بالصور هوس التخسيس يستنزف الجيوب ويلحق الأضرار بالصحة

الساعة 11:19 ص|21 ابريل 2013

غزة - خاص

هوس التخسيس يستنزف الجيوب ويلحق الأضرار بالصحة

الصحة تغلق وكراً لتصنيع الأدوية المزورة بمنطقة الزوايدة

مسؤول في الصحة يحذر المواطنين من استعمال أدوية مجهولة

 

خلافاً للأعراف الطبية التي تخضع فيها صناعة الأدوية والعقاقير إلى معايير من قبل وزارة الصحة في أي دولة، وذلك للحفاظ على سلامة المرضى الذين سيتعاطون هذه الأدوية.. إلا أن الكثير من الصيادلة ودخلاء المهنة يقومون بتجهيز كبسولات أدوية على عاتقهم الشخصي لتحقيق الربح المادي. وخاصة الأدوية المصنعة من الأعشاب لتخسيس الوزن وغيرها، رغم ما تحمله من مخاطر كبيرة على صحة المواطن.

كثيراً هم المواطنون الذين استنزفت جيوبهم بشراء علاجات وكريمات يتم تصنيعها محلياً من أجل التخلص من البدانة والحصول على جسم رشيق، ولكنهم لم يحصلوا على ما أرادوا.

الغرقان بتعلق في قشة

(أم محمد)، 32 عاماً (92) كيلو، غرقت في وحل الوزن الزائد، مما سبب لها مشاكل زوجية، لذلك لم تترك طريقة إلا ولجأت لها للتخلص من وزنها الزائد عملاً بالمثل الشعبي ( الغرقان بيتعلق في قشة) خاصة وأن وزنها أصبح يهدد حياتها الزوجية .. فلجأت إلى الأعشاب والامتناع عن الأكل ... فأرهقت جسدياً ثم لجأت لكبسولات مصنعة في صيدليات محلية بسعر مرتفع ولم تحصل على النتيجة المرجوة. فأحبطت .. ولكن لأن إرادتها قوية .. لجأت إلى الرياضة اليومية واتباع حمية غذائية ، فبدأت تشعر بالتحسن واستمرت لمدة عام إلى أن انخفض وزنها من 92 إلى 77 كيلو.

وأكدت بأن الإرادة والرياضة والصبر هما الطرق المثلى لتخسيس الوزن.. أما الأوهام التي يسوقها البعض من صيادلة وعطارين فهي للربح المادي ولا تحقق شيء. وأنه إذا حصل تخسيس فيكون من الرياضة التي تبذلها السيدة بعد تناول الكبسولة أو الخلطة العشبية. معللة السبب بأن وزنها انخفض بالرياضة والنظام الغذائي والتصميم والإرادة عندها. بعد أن استنزفت جيوبها على خلطات أعشاب التخسيس والكبسولات الدوائية المحلية.

الصحة تحذر وبشدة من التعاطي

رئيس قسم التفتيش الصيدلي في وزارة الصحة الفلسطينية بغزة الدكتور رياض السقا، حذر المواطنين من تعاطي الأدوية بكافة أنواعها دون أن يكون على العبوة التركيبة الدوائية وتحمل رقم تسجيل من وزارة الصحة. كاشفاً بأن الوزارة أغلقت نحو 20 صيدلية لأسباب مختلفة من بينها صيادلة يجهزون كبسولات وأدوية بدون إذن من الوزارة وبشكل عشوائي. موضحاً أنهم يستخدمون أعشاباً خطيرة جداً على صحة المواطن في تركيبات دوائية عشوائية وبأسعار مرتفعة ويقبل عليها الناس وخاصة الذين لديهم حساسية مفرطة من الوزن.

(الزوايدة) قطعة من فرنسا وايطاليا

وكشف الدكتور السقا بأن وزارة الصحة ضبطت وكراً لتصنيع نحو 40 صنفاً من الأدوية في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، ويكتب على الأدوية (صنع في فرنسا) أو (صنع في إيطاليا)، وهي في حقيقة الأمر صنعت في الزوايدة، وتم إحالة صاحب المصنع إلى النائب العام.

وبينّ الدكتور السقا، بأن بعض الصيادلة يقومون بتحضير أدوية ويضيفون عليها أعشاباً تحتوي على مادة (سبتراميل) وهي ضارة جداً لصحة الإنسان وخاصة للقلب وممنوعة عالمياً. بالإضافة إلى أن الكثير من الكريمات للبشرة تصنع بشكل عشوائي من قبل التجار، والبعض يقوم بتزييف مكان المنتج وكل هذا لتحقيق الربح المادي.

