خبر خالد مشعل والمشروع الوطني.. تحديات المرحلة والاستجابة المطلوبة.. أحمد يوسف

الساعة 07:31 م|20 ابريل 2013

تشهد ساحتنا الإسلامية لغطاً كثيراً حول العديد من المفاهيم المتعلقة بالرؤية السياسية، وجوهر العلاقة الوطنية والطريق لإنجاز مشروع التحرير والعودة، وكذلك في النظر لخصوصيات العلاقة العربية والإسلامية، وإلى فهم طبيعة العلاقة مع المجتمع الدولي وكيفية التعامل معه.

لا شك أن هناك لبساً وعدم وضوح – أحياناً – فيما نعتبره قضايا استراتيجية وثوابت وطنية، حيث تظهر تصريحات مختلفة أو متناقضة يلتبس على البعض فهمها والتسليم بها.

ولذلك، فإن وضوح الرؤية والأهداف في استراتيجية أي حركة هو مؤشر على صحة النهج وسلامة الخطى باتجاه بلوغ الغايات.. وفيما يتعلق بحركة حماس وبالأخ خالد مشعل فإن متطلبات المرحلة توجب أن يكون المسار هو السير على خريطة واضحة المعالم، وبخطى واثقة، كمن يمشي "سوياً على صراط مستقيم".

إن حركة حماس في سياق مراجعاتها الداخلية ستعمل على الظهور بروحٍ جديدة وحيوية وثابة لاستعادة زخم حضورها بالشارع، والذي لا يخفى على أحدٍ أنه شهد بعض التراجع، وخاصة في قطاع غزة، نتيجة للصراعات التي أخذت شكلاً من أشكال المواجهة الدامية، وأدت لحدوث انقسامات واستقطابات مجتمعية، أسهمت في تآكل بريق نسيجنا الاجتماعي، وإذهاب عافية الحماس والحيوية التي كانت عنواناً لأصرة القوة التي تجمعنا في وجه المحتل الغاصب .

سنتناول فيما نقدمه – هنا - من أفكار انتخابات حركة حماس، وانعكاسات فوز الأخ خالد مشعل وبصماته على رؤية الحركة في المرحلة القادمة.. إضافة إلى بعض النصائح لإخواننا في الحركة في هذا الوقت الذي يجتمع فيه أعضاء المكتب السياسي بالدوحة لتوزيع الحقائب والملفات واعتماد البرنامج الحركي للمرحلة القادمة.

أولاً) الفوز في الانتخابات

بعد انتهاء انتخابات المكتب السياسي لحركة حماس بالقاهرة في الأول من إبريل 2013، وفوز الأخ خالد مشعل (أبو الوليد) بقيادة الحركة لأربع سنوات قادمة، فإن أسئلة كثيرة يطرحها هذا الفوز من حيث الدلالة والرؤية والبرنامج والعلاقة مع السلطة وفصائل العمل الوطني الفلسطيني وكذلك النظرة لأبعاد العلاقات الاقليمية والدولية.

لاشك أن الشهور التي سبقت هذه الجولة الأخيرة من الانتخابات في القاهرة أثارت الكثير من التساؤلات والشكوك حول وجود خلافات داخل الحركة، الأمر الذي ترتب عليه تكرار عمليات التأجيل، والتي أخذت مساحة زمنية تجاوزت الثماني شهور، تكاثرت فيها الادعاءات والتفسيرات والأقاويل، حتى وصلنا إلى حالة من التندر بالقول: "تُرى متى يظهر الدخان الأبيض؟!" في عملية محاكاة للوضعية التي يتم فيها اختيار "بابا الفاتيكان" في روما.

في الحقيقة، ما تناولته الكثير من وسائل الإعلام حول الصراع الداخلي والموقف من الأخ أبو الوليد ليس - على اطلاقه - صحيح.. نعم؛ كانت هناك حوارات موسعة داخل الحركة حول أهمية التجديد، وخاصة بعدما أعلن الأخ أبو الوليد عن عدم رغبته في الترشح لمنصب الرجل الأول في الحركة.

