا الغرض وهناك من يخدمون ايضا خدمة اختيارية في وحدات عادية.

        واليكم عددا من الخطوات الاولى التي يمكن اتخاذها لبدء توسيع واجب الخدمة العسكرية الى ان تنطبق على كل المواطنين الشباب في اسرائيل وهي:

1-     تكبير وحدات الجيش الاسرائيلي التي يخدم فيها اليوم حريديون.

2-     تجنيد شباب في المدن الحريدية مثل موديعين وبيتار العليا وعمانوئيل وإلعاد لوحدات عسكرية تكون مسؤولة عن حفظ أمن المناطق حول هذه المدن.

3-     تكبير كتيبة الاستطلاع البدوية التي تعمل اليوم في النقب.

4-     اجراء الخدمة الالزامية في الجيش على الشباب البدو في الجليل بتنسيق وتشاور مع رؤساء المجالس المحلية في القرى البدوية في الجليل.

5-     اجراء الخدمة الالزامية في الجيش على الشباب العرب في المدن المختلطة مثل اللد والرملة.

6-     إقرار خدمة الزامية في الجيش لشباب عرب من أبناء طوائف مسيحية مخصصة.

ستفضي هذه الخطوات وغيرها الى توسيع دائرة المجندين للجيش الاسرائيلي، ويمكن أن نتوقع أن تشمل مع الوقت الأكثرية الغالبة من الشباب وهكذا يتحمل الجميع عبء الدفاع عن الدولة لمصلحة الجميع. ولا حاجة ألبتة الى سن قانون جديد لتنفيذ هذه الخطوات.