شروط المسموح تعاطيه

وأوضح السقا، أن الخلط العشوائي ممنوع .. ويجب أن تكون العبوة أو كبسولة الدواء معلومة المنشأ، وتحمل رقم تسجيل من وزارة الصحة، والتركيبة الدوائية. كي يتعاطاها المريض، وإن لم تكن هذه البيانات متوفرة على أي شريط دواء أو عبوة فهي تمثل خطراً على صحة المواطن من جهة، واستنزافاً لجيبه من جهة أخرى.

وأوضح أن وزارة الصحة صادرت الكثير من الأدوية من الصيدليات.

الصيدليات ومراكز تخسيس الوزن

وأوضح أن المشكلة لا تقتصر على الصيدليات فحسب، وإنما على مراكز التخسيس، وعلى الصورة الذهنية لدى الناس بان الأعشاب تساعد على تخسيس الوزن. مؤكداً أن هناك أعشاب ضارة وليست آمنة.

دجالون ونصابون دخلوا على الخط

وفي السياق ذاته، أكد خبير الأعشاب "علاء عايش"، وصاحب مركز السلام للأعشاب بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، أن هناك دخلاء على مهنة الأعشاب، والبعض منهم محترفون في النصب ويقومون بتحضير خلطات من الأعشاب ويبيعونها بالعملة الصعبة "الدولار" وهي زهيدة الثمن في الأصل. وأوضح أن هؤلاء أثروا سلباً على سوق الأعشاب. ودعا الهيئات الرقابية في الحكومة للتفريق بين أصحاب الخبرة والدخلاء على المهنة.

وأكد أن العطارين لا علاقة لهم بتركيب العلاج الكيميائي بالأعشاب، لان عملهم فقط هو في الأعشاب والمسموح به من قبل وزارة الصحة ووزارة الاقتصاد. وان من يعمل خلاف ذلك يكون عرضة للمساءلة والملاحقة القانونية.

وأشاد عايش، بالرقابة من قبل دائرة الطب الوقائي ووزارة الاقتصاد، مثمناً خطواتهم في ملاحقة الخارجين عن القانون في سوق العطارين والعلاج بالأعشاب.

السوق السوداء

وتعتبر الأدوية التي يتم تركيبها وإنتاجها بشكل سري في الصيدليات ومراكز التخسيس وغيرها للهروب من رقابة وزارة الصحة تمثل خطراً كبيراً على صحة الإنسان، لأنها تروج في السوق السوداء بعيداً عن الرقابة، وما الإغراءات التي يروجها المصنعون إلا أكاذيب تستهدف الربح المادي، كون هذه الأدوية تركب بطريقة غير علمية.

وتقوم دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد بغزة بجهد في رقابة العطارين "العشابين" في الأسواق وتفتش بشكل دوري على الأعشاب وأنواعها وهل هي صالحة للاستهلاك أم لا.

من جهته أكد م. عبدالفتاح الزريعي مدير عام حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد بغزة، أن الوزارة تقوم بحملات تفتيش عن الكثير من القطاعات من بينها قطاع "العطارين" وفي حال الشك في أي حالة عند أي عطار  يتم التواصل مع وزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، موضحاً أن الوزارة أتلفت كميات كبيرة عند عطارين لمنتجات مجهولة (مجهولة المصدر والتركيب).

ولفت الزريعي أن الوزارة تشترط على العطارين الحصول على تراخيص من جهات الاختصاص، ومن لم يحصل على هذه التراخيص لا يمكن الوثوق به، مشيراً إلى أن الأعشاب  كلما  كانت حديثة كانت أفضل لصحة الإنسان.

وينصح بان يطلع المواطن حين إقدامه على شراء الأعشاب التأكد من العبوات وتاريخ الصلاحية.

 


سوق الاعشاب

خبير الاعشاب علاء عايش يشيد برقابة وزارة الاقتصاد لمحلات العطارة
سوق الاعشاب

منتجات محل علاء عايش وفقاً للمعايير التي وضعتها وزارة الاقتصاد "دائرة حماية المستهلك"
سوق الاعشاب

منتجات وفقاً للمعايير التي وضعتها وزارة الاقتصاد "دائرة حماية المستهلك"
سوق الاعشاب

منتجات وفقاً للمعايير التي وضعتها وزارة الاقتصاد "دائرة حماية المستهلك"
سوق الاعشاب

منتجات وفقاً للمعايير التي وضعتها وزارة الاقتصاد "دائرة حماية المستهلك"
سوق الاعشاب

منتجات وفقاً للمعايير التي وضعتها وزارة الاقتصاد "دائرة حماية المستهلك"
سوق الاعشاب

 منتجات وفقاً للمعايير التي وضعتها وزارة الاقتصاد "دائرة حماية المستهلك"