تدخل الكثير من الوسطاء لإقناع الأخ أبو الوليد بأن المرحلة تتطلب استمرار النهج الذي بدأه، وتثبيت العلاقات التي أرسى أُسسها في محيطه العربي والإسلامي، وكذلك ما انجزه من اتفاقات على طريق تحقيق المصالحة الفلسطينية والعمل على انهاء الانقسام بين فتح وحماس، وحالة الانسجام والحميمية في العلاقة التي تمَّ تطويرها مع الأخ الرئيس محمود عباس.. لقد كان ردُّ الأخ أبو الوليد لجميع من ناشدوه هو التمنع والرفض، رغبة في إعطاء الفرصة لدم جديد وقيادة جديدة.

وجاءت أحداث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد عملية اغتيال أحمد الجعبري؛ القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، والرد القوي لحركة حماس في اليوم التالي، والصمود البطولي الذي أظهرته المقاومة، وقدرتها على الرد - بجراءة – بإطلاق صواريخ (فجر 5 - M75) التي طالت القدس وتل أبيب، بعد إسيدروت وعسقلان.

في الحقيقة، لقد انتشى القطاع بنشوة النصر، وتحركت الضفة الغربية منتفضة بروح جديدة ومعنويات عالية.. هذه المشاهد – بدون شك – دفعت الأخ أبو الوليد ليعيد حساباته فيما يتعلق بمسألة عدم الترشح، والقيام بزيارته التاريخية إلى القطاع، والمشاركة في احتفالية حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الخامسة والعشرين.

كانت الحفاوة التي لقيها الأخ أبو الوليد في غزة بالغة الأثر والتأثير، وأدت إلى تهييج مكنون العاطفة، وارتفاع منسوب حبه وتعلقه بشعبه ووطنه، وهي كانت  بالتأكيد – إضافة لما تقدم - الدافع القوي وراء إعادته النظر في موضوع عدم الترشح.

في الواقع، كانت الانتقادات التي تعرض لها الأخ أبو الوليد بسبب بعض تصريحاته ومواقفه السياسية قاسية، ومتواترة على ألسنة العديد من إخوانه في الداخل والخارج، حيث كانت جُرأته في اتخاذ بعض القرارات السياسية - مثل إعلان الدوحة - مثيرة لحفيظة البعض عليه، واستهدافه بلغة إعلامية تجرح من مكانته كرئيس للمكتب السياسي للحركة، وهو أسلوب – كان حتى تلك اللحظة - غير معهود في إطاراتنا الحركية.

الآن، وقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وعاد الأخ أبو الوليد لتصدر مشهد القيادة للمكتب السياسي (Politburo) فإن السؤال الذي يدور على ألسنة الجميع هو: ما الجديد الذي يحمله في جعبته؟ ملفات كثيرة بانتظاره، وهي تستدعي إحاطة شاملة بها، وتتطلب اجابات سريعة لها.

لقاءات للتناصح وتبادل الرأي

خلال زياراتنا المتكررة للخارج، التقينا الأخ أبو الوليد في دمشق والقاهرة والدوحة، وقد تحدثنا معه حول ضرورات تحديث لغتنا السياسية ونظرتنا لشركائنا في الوطن من فصائل العمل الوطني، كما أن ثقافتنا الحزبية بحاجة إلى الكثير من المراجعات، حيث طغت لدى البعض حسابات التنظيم على الحس الوطني، وتغولت مفردات "الأنا الحمساوية" على ما تربينا عليه في أدبياتنا الإسلامية، وما فقهناه من كلمات الإمام حسن البنا – رحمه الله- في رسالة دعوتنا، حيث أشار قائلاً: "ونحب كذلك أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداءً لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمناً لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغناء".

لقد عبر لنا الأخ أبو الوليد – في أكثر من مرة - عن رغبته في تناول بعض الملفات التي تجري تفاصيلها على ألسنة الناس، وخلقت حالة من التشويش حول الحركة ورؤيتها السياسية جراء وجود اشكاليات تُظهر وكأن هناك تناقض بين ما اعتدنا أن ندعو إليه من مثاليات وفضائل إسلامية وما نمارسه من فقه الواقع في إدارتنا لشأن البلاد.!!

إن لديَّ - كما لغيري - بعض التحفظات على أداء ومواقف الأخ أبو الوليد، لكنيَّ - كما غيري - نحتفظ للرجل بنظرة تقدير واحترام عالية؛ فهو مستمع جيد وصاحب كاريزما، ولديه من حُسن الانصات وأدب الاختلاف ما يشجعك على إطالة الحوار معه، ويجعلك تجاريه وترتاح في التعامل معه.

