خبر ما هو خيرٌ لنا -يديعوت

الساعة 09:15 ص|21 ابريل 2013

ما هو خيرٌ لنا -يديعوت

بقلم: جلعاد شارون

        إن بشار الاسد هو قاتل ابن قاتل ومستبد بغيض. لكنه اذا سقط فانه يتبين أن ليست الأخت تريزا هي التي ستحل محله، فالذي سيحل محل الاسد لن يكون أفضل منه.

        لا يهم ماذا تكون نتائج الحرب الداخلية في سوريا، فالطرف الذي سيكون المنتصر سيذبح أبناء المعسكر الثاني واذا لم يكن حسم فسيذبح الطرفان بعضهم بعضا. ليس في سوريا حرب أبناء النور لأبناء الظلام فكلهم هناك أبناء الظلام. وإن عشرات آلاف الضحايا هم تذكير محزن بالوحشية التي جاءت على نحو طبيعي جدا في منطقتنا وبحقيقة أنه لا أحد في هذا العالم يهمه الامر.

        ولما كان يبدو أنه لا فرق كبير بين الطرفين فان الشيء الوحيد الذي يجب ان يعنينا هو ما هو الخير لنا؟ من المهم لنا الحفاظ على هضبة الجولان وان تكون الحدود هادئة وألا يضغط العالم علينا لأجل التنازل. فمن الذي يُلبي هذه المطالب؟ ومن هو الأكثر ملاءمة للمنصب من مستبد ضعيف لا شرعية له في العالم بعامة وفي العالم العربي بخاصة؟.

        ينبغي ألا يوجد سوء فهم، فليس عندي شيء من العطف على طبيب العيون الذي نسي قسَمَ أبو قراط. فهو يستحق القتل والاغتصاب اللذين هو مسؤول عنهما بقدر لا يقل عن الجميع، لكن الامر هو ان البديل ليس أنجح. فلن يكون المستبد البديل ايضا محبا لاسرائيل. ولهذا فان كل الحديث عندنا عن "مساعدة المتمردين" أو "لا نستطيع التنحي جانبا" ليس ذا شأن. واذا انتصر المتمردون وذبحوا العلويين أفلا نستطيع التنحي جانبا ايضا؟.

        يمكن ان تؤثر هذه الحرب فينا لكنها ليست حربنا. ولا يجوز لنا على أي حال من الاحوال ان نتدخل فيها وبخاصة لمصلحة من يمكن ان يجعل انتصارهم الحدود التي كانت هادئة اربعين سنة حدود ارهاب، ومن يمكن ان يجعل انتصارهم الطلب السوري الحصول على هضبة الجولان شرعيا في نظر العالم.

        قبل أكثر من سنتين حينما بدأت المعارك في سوريا، أعلن وزير الدفاع السابق اهود باراك ان الاسد يوشك ان يسقط في غضون "بضعة اسابيع". وحينما سمعته يقول ذلك علمت فورا انه ليس للاسد ما يقلقه الآن. فباراك يعرف جيراننا أقل مما يعرف جيرانه في البرج الفخم. وكان فرحه سابقا وغير مفهوم.

        كان رئيس الوزراء السابق اهود اولمرت هو الأخير الذي أعاد الاسد الى أسرة الشعوب بعد قتل رفيق الحريري. وقد فعل ذلك مقابل الحظوة الكبيرة بأن تلتقط له صورة مع مؤخرة الاسد في باريس. وبعد ذلك بوقت ما حينما بدأ الاسد يذبح أبناء بلده نُبذ من أسرة الشعوب مرة اخرى، لكن ستبقى لاولمرت الى الأبد الصورة مع المؤخرة الرئاسية.

        واذا كنا نتحدث عن المؤخرة فان رد – أو عدم رد – اعضاء الكنيست من الاحزاب العربية على ما يجري في سوريا يثير العناية بصورة مميزة. وأنا أتذكر قولا لبعضهم زعم ان كونك يهوديا في سوريا أفضل من كونك عربيا في اسرائيل. واذا كان يجب علي أن أُعرّف علاقتهم بالاسد قبل نشوب المعارك في سوريا فان لحس مؤخرته سيكون أدق تعريف. كما لحسوا للقذافي قبل ان يسقط في زيارتهم المخزية لليبيا. ويمكن ان نقول على نحو عام انه يوجد شيئان ضروريان لهم كي يلحسوا وفورا، الاول مستبد يكره اسرائيل والثاني مؤخرة ذلك المستبد.

        ليشتغل السوريون بشؤونهم لأنه اذا سقط مستبدهم فلن نذرف الدموع، لكن لن يكون عندنا داع كبير للفرح ايضا.