خبر صحيفة: قطر تمارس دور المندوب السامي وتخدم اهداف امريكا

الساعة 04:28 م|22 ابريل 2013

القاهرة

قطر المندوب السامي في المنطقة العربية وتلعب دور الدوبلير لـ"اسرائيل"، هذا ما خلصت إليه مجلة الأهرام العربي في ملفها السياسي الذي خصصته للتقصي عن حقيقة الأداء السياسي القطري في المنطقة العربية المتماهي إلى حد بعيد مع الأداء الإسرائيلي سواء في مقوماته أو وظيفته الأمر الذي تؤكده المهام الموكلة لقطر من قبل أمريكا في كل من سورية وتونس وليبيا والسودان وفلسطين. .

وأجرى الكاتب مهدي مصطفى مقارنة بين الحالتين القطرية والإسرائيلية توصل من خلالها الى أن الطرفين يلعبان دورا سياسيا اكبر من حجمهما الفعلي والسبب في ذلك أن الولايات المتحدة تقدم الحماية الكاملة لهما وكذلك توفر الموارد المالية الضخمة مع صغر الحجم مشيرا إلى أن الحالة القطرية تفوقت على نظيرتها الاسرائيلية من ناحية أن أمريكا لم تكن بحاجة لجلب العنصر البشري وفرضه على المنطقة بالقوة فهو موجود فعلا ومستعد للعب الدور المطلوب منه .

وأكد مصطفى أن قطر تمارس دور المندوب السامي واستطاعت بأدائها السياسي خلال ترأسها للمجلس الوزاري العربي تحويل الجامعة العربية إلى مقر لهذا المندوب وتبدي ذلك في تعاملها مع مجريات الإحداث في سورية إذ أن المهمة الجديدة المطلوبة أمريكيا بعد تونس وليبيا والسودان كانت اسقاط النظام السوري بكل السبل بدءا بتعليق عضوية سورية في اجتماعات الجامعة ومن ثم ارسال بعثة المراقبين العرب التي اغضب تقريرها النهائي قطر ما دفعها لمهاجمة رئيس البعثة والتوجه فورا الى مجلس الامن ولدى اصطدامها بالفيتو الروسي الصيني عادت مجددا الى الجامعة العربية للمطالبة بتشكيل قوات مشتركة للتدخل في سورية . 


واعتبر مصطفى أن الدور القطري في لازمة السورية هو جزء من تحالف عدة قوى تتمثل بتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وقطر التي يقتصر دورها المعلن على المال والإعلام لما يفكر فيه الغرب وتركيا التي يبدو دورها جليا في تونس وليبيا ومصر وسورية بخصوص اعادة هيكلة الشرق الأوسط .



وحذر مصطفى من خطط مشبوهة تنفذ اليوم بين تيار المستقبل اللبناني وقطر وتركيا لاتخاذ مدينة طرابلس اللبنانية منصة للزج بسورية في أتون حرب أهلية عبر تهييج المشاعر الدينية على اعتبار ان قطر باتت اليوم الوكيل الحصري لتيارات الإسلام السياسي المتحالف مع واشنطن موضحا أن التمهيد للدور القطري في المنطقة بدأ بإطلاق يدها في القضية الفلسطينية والسودان وملف المصالحة اللبنانية عقب العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 برضا امريكي كامل .


ولفت الكاتب الى ان امريكا تريد استغلال الطفرة المالية في قطر مع توفير القدر الكافي من الحماية العسكرية لها عبر قاعدتي " عديد والسيلية"  لتلعب دورا سياسيا يخدم المصالح الأمريكية والتلاعب بمصير المنطقة وبسط السيطرة عليها مؤكدا أن أمريكا تستنسخ تجربتها مع اسرائيل في قطر فكما تدعم سياسة اسرائيل فانها تفعل نفس الشيء بالنسبة لقطر وكل ذلك خدمة لمصالح الغرب وإسرائيل ليس الا .

وأكد مصطفى ان الولايات المتحدة تملي المهام على قطر بما ينسجم مع الدور المطلوب منها وهذا ما حصل بالفعل في الحالتين الليبية والتونسية عبر بوابتي المال السياسي والإعلام حيث استضافت قطر مجموعة الاتصال حول ليبيا ودفعت للمجلس الانتقالي الليبي 400 مليون دولار وأعلنت صراحة انها كانت وراء قرار الجامعة العربية بنقل الازمة الى مجلس الامن ومن ثم عقد مؤتمر باريس وقرار فرض الحماية الدولية على ليبيا التي انتهت بقصف حلف الناتو لمقدرات الدولة الليبية واسقاط النظام .

واستغرب الكاتب تجاهل المراقبين لتصريحات امير قطر العلنية حول قيامه بتعليم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي كيف يسلم على الرؤساء اضافة للعلاقة القوية التي تربط زعيم حزب النهضة الاسلامي التونسي راشد الغنوشي بقطر .



من جانب آخر .. وتحت عنوان الدوحة وتل ابيب .. اخطر علاقات القرن العشرين اعتبرت الاهرام العربي أن امتلاك قطر لاحتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي يجعلها مغرية بالنسبة لاسرائيل التي تحرص على اقامة افضل العلاقات معها مشيرة الى أن الكثيرين من العرب على
اختلاف انتماءاتهم السياسية باتوا يدركون أن قطر وتحديدا قناة الجزيرة تلعب دورا محوريا لخدمة اسرائيل وواشنطن وتخرب الامن القومي العربي خدمة لهما .



وأشار الكاتب معتز أحمد الى ان قطر ورغم اغلاقها لمكتب التمثيل الاسرائيلي في الدوحة عام 2009 الا انها ترتبط باسرائيل بعلاقات وطيدة تتجلى خاصة في المجال الاقتصادي من خلال جملة من المشاريع التي تنفذها شركاتها في الضفة الغربية وداخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ومنها مشروع استاد الدوحة الرياضي في مدينة سخنين العربية اضافة الى العديد من الاستثمارات القطرية في مجالات تصنيع الادوية حرصا على الاستفادة من خبرات اسرائيل في هذا المجال بالتحديد .

ويستند الكاتب في تحليله للعلاقة الاقتصادية بين قطر واسرائيل الى تصريحات المسؤولين الاسرائيليين حيث يقول ليئور المتحدث الرسمي باسم الخارجية الاسرائيلية بان هناك تفاهما استراتيجيا واسعا بين اسرائيل وقطر وهناك تفاهم بينهما حول الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك ولا تقتصر على القضية الفلسطينية حسب قول المسؤول الاسرائيلي .

وفي السياق يبرز تصريح نائب وزير التنمية الاسرائيلي ايوب كرا حول حرص اسرائيلي على علاقات سلمية مع دول الخليج عموما وقطر بصورة خاصة التي كان له زيارات سابقة لها ولقاءات مع قيادتها .

وفي المحصلة فان التماهي القطري الاسرائيلي في الاهداف والتناغم في السياسات اضافة الى التشابه الكبير بين الحالتين من حيث غياب مبررات الدور السياسي الذي تحاولان لعبه لولا الدعم الامريكي والغربي عموما لايدع مجالا للشك بانهما تخدمان سياسة واحدة لا تحتاج لادلة تثبت عداءها للعرب واستهدافها للامن القومي العربي مما يترك السوءال مفتوحا الى متى سيراهن المشككون بالحقيقة على قدرة دخان النفط واغراء المال الاسود في التغطية على السياسة القطرية والدور المشبوه الذي تقوم به قطر لتفتيت العالم العربي وتسليمه لامريكا .