لقد وعدنا الرجل أن يعمل على مراجعة وإصلاح الكثير مما يصل إليه من شكاوى وملاحظات حول بعض السلوكيات الفردية أو الاجتهادات الخاطئة التي تقع فيها جهات داخل الحركة أو الحكومة في غزة، والتي أخذت سبيلها إلى أعمدة الصحف والمجلات وصفحات "الفيس بوك" بشكل متسارع، كما طابت بالحديث عنها مجالس العائلات وتجمعات الفصائل والكتل الطلابية.

حماس في إطلالتها الجديدة: وعد بالوضوح والانفتاح

لقد أسعدني كثيراً بعض ما قرأت من أفكار للأخ أبو الوليد أخذت طريقها للنشر في وسائل الاعلام في الأيام والأسابيع الأخيرة، وهي تتناول بعض ما كنا نطلبه منه وننادي به.. ولعلي أشير - هنا - إلى بعض هذه المقابلات المطولة التي تتضمن رؤى استراتيجية لكل ما يحتاجه الشارع من ردود لأسئلته المشروعة والملحة حول نظرة حماس للصراع مع المحتل الغاصب وتوضيح رفضها القاطع للاعتراف به، وحول المقاومة وشرعيتها حسب القانون الدولي.

 ولعل من أبرز هذه المقابلات والحوارات المطولة ما نشرته صحيفة السبيل الأردنية على شكل دراسة تحت عنوان: "الفكر السياسي لحركة حماس: في حوار مع خالد مشعل", وصدر بمناسبة الذكرى الــ(25) لانطلاقة حماس, وتتضمن العديد من الأسئلة والإجابات حول فلسفة حماس ورؤيتها للتحرير، وعن الدور الفلسطيني والعربي والإسلامي والإنساني في معادلة التحرير, وعن مدى تأثر الرؤية بواقع الانقسام والتجزئة والتفكك الذي يهيمن على الواقع العربي, وعن نظرة حماس للمرأة ولدورها في ميدان المقاومة والسياسية, وكيف تنظر الحركة للمسيحيين, وهل تقاوم الإسرائيليين لأنهم يهود أو لكونهم محتلين, وحول جدلية العلاقة بين حماس والحركة الإسلامية العالمية؛ من يستفيد مِن مَن؟ ومن يخدم مَن؟ وأسئلة أخرى تتعلق بتجربة حماس الجهادية؛ وهل نجحت في تقديم نموذج خاص بموازاة مشاريع تعمل في الساحة الإسلامية وتستخدم القوم العسكرية؟ وكيف تنظم الحركة إلى مسألة التساهل في إراقة الدماء، وحول نظرة حماس لمنظمة التحرير كإطار مرجعي للشعب الفلسطيني؟ وهل تؤمن الحركة بالشراكة مع الآخرين, أم تسعى للهيمنة والتفرد؟ وما موقع العلاقات الدولية في فكرها وأولوياتها .. وأيضاً أسئلة تتعلق بملف المفاوضات وموقف حماس منها.

لقد كانت الاجابات مهمة لتوطين مفاهيم وقناعات موجودة في رأس الهرم السياسي للحركة, وهي بحاجة إلى إنزالها لقواعد الحركة وتأثيث ذهنية الكوادر برؤى وأفكار يتوجب على الجميع الأخذ بها، واعتمادها في لغة خطاب يتحقق معها الإجماع داخل صفوف الحركة، وقادرة على خلق وحدة فهم في المواقف بين الجميع.

ولعل الورقة التي قدمها الأخ أبو الوليد لمؤتمر "الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية" والذي عقده مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان: "الفكر السياسي لحركة حماس في ظل آخر التطورات", بتاريخ 28-29 نوفمبر 2012، تتضمن هي الأخرى الكثير من القضايا التي تستهدف ازالة اللبس والغموض، وتؤسس لوحدة إجماع فكرى تنهى التناقض الذي يظهر - أحيانا - في تصريحات بعض قيادات الحركة حول مجمل الأوضاع السياسية داخل ساحتنا الفلسطينية. أشار الأخ خالد مشعل في هذه الورقة بأن السلطة الفلسطينية هي واقع نريد إدارته بشراكة وطنية مع الآخرين، بما يخدم شعبنا ويخدم حقوقه ومشروعه التحرري وينسجم مع ثوابته الوطنية، مؤكداً على وحدة النظام السياسي الفلسطيني ومؤسساته، ووحدة مرجعيته الوطنية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، التي يتوجب إعادة بنائها على أسس صحيحة، لتضم جميع القوى الحركية والمكونات الفلسطينية.

