خبر وحدنا تقريبا - يديعوت

الساعة 08:15 ص|25 ابريل 2013

ترجمة خاصة

وحدنا تقريبا - يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: لن تهب الولايات المتحدة لمساعدة اسرائيل والجيش الاسرائيلي في مواجهتهما لايران أو سوريا لأن امريكا لا يعنيها سوى مصالحها - المصدر).

حتى لو دخلت في هذه الساعة طائرات امريكية للهجوم على منشآت ايران الذرية، وحتى لو بحثت في هذه الساعة صواريخ توما هوك امريكية عن مخازن السلاح الكيميائي في سوريا، فانه ينبغي ألا ننكر أننا وحدنا (تقريبا) في هذه الحرب.

إن امريكا تخرج للحرب من اجل مصالحها فقط. وفي الجو الحالي في الولايات المتحدة وقد انسحبت من حروبها الحالية، لن تخرج واشنطن للحرب من اجل القدس. سيقولون في بلاط الحكم الاسرائيلي إنه لا يوجد في ظاهر الامر تناقض أكبر من هذا وهو ان العالم السني في هذه الايام أقرب ما يكون الى دولة اسرائيل. والعالم السني يرتجف خوفا من العالم الشيعي الذي تمثله ايران، والسعودية والاردن ودول الخليج (ربما ما عدا قطر) بل مصر، ترى ايران وتوابعها أعداءً من جميع النواحي، مثل دولة اسرائيل. وكانت هذه البلدان ستنضم في فرح الى هجوم على ايران لو كان ذلك ممكنا.

لكن الامريكيين لا يخفون نواياهم بشأن ايران وبشأن سوريا ايضا كما يبدو. فهم ما زالوا بعيدين جدا عن غمس أصابعهم في الوحل الذري والكيميائي. قال الرئيس اوباما في الحقيقة على الملأ في اسرائيل وبلغة عبرية فصيحة، "لستم وحدكم"، لكن الامريكيين يبحثون عن كل حجة للامتناع عن تعريض ناسهم للخطر في الطريق الى طهران. ويقول الامريكيون لأنفسهم: إجتزنا الحرب الباردة والتهديد الذري السوفييتي الذي كان يملك عشرات وربما مئات المنشآت الذرية، وليس عندنا ما نخشاه من الذرة الايرانية. واجتزنا ستالين واجتزنا خروتشوف (حتى في ازمة صواريخ صعبة في كوبا)، وسنجتاز بسلام ايضا احمدي نجاد. وهذا بالضبط ما لا يعتقده الاسرائيليون.

ليست اسرائيل واسعة كالولايات المتحدة وهي ليست قوة لا تشبهها قوة في العالم. وتستطيع اسرائيل ان تُقدر بصورة صحيحة الخوف من نشاط ذري ما بعد أن زعمت "مصادر اجنبية" سنين وأحقابا أنها تملك منشآت ذرية. وتعرف اسرائيل ايضا كيف يستطيع الايرانيون تضليل العالم كله، فقد فعلت اسرائيل نفسها ذلك وهي تستطيع ان تعلم الايرانيين جميع الحيل والخدع.

ليس من العارض ان الامريكيين يحاولون تأجيل النهاية بالجدل في البرامج الزمنية. والفرق في البرامج الزمنية في الشأن الايراني كبير جدا وهو يجتاز جميع الخطوط الحمراء التي خطها بنيامين نتنياهو في حينه بفخر كبير أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة. ويبحث الامريكيون في الشأن السوري تحت الارض عن ذرائع لعدم الاعتراف باستعمال السلطات السورية للسلاح الكيميائي. ويعلم الامريكيون جيدا ان الاعتراف باستعمال السلاح الكيميائي في سوريا يعني كما يبدو حربا أو "يوم معركة" طويلة على الأقل تنقلب فيها سوريا ولا تعود لتكون كما كانت. وقد وعدت امريكا اسرائيل في الحقيقة بأن "جميع الخيارات على الطاولة" لكنها تحاول تنظيف الطاولة دائما.

لهذا فان الصورة التي تظهر كما يبدو في المستقبل وفي الزمن القريب على الأقل هي ان اسرائيل والجيش الاسرائيلي العظيم في هذه الجبهة في مواجهة ايران وسوريا وحدهما تقريبا. والامريكيون الذين يتفهمون مخاوف اسرائيل يمهدون طريق الأشواك الى طهران ودمشق بصفقات مبيعات ضخمة ستنفذ بعد "الطوفان" فقط كما يبدو.