خبر وتسكت اسرائيل.. هآرتس

الساعة 09:29 ص|19 ابريل 2013

بقلم: أرييه إلداد

(المضمون: استهجان سكوت اسرائيل عن الاتفاق الذي تم بين الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني أبو مازن حول تقاسم السلطة في القدس - المصدر).

وقف يهودي أمام أبراج عزرئيلي متأثرا. فتقدم منه أحدهم وعرض عليه ان يشتريها بثمن زهيد، بعشرة ملايين. وطلب المتأثر قلما ووقع العقد وودع أحدهما الآخر مصافحا. وتقدم صديق كان يقف جانبا ليتبين ما الذي حدث لأن من الواضح أن المباني ليست له وأنت لا تملك عشرة ملايين فلماذا كل ذلك؟ أفليس القلم شيئا؟ سأله المشتري السعيد.

تذكرت هذه الصفقة الهاذية حينما سمعت انه تم في نهاية آذار التوقيع على اتفاق بين أبو مازن والملك عبد الله من الاردن على "الاماكن المقدسة" في القدس. واعتمد الاتفاق على "تواصل ولاية الأسرة المالكة الهاشمية للمسجد الاقصى منذ ايام الشريف حسين في 1924" وهي ولاية أورثها لأبنائه. واعتمد الاتفاق ايضا على "كون م.ت.ف الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني الذي يتجلى حقه في تقرير مصيره بتحقيق الدولة الفلسطينية التي تشتمل مساحتها على المسجد الاقصى".

بعد ان أعلن الملك حسين في 1988 "فك الارتباط بين الاردن والضفة الغربية ما عدا الاماكن المقدسة في القدس"، أعلنت حكومة الاردن في الثامن والعشرين من تموز 1994، أعلنت "دورها المميز فيما يتعلق بالاماكن المقدسة في القدس". وفي ضوء كل ذلك يلتزم الملك عبد الله بأن يحافظ ويحترم ويُمكّن ويضمن ويُدير ويُمثل ويراقب ويُطعم ويعول ويُجلّ. ويعترف أبو مازن باسم "الدولة" الفلسطينية بحقوق عبد الله هذه ويعلن حقه هو في السيادة على "دولة فلسطين" كلها مشتملة على القدس.

هذا مؤثر. لكن عندي عدد من الملاحظات في هامش الصفقة:

أ. أعلن "الشريف حسين بن علي" نفسه في 1924 ملكا للحجاز والعرب جميعا وخليفة – وطرده آل سعود في خزي فورا فهرب في البداية الى قبرص فوجد ملاذا عند ابنه عبد الله الذي ملّكه الاستعمار البريطاني شرقي الاردن. ومات بلا لقب في 1931. ولم يكن له أية منزلة في القدس في ايام الانتداب البريطاني ولهذا لم يكن يستطيع "أن يورث" هذه المنزلة لأحد.

ب. إن المملكة الهاشمية في الاردن هي آخر بقايا الاستعمار البريطاني في الشرق الاوسط. وهي نتاج خيانة بريطانيا بتصريح بلفور ونقض وعد عصبة الامم بأن تمنح بريطانيا الانتداب على ارض اسرائيل لانشاء وطن قومي للشعب اليهودي. في 1922 اقتطع البريطانيون ثلاثة أرباع هذه المساحة وسلموها الى عبد الله، الذي كان يحكم اراضي يهودا والسامرة وشرقي القدس بقوة احتلال عسكري منذ 1948 و"ضم" المنطقة (ولم تعترف بذلك سوى بريطانيا والباكستان والعراق). وفقد حسين حفيده "الضفة الغربية" بعد ان هُزم في حرب الايام الستة.

ج. إن نحوا من 75 في المائة من مواطني الاردن "فلسطينيون". ويمتد الاردن على 75 في المائة من مساحة "فلسطين" الانتدابية ولهذا كما قال الملك حسين فان: "الاردن هو فلسطين وفلسطين هي الاردن وكل من يزعم خلاف ذلك خائن".

د. لا توجد "دولة فلسطينية" ولن تقوم أبدا غربي الاردن. وزال نفاذ "رئاسة" أبو مازن للسلطة الفلسطينية قبل ثلاث سنوات وهو لا يُجري انتخابات لأنه يعلم ان حماس ستفوز.

وعلى ذلك فان غير المالك "يعترف بحق" ملك اجنبي في القدس وجبل الهيكل كما هي الحال حقا في صفقة عزرئيلي.

لكن أين القلم؟ وما الذي ربحاه مع كل ذلك؟ ربحا صمت دولة اسرائيل. وموافقتها الصامتة على اعلان الحقوق الداحضة هذا بين المعطي والآخذ. وبعد ان احتفلنا بمرور 65 على استقلالنا ينبغي ان نسأل ما معناه اذا لم تكن الدولة قادرة على الاصرار على سيادتها على القدس وأقدس مكان للشعب اليهودي.