وأكد الأخ خالد مشعل على أنه لا يمكن أن نقبل أن تكون غزة منفصلة عن الضفة الغربية، وقال: الضفة الغربية - بما فيها القدس - وقطاع غزة والأرض المحتلة عام 1948، أرض واحدة بكل جغرافيتها، إنها وحدة واحدة، لا ينفصل جزء منها عن الآخر، وهي بمجموعها وطن الشعب الفلسطيني. أما الوضع الحالي في قطاع غزة، والذي يتخوف منه البعض، فإنه حالة استثنائية فُرضت علينا، وليس وضعاً طبيعياً، ولا يمكن أن نقبل أن تكون غزة منفصلة عن الضفة، فقطاع غزة والضفة الغربية وحدة واحدة، وهما معاً جزء من الوطن الفلسطيني الكبير.

وشدد الأخ خالد مشعل على أن بناء المؤسسات والمرجعيات الوطنية الفلسطينية ينبغي أن يكون دائماً على أسس ديموقراطية، وفي مقدمتها الانتخابات الحرة النزيهة، المتكافئة الفرص، يضاف إليها مبدأ الشراكة والعمل الوطني الائتلافي، فلا يصح أن نكتفي بالانتخابات ثم يقوم البعض بإدارة القرار، بينما الباقي يتفرج أو يعارض، إن الشراكة يجب أن تكون في كل المراحل بصرف النظر عن نسب النجاح هنا أو هناك، مع التأكيد أن المعارضة حقّ مشروع للجميع، ومن الضروري أن تكون معارضة بناءة، وأن يحتكم الجميع إلى صناديق الاقتراع، وأن يحترموا إرادة الشعب، وأن يقبلوا بالتداول السلمي للسلطة، مع التذكير دائماً بحالنا الاستثنائي غير الطبيعي، حيث أننا ما زلنا نعيش تحت الاحتلال.

لا شك – كذلك - أن المقابلة التي أجرتها صحيفة القدس(المقدسية) مع الأخ أبو الوليد تناولت هي الأخرى حصيلة مطلوبة من الإجابات، التي تجعل الجميع في الصف الإسلامي يعتمد سياسة "التسديد والمقاربة" والبحث عن القواسم المشتركة في تعاملاتنا الفلسطينية ونظرتنا لمشروعنا الوطني.. في الحقيقة، كانت هناك الكثير من المواضيع المهمة التي تناولتها المقابلة, وتمَّ نشرها بتاريخ 11 فبراير2013، تحت عنوان: "خالد مشعل لـ القدس": حماس لا تقصي أحداً ونريد إنهاء الانقسام"، وقد تعددت خطوطها العريضة ببعض المنشيتات الفرعية مثل: "لا نتدخل في الشؤون الداخلية للأشقاء العرب.. "نرحب بزيارة أي مسئول لغزة ونعتبرها كسراً للحصار", "نريد رئاسة واحدة ومرجعية واحدة".. "المصالحة ضرورة وطنية".. "نرحب بالجهود الدولية لدعم الشعب الفلسطيني".. "نريد المصالحة رزمة واحدة وبمسارات متساوية".. "على العالم أن يحاسبنا على ما نفعل لا على ما نتهم به"... الخ.

وأخيراً ما اعتبر البعض وكأنه وثيقة بعنوان: "جولة في الفكر السياسي لحركة حماس" تمَّ نشرها في صحيفة فلسطين بتاريخ 16 أبريل 2013، واشتملت على الملفات التالية: المقاومة.. الاعتراف والتفاوض مع إسرائيل.. فلسفة حماس ورؤيتها للتحرير.. حدود الدور الفلسطيني والعربي والإسلامي في دعم القضية الفلسطينية.. رؤية الحركة للانقسام والتجزئة والتفكك الذي يهيمن على المنطقة.. نظرة حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية والشراكة في العمل الوطني.. مساحة المرونة والثوابت لدى الحركة.. والعلاقة بين حماس والحركة الإسلامية العالمية.

