خبر تهديدات بقتل منسق حملة شباب ضد الاستيطان بالخليل

الساعة 11:37 ص|21 ابريل 2013

الخليل

قلق وخوف يساور منسق حملة شباب ضد الاستيطان في مدينة الخليل عيسى عمرو (33 عاما)، بعد تصاعد وتيرة التهديدات بقتله وإيذاء عائلته، بسبب نشاطاته المستمرة في الدفاع عن البلدة القديمة، التي تتعرض لاعتداءات متكررة على يد المستوطنين.

إحدى رسائل التهديد التي أرسلها مستوطنون لقيادة جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية للقضاء على عمرو، تقول 'المذكور عيسى عمرو مسؤول عن الأعمال الإرهابية الفوضوية التي تحدث في مدينة الخليل، وهي لا تقتصر على التحريض على المظاهرات، بل تتضمن أيضا أشكالا من العمليات العسكرية الحقيقية مثل القنابل الحارقة 'المولوتوف'.. لذا نطالب باعتقاله إداريا، لحين إيجاد حل بعيد الأمد ونهائي للنشاطات الخطيرة العدائية، ونحن نحذر من أن أي تأخير في التعامل الحاسم معه سيكون مكلفا جدا...'

تهديدات المستوطنين المتواصلة لـه بدأت قبل نحو ثلاث سنوات، وحسبما أفاد لـ'وفا' بأنها كانت مقتصرة على الاتصال على هاتفه الشخصي، وحرق محيط منزله، والاعتداء عليه بالضرب مرات عدة وكسر يده وأنفه، غير أنها بدأت في الفترة الأخيرة تأخذ الطابع الرسمي، بعدما نشرت عدة صحف إسرائيلية مطالب المستوطنين بالتخلص منه.

يقول عمرو: 'لم أكن آخذ تهديدات المستوطنين سابقا على محمل الجد، غير أنها لاقت رواجا في صحف ومواقع إسرائيلية منذ العشرين من آذار الماضي، بالإضافة إلى أكثر المواقع الإلكترونية التابعة لليمين الإسرائيلي المتطرف، حيث تم وضع علامة حمراء على وجهي، في إشارة إلى قتلي في موقعي 'روتيير' و'جويش برس'.

 ويضيف: استطاع الشبان مرات عديدة منع المستوطنين من اقتحام منازل المواطنين، كما قاموا بحراستها، الأمر الذي سبب لهم ازعاجا كبيرا، وجعلهم ينعتوني بـ'مسؤول الإرهابيين'، وفي كثير من الأحيان ينعتونني حينما أصادفهم في طريقي بعبارات 'أنت كلب ويومك قادم، سنقتلك أنت وعائلتك، ستندم على ما تفعل'.

تقدم عمرو بشكاوى عدة للشرطة الإسرائيلية، غير أنها لم تحرك ساكنا، بل قامت باعتقاله، إحداها كانت بسبب شريط فيديو يظهر اعتداء المستوطنين على المواطنين والأطفال في البلدة القديمة، وأفرج عنه بكفالة مالية بقيمة ألف شيقل، والمرة الثانية اعتقل بسبب الضغوطات التي مارسها المستوطنون على الجيش.

وأكد أن هذه التهديدات أثرت على حياته اليومية، حيث أن عائلته تعيش حالة من الخوف والرعب، خشية من تنفيذ المستوطنين لتهديداتهم، إلا أنه مدرك أنها لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة شعور المستوطنين بالهزيمة أمام صمود هؤلاء الشبان.

وينظم عمرو بمساعدة الشبان حملة 'صامدون' كل يوم جمعة، يقومون من خلالها بإصلاح وطلاء المنازل القريبة من المستوطنات، وتقديم المساعدات المختلفة للقاطنين فيها، لتشجيعهم على البقاء في منازلهم، حيث يشارك نحو 50 شابا في تجمع 'شباب ضد الاستيطان'، بحماية المنازل التي تتعرض بشكل دائم للاعتداء، وتوثيق اعتداءات المستوطنين على الأطفال عبر توثيقها بالصور والفيديو، واستخدامها كدليل ضدهم.

ويختم قوله: 'مستمرون برسالتنا هذه... فالمقاومة الشعبية السلمية هي أفضل وسيلة للدفاع عن أنفسنا، وأتمنى أن نسارع بالانضمام للمحاكم الدولية، حتى يحاكم الاحتلال أمام العالم'.