بالصور أبواب المساجد تتحول لأسواق تشوش على المصلين وتضر بالمظهر العام .. فمن المسؤول؟

الساعة 01:46 م|27 ابريل 2013

غزة - خاص

عربات تَجُرُها الدواب مُحملة بالخضروات والفواكه والبضائع، وأصوات الباعة يروجون لبضائعهم، إضافة إلى ازدحام المكان، وانتشار روث الدواب على الطرقات.. مشهد يتكرر بشكل يومي أمام أبواب المساجد وخاصة في أوقات الصلوات، بهدف تحصيل الرزق.. غير مكترثين وآبهين بما يسببوه من مضايقات للمصلين من جهة سواء أثناء دخولهم للمسجد أو أثناء الصلاة، وللمظهر العام من جهة أخرى.

وبما أن المسجد لأداء الصلاة.. فالبيع مكانه السوق وما تخطي الباعة لمكانهم المخصص وهو السوق واللجوء لأماكن أخرى ما هي إلا انتهاك بحق هذا المكان.. وخاصة إذا كان أمام بيت من بيوت الله، والذي من المفترض أن يكون مُحيط المسجد نظيفاً.

فبعد أن تنتهي الصلاة يعود كل بائع بعربته تاركاً خلفه قاذورات دابته من جهة، ومخلفات البضائع من جهة أخرى، ليتحول المكان إلى مشهد لا يليق بقدسية المسجد. الأمر الذي يتطلب من المسؤولين أن يتصدوا لهذه الظاهرة من بلدية ووزارة أوقاف وشرطة وأئمة مساجد وكل من له علاقة بالأمر.

المواطن أحمد عبد الرحمن 47 عاماً، يصف الوضع بأنه مذري ويجب مواجهته من قبل الجهات المسؤولة لمنع هؤلاء الباعة من البيع أمام المساجد، لأنهم يسببون إزعاجاً للمصلين أثناء الصلاة بأصواتهم المرتفعة وهم يروجون لبضائعهم.

وقال:" يوم الجمعة يكون المشهد أكثر ملاحظة من الصلوات الأخرى، فيصعب عليك الدخول للمسجد من ازدحام عربات الدواب، وأثناء الخطبة تسمع الأصوات ويشوشون على المصلين في انتباههم مع الخطيب، وأثناء الصلاة يتشتت ذهن المصلي، وتساءل أين هؤلاء الباعة من الصلاة إذا كانت أصواتهم مرتفعة أثناء الصلاة؟.

وشدد على ضرورة أن تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات عقابية لمن لم يلتزم بالقرارات في حال اتخذت من قبل الجهات المعنية.

بلدية غزة: سعيدون بطرح الموضوع

من جانبه، أعرب مدير العلاقات العامة في بلدية غزة حاتم الشيخ خليل عن سعادته لطرح هذا الموضوع من خلال وكالة "فلسطين اليوم"، لأنه يساعد البلدية في حملتها التي بدأتها بالقضاء على البسطات العشوائية في جميع أنحاء المدينة وخاصة في الميادين (المساجد، المستشفيات، المدارس، الجامعات ... إلخ).

وقال:" نحن بحاجة إلى فرق أكبر للعمل وهو ما سيتم العمل عليه للقضاء على ظاهرة البسطات أمام المساجد. واصفاً الظاهرة، بأنها كبيرة وتحتاج لجهد أكبر لأن الباعة يتجمعون أمام المساجد في وقت واحد والفرق الموجودة العاملة الآن لا تغطي المنطقة.

وأوضح أن الرأي العام مهم جداً في سرعة التصدي لهذه الظاهرة، لأن العشوائيات لا تعود بالنفع على المواطنين بشكل أو بآخر.

الشرطة: مستعدون لإنهاء الظاهرة ولكن ...

وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم الشرطة في غزة أيمن البطنيجي، لمراسل "فلسطين اليوم" أن الشرطة على استعداد كامل للتعامل مع هذه الظاهرة في حال تلقت شكوى رسمية من الجهات الرسمية أو الجيران أو أئمة المساجد.

وأشار إلى أن الشرطة تابعت الموضوع في السابق مع بعض المساجد بعد تلقيها شكاوي من أئمة المساجد.

الوزارة: لن نيأس حتى القضاء على الظاهرة

بدوره أثنى مدير أوقاف غزة أسامة اسليم على موقع "فلسطين اليوم" لإثارته الموضوع، واصفاً الظاهرة بأنها ألم كبير تصيب الجميع، وأوضح أن ظاهرة التشويش على المصلين من خلال الباعة لا يجوز شرعاً، وان الوزارة بذلت جهوداً كبيرة للقضاء على هذه الظاهرة إلا أنها اصطدمت بثقافة المجتمع.

وقال اسليم:" قمنا بحملات للقضاء على هذه الظاهرة، وتم اتهامنا بأننا نقطع أرزاق الناس.. واصفاً هؤلاء بأنه يوجد خلل في الثقافة لديهم، لان الله سبحانه وتعالى نهى عن البيع داخل المسجد ونشد الضالة في المسجد والتشويش على المصلين وبالتالي لا علاقة لقطع الأرزاق بالموضوع من قريب أو بعيد.

وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التشويش على المصلين وقال:" لا يشوش قارئكم على مصليكم".. أي أنه لا يجوز لقارئ القران أن يشوش على المصلين .. فكيف الحال بالنسبة للبائعين.. كما لا يجوز نشد الضالة في المسجد. وهذا الحديث جاء ليبين لنا السكينة في المسجد.. بالإضافة إلى أن الرسول نهانا عن نشد الضالة في المسجد لما يسبب ذلك من تشويش ويخرج المسجد عن دوره .. كما أنه لا يجوز البيع في المسجد على الإطلاق.

وأوضح أن الوزارة حاولت من خلال قسم الوعظ والإرشاد وخطباء المساجد لتغيير هذه الثقافة الخاطئة لدى المجتمع لأن هذا فيه معصية لله ولا يجوز أن يكون كسب الرزق على حساب طاعة الله.

وأشار إلى حادثة .. بأنه قبل عدة سنوات تواصلت الوزارة مع شرطة البلديات ووضعت شرطياً أمام مسجد بشكل يومي لإبعاد الباعة وتم ضبط الوضع، ولكن بعد غياب الشرطي عادت الأمور إلى ما كانت عليه.

وأكد أن الوزارة لن تيأس ولن تمل وستزيد جهودها مع الجهات ذات الاختصاص للقضاء على الظاهرة.

وللتصدي لهذه الظاهرة التي باتت تؤرق المواطنين وجيران المساجد لابد من تظاهر كل الجهود من مواطنين وأئمة مساجد وبلديات وشرطة ووزار أوقاف لكي تنتهي الظاهرة إلى الأبد. لكي يصلي المصلي دون إزعاج وتبقى بيوت الله مخصصة للعبادة ومظهرها الخارجي جميل.

 



الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد


الكارات امام المساجد