 في الواقع الذي نتطلع اليه ونرصد معه فضاءات ما هو قائم, فإن هذه المقابلات والدراسات تصلح أن تكون الناظم لرؤية حماس السياسية والاستراتيجية التي على هديها يتوجب على الجميع داخل التنظيم أن يحدد مواقفه وسلوكياته, فإذا كان الحديث عن المصالحة والشراكة السياسية مثلاً؛ فإن هذا يعني أننا جميعاً يجب أن نمارس علاقاتنا مع الأخر الوطني أو الإسلامي بروح ما يفرضه النص، أي العمل من أجل تعزيز وحدتنا الوطنية والتمكين لمشروعنا الوطني باصطفافنا خلف موقف سياسي واحد, وضمن فعاليات تجتمع فيها وعليها أيدي الجميع, وأن ينظر كل منّا للأخر بأنه "قُرّة عينٍ له" وأن ما بيننا من خلاف إنما هو "نَزغُ شيطانٍ" سنعمل جميعاً للتغلب عليه والتعافي منه من خلال تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام.

ملامح الرؤية السياسية

إن مراجعة سريعة لمتن هذه الحوارات والأوراق تجعلنا نقف على ملامح الرؤية التي يتحدث عنها الأخ خالد مشعل والتي هي الآن أحد أركان الاستراتيجية التي يراد تجسيدها في فكر وأدبيات حركة حماس للسنوات القادمة، وهي:

1) الشراكة السياسية في سياق تفاهمات وطنية، يجتمع على برنامجها السياسي الكل الوطني والإسلامي.

2) التوافق الوطني حول النقاط والمبادئ التي تشكل "القاسم المشترك" في المشروع الوطني الفلسطيني.

3) تعزيز التواصل مع العمق العربي والإسلامي، والتنسيق معه في كل خطوات التحرك على الساحتين الاقليمية والدولية.

4) الانفتاح على المجتمع الغربي، بكل مؤسساته الرسمية والمجتمعية، وتحريك جالياتنا العربية والإسلامية هناك للضغط على حكوماتها لتبني سياسات أكثر توازناً تجاه قضيتنا الفلسطينية.

5) اعتماد المقاومة بكافة أشكالها وكما أقرها القانون الدولي، بما في ذلك الكفاح المسلح وكافة أساليب المقاومة اللاعنفية.

6) الدفاع عن قضية الأسرى في المحافل الدولية، وحشد الدعم العربي والإسلامي لتفعيل قضيتهم عالمياً.

7) الابتعاد عن لغة التحريض والتشهير الفصائلي، والتنديد بأساليب الاتهام بالعمالة والخيانة.

8) الحرص على إظهار الحس الوطني وتضحيات كوادر العمل الوطني والإسلامي وإبراز ذلك عبر أدبياتنا السياسية والفكرية.

9) العمل على توحيد قوى المقاومة ميدانياً في إطار رؤية سياسية جامعة.

10) التأكيد على وحدة الوطن والعمل على سرعة انهاء الانقسام، لقطع الطريق أمام المحتل من قتل الخيارات السياسة المتاحة للحل.

وختاماً.. الدين النصيحة

إلى أخي أبو الوليد وكل إخواني أعضاء المكتب السياسي عاطر التحية والسلام.. إن من باب ما تعلمناه في ديننا من واجب إسداء النصيحة، وما نفهمه من مقولة "أشيروا علىَّ أيها الناس.."، أقول لهم جميعاً - هم وإخواننا في حركة فتح وباقي فصائل العمل الوطني والإسلامي - إن الوطن أمانة في أعناقكم جميعاً، وأن الشعب ينتظر منكم سرعة تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام، وأن نقول في بعضنا خيراً، بعيداً عن الاتهامات التي لم تُبق داخل صفوفنا – للأسف - شخصية يمكن وصفها بالوطنية، والتي يمكن أن يجتمع عليها الناس.

أتمنى أن يسود حديثنا السياسي اللغة التي تجمع ولا تفرق، وأن نشرع في أدبياتنا التنظيمية التأكيد على النصف المملوء من الكأس في علاقاتنا الوطنية، حتى تسود المحبة ويتعاظم التآخي والتوافق على فصل الخطاب.