خبر مؤرخ فلسطيني: من أراد مطالعة أحداث مجزرة « قانا » يتفحص معاناة « أسرانا »

الساعة 01:42 م|18 ابريل 2013

غزة (خاص)

 في ذكرى مجزرة "قانا" الإجرامية والتي حصدت أيدي عصابات جيش الاحتلال الإسرائيلي أرواح أكثر من مئة وستة شهداء من بينهم عشرات الأطفال والنساء، وهدم آلاف المساكن، واعتقال مئات المواطنين، لازالت الأيادي الصهيونية الآثمة لا تتوقف عن مسلسل المجازر التي باتت تزداد عنصرية وقمعاً وقتلاً وفتكاً في أجساد الأطفال والشيوخ.

ففي ذكرى المجزرة .. لا تزال  قوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في عدوانها الآثم على الأسرى الفلسطينيين العزل في سجونها، ضاربة بذلك جميع العهود والمواثيق الأممية والدولية عرض الحائط، ليقبع الأسرى في صورة يندى لها جبين الإنسانية لتكتب بالتاريخ بحق "مجزرةُ الأسرى".

ويصادف يوم غداً ذكرى مجزرة قانا الأليمة التي خلّفت في الأذهان صورا وحشية لن يمحوها مرور الزمن (1996).

الكاتب والمؤرخ الفلسطيني أ. سامي الحطاب أكد أن المجزرة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين باتت تضاهي إجرامهم في مجزرة "قانا"، علاوة على أن معاناة الأسرى جديرة بان تكتب ضمن "جرائم ضد الإنسانية".

وأعتبر الحطاب أن "معاناة الأسرى" في السجون الإسرائيلية بمثابة كتاب يؤرخ ويسرد تفاصيل مجزرة "قانا".

وأوضح المؤرخ لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن مجزرة قانا كانت ولا تزال من أكثر المجازر إيلاماً للفلسطينيين ومهدت لمجازر أخرى وصولاً إلى المجازر الحديثة والتي كان آخرها مجزرة "غزة 2009" ومجزرة "غزة 2011" وليس انتهاء بالمجزرة بحق الأسرى.

وروى الحطاب أحداث مروعة حول مجزرة "قانا" من أبرزها حالة الفتك الصهيوني ضد النساء والأطفال والرجال العزل الذين كانوا في حماية قوة تتبع "الأمم المتحدة"، والذين لم ترحمهم مدفعية الاحتلال من دك مخيم "الفيجية" لتنتج عن ذلك مجزرة أليمة تكتب في التاريخ، علاوة على وصول صداها بسبب قوة الفتك والإجرام الإسرائيلي بحقهم.    

وذكر الحطاب كيف أن العالم لم يستطع آنذاك إدانة أو استنكار المجزرة الحاصلة بسبب "الفيتو" الأمريكي الذي صب إلى جانب الكيان.

 وقال :"كيان الاحتلال لا يستطيع العيش إلا على الدماء والأشلاء والألغام، لأنه منبوذ من جميع الاتجاهات في كافة الأماكن، لذلك يسعى لردع تلك الحالة عبر مجازر غاشمة تقتل الحجر والبشر والشجر، وهو غريزة متأصلة في الوجود اليهودي منذ قدم الزمان".

وأضاف الحطاب "الكيان أذاق الشعب الفلسطيني الويلات تلو الويلات وانتقل بهم من مجزرة إلى أخرى فمن مجزرة عام 1948م إلى دير ياسين إلى قانا ومن بعدها مجزرة الأحد في الداخل عند قتل العمال الأبرياء، ومن ثم مجزرة خانيونس الشجاعية وحرب غزة 2009 و2011 وسيرتكب مجدداً مجازر جديدة امتدادا لتاريخه الأسود".

وأشار أن "اسرائيل" لا تلتف في مجازرها إلى القوانين والمواثيق والعهود الدولية والأممية بل تضرب جميع تلك المواد في عرض الحائط وتستهدف كل "إنسان" بغض النظر عن جنسه ولونه وعرقه.

ولفت الحطاب إلى أن الطريقة المثلى لمجابهة تلك المجازر والطريق الأمثل لوقفها لا يكون إلا عبر "مقاومة عنيدة" تردع الكيان، لان بني يهود لا يفهمون سوى لغة القوة والعنفوان.