خبر المحاكمة التظاهرية لجدعون ليفي -هآرتس

الساعة 10:42 ص|24 ابريل 2013

المحاكمة التظاهرية لجدعون ليفي -هآرتس

بقلم: ليونيد إدلمان

رئيس الهستدروت الطبي في اسرائيل

        (المضمون: إن الاطباء في اسرائيل ويشمل ذلك اطباء مصلحة السجون و"الشباك" لا يُفرقون بين سجين وسجين بل يهبون للجميع علاجا طبيا مناسبا بخلاف زعم جدعون ليفي - المصدر).

        يُقدم جدعون ليفي اطباء في اسرائيل للمحاكمة ("هآرتس"، 4/4). لا، إنه ليس قاضيا ومع ذلك كله استقر رأيه على ارتداء عباءة الباحث عن العدل وان يقف على منصة المتهمين الاعلامية اطباء "الشباك" ومصلحة السجون. وأُعطيت مقالته عنوان "محاكمة الاطباء"، وهذا شيء يُحدث فورا ربطا بقضية تاريخية قاسية وهي "محاكمة الاطباء" المشهورة زمن ستالين في 1953 حينما حوكم محاكمة تظاهرية تسعة اطباء ستة منهم يهود بتهمة أنهم دبروا لتسميم "شمس الشعوب" (ستالين) كي يموت.

        لا يحجم ليفي عن التشهير بعشرات أو ربما بمئات الاطباء النزيهين والأخيار. ومن أين يعلم ان الاطباء كانوا شهودا على التنكيل بالسجين بن زغيير؟ وعلى أي أساس يزعم ان السجين أبو حمدية لم يحظ بتشخيص طبي وعلاج طبي مناسب؟ ومن أين جاء بالقول الذي لا استثناء فيه إن اطباء مصلحة السجون و"الشباك" يُمكّنون من عزل طويل واعمال تعذيب في التحقيق خلافا للمعيار الاخلاقي عند الاطباء في اسرائيل؟.

        اجل يجد الطبيب نفسه أكثر من مرة في مؤسسات امنية يواجه معضلات قيمية ثقيلة الوزن. ولهذا أقر مكتب الاخلاق في الهستدروت الطبي في المعيار الاخلاقي واجبات واضحة تسري على كل طبيب في اسرائيل. فالطبيب لا يستطيع ان يعطي ألبتة أية موافقة طبية على عزل سجين أو فصله من اجل العقاب، وهو مأمور بأن يمنح كل سجين مهما يكن علاجا طبيا كاملا ونوعيا.

        والى ذلك ينظم المعيار الاخلاقي علاج السجناء أو المعتقلين المكبلين بقيود ويهب للطبيب سلطة مهنية كي يفك القيود. وتمت اجازة هذه القواعد بأوراق عمل نشرها مكتب الاخلاق قبل فيها ايضا الهستدروت الطبي مضمون تصريح طوكيو الصادر عن الهستدروت الطبي العالمي الذي يشتغل بهذا الشأن. والجميع في اسرائيل يستحقون علاجا طبيا مناسبا. هذا ما كان وهذا ما سيكون ايضا.

        لا يقلقنا فقط المس بسمعة الاطباء الطيبة. لأن محاكمة ليفي التظاهرية للاطباء تجر مهنة الطب والمشتغلين بها الى ساحة غريبة عنا تماما وهي الساحة السياسية. فليست لنا ولن تكون تقديرات سياسية زمن منح العلاج الطبي. ومنح أفضل علاج طبي لكل انسان هو الهادي الذي يهدي اطباء مصلحة السجون و"الشباك". ولسنا نعرف سرطانا من اليسار أو اليمين أو الوسط. إننا نعرف فقط مرض السرطان بمختلف أنواعه، ونعمل بلا كلل لعلاج هذا المرض كعلاج كل مرض أو اصابة اخرى ايضا.

        يشتمل القسَم الطبي العبري الذي أحسن ليفي الاقتباس منه في مقالته على قوله: "لا تسارعوا الى اصدار حكم، وزنوا نصيحتكم بميزان الحكمة الخالصة وبوتقة التجربة". وسيحسن ليفي الصنع اذا تعلم من هذه الجملة ايضا.