خبر ليس قولا حكيما على نحو خاص- معاريف

الساعة 08:49 ص|18 ابريل 2013

بقلم: أمنون لورد

        (المضمون: حتى في حل الدولة الواحدة سيكون الفلسطينيون مطالبون باجراء مفاوضات مع قيادتهم الوطنية، وهذه ليست خطوة بسيطة من توطين المنطقة تحت علم أزرق – أبيض ومنح المواطنة بالتدريج لعموم السكان. ومثل اليوم، ستترافق المفاوضات وصراعات في كل الابعاد المعروفة - المصدر).

        بعد يومين من المذبحة في معالوت في 17 ايار 1974 بعث مسؤول كبير في السفارة الامريكية في بيروت بتقرير عن لقائه مع مسؤول كبير في م.ت.ف كان مقربا من ياسر عرفات، شفيق الحوت. وانكشفت البرقية قبل نحو اسبوعين في موقع "ويكليكس" في اطار جملة اخرى من الوثائق المتعلق بوزير الخارجية الاسبق هنري كيسنجر. وقال الحوت في حينه للامريكيين انه "قبل (المذبحة) في معالوت كان نايف حواتمة في مشاكل وفقد نفوذه وذلك لانه أيد فكرة عرفات لاقامة "سلطة وطنية فلسطينية"". وهذه عمليا، بداية فكرة السلطة كما نعرفها منذ اتفاق اوسلو.

        الفلسطينيون الذين تطلعوا الى اقامة دولة على كل اراضي بلاد اسرائيل دحرجوا ابتداء من العام 1974 الفكرة التي تقول انه كحل مرحلي تقام "سلطة وطنية" بدلا من "دولة" وتسيطر على كل أرض "تحرر من الاحتلال الاسرائيلي". مرت نحو 20 سنة الى أن تحققت الفكرة، والسلام لم يخرج من هذا، ولكن للفلسطينيين توجد سلطة وطنية، حكم ذاتي. وهو واسع وشامل كلما كان السلام على الارض اعمق وأكثر استقرارا. يمكن الادعاء تجاه جون كيري بانه اذا استغرق 20 سنة حتى اقامة السلطة الهزيلة في مناطق غزة والضفة، فقد تمر ايضا 40 سنة الى أن تقوم دولة فلسطينية على ذات الارض، او ربما حتى في اراض اخرى – ليس غربي الخط الاخضر.

        كما يمكن الادعاء بان توقع كيري بشأن اغلاق نافذة الفرص لاقامة دولة فلسطينية في غضون سنتين هو توقع متفائل: ففي دوائر مختلفة في الاتحاد الاوروبي، في وزارة الخارجية السويدية مثلا، يعتقدون منذ بضع سنوات بان "حل الدولتين للشعبين صفي. ويواصلون هناك القيام بحركات الدولتين، ولكن بالاساس كرافعة للضغوط والتهديدات على اسرائيل. ليس لانهم يؤمنون بان هذا ممكن.

        التفكير لدى الاوروبيين وكذا في اوساط القيادة الفلسطينية هو أنه كونه اعترفت الامم المتحدة حسب فهمهم بدولة فلسطينية وهي قائمة، فان المسألة الوحيدة هي طي اسرائيل الى حدود اعترف بها ظاهرا في الامم المتحدة. ويحتمل أن يكون هذا ما يقصده الوزير كيري. الولايات المتحدة تمنح مدة اخرى لسنتين لتقسيم متفق عليه. وبعد ذلك يوجد خطر في أن تسمح للقوى الدولية بالعمل على تحقيق قرار الامم المتحدة. مثل هذه الخطوة ترمي الى دفع اسرائيل نحو حسم يؤدي الى فك ارتباط رقم 2.

        وكان ايهود باراك ألمح مؤخرا بالحاجة الى تنفيذ خطوات من طرف واحد ولعله قصد هذا. خطوة انسحاب من طرف واحد الى خطوط نقررها نحن تبدو غير واقعية في الحكومة الحالية. اما قول جون كيري فلا يبدو حكيما على نحو خاص. فهو يشجع ابو مازن على مد الزمن. والامر الاصح من ناحية الولايات المتحدة واسرائيل هو الوصول الى توافق بينهما – في صيغة تلك المبادىء التي تشكل بنية اقليمية وديمغرافية للحل. يبدو أن في هذا الموضوع، المشاكل مع ادارة اوباما بقيت كما كانت قبل الزيارة الناجحة قبل شهر.

        موعد نفاد المفعول الذي قرره كيري لا يخلق وضعا جديدا. فالسلطة الفلسطينية لن تذهب الى اي مكان بعد سنتين. كما أنه حتى في حل الدولة الواحدة سيكون الفلسطينيون مطالبون باجراء مفاوضات مع قيادتهم الوطنية، وهذه ليست خطوة بسيطة من توطين المنطقة تحت علم أزرق – أبيض ومنح المواطنة بالتدريج لعموم السكان. ومثل اليوم، ستترافق المفاوضات وصراعات في كل الابعاد المعروفة.