خبر نية حزب الله موجودة في عرض البحر... هآارتس

الساعة 09:28 ص|26 ابريل 2013

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: سيُبين الفحص عن بقايا الطائرة بلا طيار التي اعترضها سلاح الجو الاسرائيلي والتي أرسلها حزب الله عن نية حزب الله في ارساله هذه الطائرة - المصدر).

إن السؤال المثير للاهتمام على أثر نجاح سلاح الجو الاسرائيلي في اعتراض الطائرة بلا طيار التي أُرسلت من لبنان، قبالة ساحل حيفا، يتعلق بنوايا مُرسلي الطائرة: هل زُودت الطائرة بآلات تصوير فقط وكان هدف العمل كله جمع مكاسب نفسية أو كانت خطة أكثر طموحا مثل محاولة إتمام عملية بطائرة بلا طيار هجومية "منتحرة"؟.

يتعلق جواب السؤال بالمعطيات التي سيتم جمعها اذا تم تحديد اماكنها، من بين بقايا الطائرة في البحر المتوسط على مبعدة نحو من 10 كم غربي الشاطيء في مياه اسرائيل الاقليمية. سيشهد وجود بقايا مواد متفجرة على الاحتمال الثاني. واذا لم يتم العثور ألبتة على أجزاء الطائرة فقد تمكن الاستعانة بصور سلاح الجو من عملية الاعتراض، اعتمادا على تحليل قوة الانفجار وقت اصابة الصاروخ الاسرائيلي للطائرة.

كان ارسال الطائرة بلا طيار السابقة في تشرين الاول 2012 عملية لناس الحرس الثوري الايراني في لبنان بمساعدة حزب الله. وفي تلك المرة وبرغم تصريحات باطلة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أُرسلت الطائرة في الأساس لتكون عملا اعلاميا. ولم تكن لآلات التصوير التي ركبت عليها قدرة حقيقية على ارسال الصور في الوقت الى مسافة بعيدة. ولم يكن ادعاء ان الطائرة نجحت في الاقتراب من المفاعل الذري في ديمونة (تم اعتراضها بالفعل في تأخر ما قرب غابة يتير شمال بئر السبع) لم يكن صادقا.

فُسرت الواقعة السابقة في اسرائيل بأنها محاولة من حزب الله ليصرف عنه الانتقاد الزائد في الساحة السياسية اللبنانية الداخلية لتورطه في الحرب الأهلية في سوريا. ومنذ ذلك الحين غرقت المنظمة الشيعية عميقا في المذبحة المشتركة بين الرئيس الاسد ومعارضيه في سوريا. وتُقدر المنظمات الاستخبارية في الغرب ان أكثر من ألف من رجال حزب الله مشاركون مشاركة فعالة في الحرب الى جانب الاسد وأنهم تولوا في بعض الحالات حراسة كنوز استراتيجية للنظام كمخزونات سلاح متقدم. وقد تكون النية هذه المرة ايضا هي اثبات ان حزب الله بمساعدة من ايران ما يزال يتحدى اسرائيل من آن لآخر بفضل المنزلة التي تبناها لنفسه باعتباره "المدافع عن لبنان". وقدّم السفير البريطاني في لبنان، توم بليتشر، تقديرا مشابها في الحال في حسابه في تويتر بعد الواقعة بوقت قصير.

يبدو من المعطيات الاولى عن الواقعة الاخيرة ان رد الجيش الاسرائيلي هذه المرة كان أسرع. من الصعب تحديد حركة طائرة بلا طيار واعتراضها في الوقت لأنها هدف صغير جدا. وفي المرة السابقة اختار المرسلون طريق دخول محكما – بعيدا في البدء عن الساحل الى الجنوب ثم كانت حركة سريعة الى الداخل غربا فوق غزة جعلت تحديد موقع الطائرة أصعب. وأُضيف الى ذلك تردد ما تم تسويغه بعد ذلك يتعلق بوقت الاعتراض.

تمت ملاحظة الطائرة هذه المرة في مرحلة مبكرة وأُسقطت سريعا بعد ان تبين ان الحديث عن هدف معادٍ. وبرغم ان الجيش الاسرائيلي لا يُقدم معلومات عن ذلك يمكن ان نُخمن ان الاعتراض سبقه انذار استخباري ما. في يوم الثلاثاء فقط في محاضرة في جامعة تل ابيب، قال رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد إيتي بارون، ان حزب الله قد يحاول تحدي اسرائيل حتى من المنطقة الحدودية بسبب الاختلاف الداخلي في لبنان. ويجب ان يفرض الجيش الاسرائيلي ان تتكرر هذه المحاولات برغم نجاح عملية الاعتراض الحالية.

اذا تبين انه وجدت هذه المرة نوايا اخرى تزيد على جمع نقاط علاقات عامة، فسيكون السؤال ما هو الهدف الذي كان مستهدفا. إن مدينة حيفا مليئة بمواقع بنى تحتية استراتيجية حساسة – ونبه رئيس المجلس البلدي، يونا ياهف، اليوم وبحق الى أنه حان الوقت لتعجيل تطوير حمايتها. ومع ذلك سيكون من الواجب على اسرائيل ان تفحص عن احتمال لا يقل إقلاقا وهو انه وجدت هنا محاولة اولى لاصابة حقول الغاز في البحر المتوسط، فقد هدد نصر الله من قبل في الماضي بايماء باصابتها. إن ايران وحزب الله تدركان جيدا ان كل محاولة للمس بالبنية التحتية للغاز ستعتبر في اسرائيل اعلان حرب تقريبا وقد تفضي الى نتائج قاسية بالنسبة اليهما ايضا.