خبر الطريق الى جحيم يهودي - هآرتس

الساعة 08:19 ص|25 ابريل 2013

ترجمة خاصة

الطريق الى جحيم يهودي - هآرتس

بقلم: اسرائيل هرئيل

(المضمون: يجب على اسرائيل ألا تكتفي بنوايا اوباما الخيرة والتزامه بعدم تمكين ايران من الحصول على السلاح الذري بل يجب عليها ان تعمل على منع ايران من الحصول على هذا السلاح - المصدر).

التقى أحد رؤساء شعبة الاستخبارات العسكرية ذات مرة مع حلقة وجد فيها ساسة ايضا. وطلب في نهاية عرضه ألا يُسرب شيء من الحديث. لكن بعض المعلومات نشر في الصحف، نبهه أحد الحضور فأجاب اللواء، ربما لكن تناول العدو للتحليل الصحفي ليس مثل الاقتباس من كلام رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية لأن كلامه مختصر ثقة لمعلومات زوده بها جهاز ضخم مختص ويمكن ان يتعلم العدو منه ما تعرفه الاستخبارات الاسرائيلية عنه والى أي عمق تغلغلت اليه.

قال العميد إيتي بارون، رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي أول أمس في مؤتمر معهد بحوث الامن القومي انه "بحسب أفضل ما بلغه فهمنا المهني استعمل النظام في سوريا السلاح الكيميائي". وقال إن مجرد استعمال السلاح الكيميائي بغير رد مناسب من العالم قد يشير الى ان ذلك مشروع.

وضغطت الولايات المتحدة التي التزم رئيسها قبل شهر ألا يُمكّن بلده أبدا من استعمال سلاح كهذا، وحاولت ان تخلص نفسها بكلام مُجمجم بشأن "معلومات لم تثبت". وجاء لمساعدتها كما كان متوقعا غير قليل من الاسرائيليين (من الاعلاميين والجامعات والسياسة)، تساءلوا كيف مكّنوا بارون من إسماع كلام يجعل أفضل صديقاتنا تقف وظهرها الى الحائط ("وفي هذا الوقت الحرج ايضا").

سواء أوجه رئيس قسم البحث الى الكشف عن المعلومة – التي ظهرت في الحقيقة أكثر من مرة في وسائل الاعلام لكنه خُتم الآن بختم موثوق به من شعبة الاستخبارات العسكرية – أم كان ذلك بمبادرته هو، فلا يوجد ما يعادل أهمية الكشف عنه في هذا التوقيت خاصة. وهو في أشد درجات الثقة به برغم اعلان ديوان رئيس الوزراء بسبب الخضوع لضغط امريكي بأن الكلام لم يُقل برأي من بنيامين نتنياهو. وتوجد أهمية نوعية أكبر لكلام عاموس يادلين بشأن اجتياز ايران الخط الاحمر الذي حدده نتنياهو قبل نحو من نصف سنة. ويبرهن كلام يادلين وبارون على انه لا ينبغي لاسرائيل في الشؤون المتعلقة بجوهر أمنها القومي ان تثق بالالتزامات المعلنة والأكثر احتفالية التي التزمها لها رئيس الولايات المتحدة ورئيس وزراء اسرائيل.

ما يزال الموقف طازجا في الذاكرة: فقد وقف نتنياهو على منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة يقرع الأجراس يقول إن ايران تستطيع حتى الصيف تخصيب يورانيوم لقنبلة ذرية ولهذا يخط لها خطا أحمر. و"الخط الاحمر لا يفضي الى حرب لأن الخط الاحمر يمنع حربا". ويخط نتنياهو على الملأ بوسائل رسم الخط الاحمر الذي لا تستطيع اسرائيل بعده ان تجلس مكتوفة الأيدي.

لا شك في التزام امريكا الأساسي بأمن اسرائيل. لكن الطريق الى جحيم يهودي آخر قد ينبع من النوايا الخيّرة – لكن العقيمة – لاوباما أن يمنع ايران من انتاج السلاح الذري بالمحادثات والعقوبات والتحذيرات الغامضة على صورة "لا يمكن احتواء ايران الذرية".

وفي الاثناء، وليس ذلك بحسب تقديرات يادلين ونتنياهو فقط، ستكون ايران في الصيف القريب قادرة على تخصيب يورانيوم لتركيب قنبلة ذرية، وحتى لو لم تُركبها بل أعلنت بأنها قوة من القوى الذرية فقط، فان الشرق الاوسط سيُزلزل كما لم يُزلزل في أي زلزال أصابه. وستُزعزع أمواج التسونامي – حينما تسلح ايران منظمات ارهابية كحزب الله بقذائف ذرية – اوروبا وامريكا ايضا.

قد تفضي نوايا اوباما الخيّرة الى محور شر شيعي – ايراني يكون مسلحا هو وتوابعه بسلاح ذري. وينبغي منع هذه الامكانية ومن الواجب منعها.