أزمة الغاز تتواصل

تقرير غاز الطهي ينفذ من غزة !

الساعة 09:07 ص|20 ابريل 2013

غزة (خاص)

"في الدقائق الأولى لسقوط أشعة الشمس على الأرض .. رن جرس المنبه ليعلن لمحمد عن بدء يومٍ جديد ليسترزق من خير الله عز وجل .. استيقظ محمد وزوجته طالباً منها أن تُعد الفطور لكي يذهب للعمل .. وبعد دقائق معدودة تفاجأ محمد بعودة زوجته وهي حزينة بعض الشيء فيسألها ما بالك .. وتجيبه بنبرة من الحزن لا يوجد غاز في البيت كي أُعد لك الفطور والكهرباء قاطعة .. فأجابها :"لا تحزني نحن ما زلنا نعيش في غزة ، راح أفطر بالشغل اليوم بعين الله".

غادر "محمد" المنزل على غير عادته "مهموماً ، متعباً ، مرهقاً ، يشعر بالملل" كيف لا وهو لم يتناول كعادته إفطاره في البيت مع زوجته ، وفور وصوله إلى مكتبه جاءه زميله ليسأله .. ما بالك يا محمد اليوم لست طبيعياً؟، .. أجاب قائلاً :"لم أتناول الإفطار اليوم لانقطاع الغاز في بيتي ولا أعرف أي المحطات بها غاز كي أذهب مباشرة إليها"، تنهد زميله وقال :"أنا أيضاً أعاني من أزمة الغاز فلا أعرف كيف سأتناول طعام الغداء اليوم بدون الغاز وربما أعود للمنزل أجد أمي ذات السبعين من العمر تطهو على الحطب".

إذا هذا هو حال الغزيين اليوم ، بعد أن شعروا  بالأزمة الخانقة "للغاز" التي يعاني منها قطاع غزة ، فالبيوت خالية من اسطوانات الغاز إلا ما ندر (أصحاب المحطات والمسئولين الكبار)، والموزعون لا يرغبون في دق بيوت المواطنين خوفاً من أن يسألوه ماذا فعلت بالأسطوانة التي أعطيناك إياها منذ شهر؟؟.

المواطن "محمد" البالغ من العمر ستة وعشرون عاماً قال لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية، :"عندي ثلاث أسطوانات غاز ..، (واحدة لفرش الغاز وثانية للفرن وثالثة احتياطية) منذ حدوث الأزمة حاولت كثيراً التقليل من استخدام الغاز وبحمد الله نجحت حيث كنت استخدم المدفئة الكهربائية بإعداد الإفطار "وأنا من الملتزمين بدفع الكهرباء".

وأضاف ، :"اليوم لا يوجد في بيتي قطرة غاز وكافة أسطواناتي مع الموزع .. وعندما أسأله ماذا فعلت بها يقول نفس الديباجة لا يوجد غاز والمحطة لم تملئ أي أسطوانة".

بتمنى أن لا أعود للزمن القديم

أما المواطنة أم أحمد فقالت لمراسل فلسطين اليوم الإخبارية"، :"ما في عندي غاز بالبيت وكل ما بدي أطهو الطعام (طعام الغداء) أذهب لبيت سلفي لعدم توفر أسطوانة غاز في بيته ، مؤكدة أنها ستطهو في الأيام القادمة إذا انتهى الغاز عند سلفها على الحطب وستعود للزمن القديم برائحة الزمن الحديث بكل ما يحمله من معاناة وآلام.

وأشارت إلى أنها دفعت أطفالها إلى جمع الحطب من الشوارع والاستعداد للطبخ على نار الحطب رغم الضرر الذي قد تصيبها وأولادها منها .. مستذكرة منذ بداية الأزمة قبل عدة أعوام وانقطاع الغاز من البلاد حيث توجه الجميع لنار الحطب حيث أصبت بعدة حروق بيدي كما أصيب أطفالي بالنيران وقد حدثت بعض المشاكل مع أطفالي وأطفال الجيران بسبب الخشب، متمنية أن لا تعود إلى الزمن القديم برائحة الزمن الحديث".

رفض الحديث

أما الموزع أبو هاني من سكان الشجاعية يجلس على كرسيه أمام منزله ويضع يده على خده وينظر للأعداد المتوافدة من المواطنين إلى منزله يسألوه ماذا فعلت بأسطوانات الغاز؟، فيجيبهم بكل هدوء الأسطوانات في المحطة وتنتظر دخول الغاز!!.

وعند اقتراب مراسلنا إلى الموزع أبو هاني رفض الحديث وقال :"أنا بدي بس تتصل على المسئولين وتحكيلهم متى راح يدبروا حالهم ويدخلوا كميات تكفي الناس علشان نعيش زي العالم؟؟".