خبر 15أسيراً فلسطينياً يواجهون الموت في مستشفى سجن الرملة

الساعة 10:02 ص|27 ابريل 2013

وكالات

"غلّق عليهم الأبواب وحجب عنهم نورَ الشمس, ليقضوا محكوميتهم وساعاتهم الأخيرة من الحياة في أربعةِ غرفٍ يقفُ عليها حارسٌ أصم, لا يعرف لغة البشر, يستصرخون ولا يهتم, ويتناوب عليهم ممرضٌ كسولٌ بالمسكنات من الألم, ومتجرداً من الإنسانية مستهزئاً يقول لهم: لا يا صغيري لا لن تنَمْ"  .!

كشفت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا لحقوق الإنسان أثناء زيارتها لسجن الرملة أن 15 أسيراً فلسطينياً يواجهون الموت البطيء في أربعة غرف محكمة الإغلاق داخل مستشفى السجن أمام تجاهل الاحتلال لحالاتهم الصحية الخطيرة "جداً" وعدم التعامل معهم حسب اللوائح الأخلاقية والإنسانية .

وأوضحت أن الأسرى يعانون من أمراض متفاوتة وشديدة الخطورة, منها أسير بحاجة لعملية قلب مفتوح وآخر بحاجة إلى بتر ساق, وأسير يعاني من مرض خطير في رئتيه ولا يقدر على التنفس, وآخر لا زال الرصاص الذي أطلقه عليه جنود الاحتلال أثناء عملية الاعتقال في جسمه, واصفة المشهد بالمفزع للغاية من الورم المتشكل حول موقع الرصاصة في الجسم.

وبينت أن الأسير الفلسطيني منصور موقدي المحكوم بالسجن المؤبد يحتاج "بسرعة فائقة" إلى عملية زرع مثانة, مشيرة إلى أنه لا يستطيع النوم بتاتاً بسبب الأوجاع التي يعاني منها, ويتنقل داخل الغرفة على كرسي متحرك .

ولم تستبعد المحامية  دقماق في حديث خاص بصحيفة القدس العربي استشهاد أحدهم أو أكثر في ظل استمرار الإهمال الطبي المتعمد, لافتة إلى عدم وجود ممرضين في المستشفى, واصفة الأسرى المرضى بالكتل اللحمية الهامدة التي تحتاج إلى العلاج قبل فوات الأوان.

وتحدثت دقماق عن جولتها في سجن الرملة :" قمنا بجولة تفقدية في سجن الرملة حيث شاهدنا  25 أسيراً موزعين على زنازين في عزل انفرادي, يُمنع التواصل معهم أو الحديث فيما بينهم, ويوضع الأسير في الزنزانة 23 ساعة متواصلة مقابل ساعة واحدة للفسحة ".

ووصفت الأوضاع في مستشفى السجن بشكل خاص وبسجون الاحتلال بشكل عام بأنها كارثية, إذ يعاني الأسرى من التعذيب والعزل الانفرادي والإهمال الطبي, قائلة: "إن الأوضاع تتجه نحو المأساة, لا سيما الأسرى المعزولين داخل الزنازين الصغيرة في سجن عسقلان, وهدار, وبئر السبع".

وحملت رئيسة مؤسسة مانديلا لحقوق الإنسان حركة حماس المسؤولية عن الحالة الحرجة التي وصل إليها الأسرى المرضى قائلة: "كان يتحتم عليهم أن يضعوا هؤلاء الأسرى الذين يعانون من حالات صحية حرجة على سلم الأولويات أثناء التفاوض مع الاحتلال على صفقة وفاء الأحرار التي تمّ بموجبها الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين" .

ولم تستثنِ الحكومة الفلسطينية بالضفة الغربية من المسؤولية, مطالبة السلطة "بضرورة العمل دون كلل أو ملل" من أجل الإفراج عن الأسرى ومنهم الأسرى الـ105 المعتقلون قبل التوقيع على اتفاقية أوسلوا.