خبر ينبغي انقاذ وزارة الخارجية -هآرتس

الساعة 10:36 ص|17 ابريل 2013

ينبغي انقاذ وزارة الخارجية -هآرتس

بقلم: شلومو أفنيري

        (المضمون: اقتراح ان يُعين يوفال شتاينيتس وزيرا للخارجية في اسرائيل أو نائبا لوزير الخارجية كي لا تبقى اسرائيل من غير وزير خارجية - المصدر).

        كانت أمور مشابهة في الماضي. فقد عُين في الماضي لاعتبارات ائتلافية وحزبية لمنصب وزير الخارجية عاملون في السياسة لا علم لهم بمشكلات العالم؛ وقد خدم في وزارة الخارجية في المدة الاخيرة شخص عُدّت اسرائيل بسبب مواقفه وتصريحاته منبوذة في العالم السياسي الدولي. لكنه لم يقع الى الآن كما يحدث الآن وهو أنه ليس لدولة اسرائيل اليوم وزير خارجية بسبب القضية الجنائية لزعيم "اسرائيل بيتنا".

        عُين نائبا لوزير الخارجية عضو كنيست برهن الى الآن على قدرته على الحيل البرلمانية، لكن ليست له أية تجربة في العلاقات الخارجية. ورئيس الوزراء الذي يتولى الى الآن حقيبة الخارجية مشغول – وسيكون مشغولا في المستقبل القريب ايضا – بشؤون داخلية واقتصادية ثقيلة تقتضي انتباهه ولا يستطيع ان يكون فارغا لعمل الوزارة اليومي. إن وزراء الخارجية الذين يُكثرون من زيارة البلاد في الآونة الاخيرة ويريدون أن يلقوه ويقفوا على سياسة حكومته يُوجهون الى يوفال شتاينيتس الذي يتولى المنصب الهاذي وهو وزير الشؤون الدولية – وهو مثل وزارة خارجية ثانية، لكن من غير جهاز ومن غير وسائل.

        هذه فضيحة أصبحت قد أفضت لا الى تعبيرات عن امتعاض زعماء في العالم فقط بل حتى عن الغاء زيارة وزير خارجية اوروبي معروف بأنه صديق لاسرائيل. وهذا عدم مسؤولية يضحي بشؤون الدولة على مذبح تقديرات لا صلة لها بالحفاظ على المصلحة الاسرائيلية. والضرر الذي وقع بالدولة لا يُقدر.

        ليس هنا مكان النظر في التقديرات التي تبعث رئيس الوزراء على حفظ منصب وزير الخارجية لافيغدور ليبرمان اذا خلص من مشكلاته القضائية، فرئيس الوزراء ذو حق في ان يختار وزير خارجيته كما يشاء على حسب تصوراته العامة وحاجاته السياسية. لكن ترك دولة اسرائيل بغير وزير خارجية هو عدم مسؤولية لأنه لا تكاد توجد دولة في العالم علاقاتها الخارجية مهمة جدا لمكانتها وأمنها كدولة اسرائيل. وتُحذر الحكومة صبح مساء من مشكلاتنا في المستوى الدولي وتتعرض اسرائيل لانتقاد لم يكن له مثيل قط، والفلسطينيون يحظون بدعم لموقفهم آخذ في الازدياد. فيصعب ان نفهم كيف توافق حكومة ذات مسؤولية على الوضع الموجود في وزارة الخارجية.

        بذلت اسرائيل جهودا كبيرة عشرات السنين كي تقوي مكانتها الدولية وبسطت شبكة من عشرات المفوضيات في أنحاء العالم. وقد أصبحت هذه الشبكة في شلل تام اليوم. إن حكومة بنيامين نتنياهو تعتقد أنه يمكن الاستهانة بمجال علاقات اسرائيل الخارجية استهانة واضحة جدا في حين يحظى الفلسطينيون باعتراف دولي أخذ يزداد. أما ما تعتقده فينا أمم العالم فيمكن أن ندعه لخيال المستهزئين الخصب.

        برغم جميع ضرورات رئيس الوزراء يوجد مع كل ذلك حل سهل جدا ومنطقي وعملي للمشكلة المركبة وهو ان يُعين يوفال شتاينيتس في هذه الاثناء وزيرا للخارجية. واذا أُريد الحفاظ على ايهام بعودة ليبرمان الى الوزارة (اذا وعندما) فيمكن ان يُعين شتاينيتس نائبا لوزير الخارجية. وينبغي ان تُفوض اليه صلاحيات وزير الخارجية وعليه ان يجلس في الوزارة وان يقف على رأس هرم جهاز الخارجية الاسرائيلية. وينبغي ان تُفوض الى شتاينيتس بدل اللقب الفارغ، المسؤولية وادارة وزارة الخارجية.

        لا حاجة الى ان تكون من أنصار آراء شتاينيتس السياسية فلستُ منهم. لكنه عمل سنوات رئيسا للجنة الخارجية والامن في الكنيست، وكان باعتباره عضوا في الحكومة مشاركا في المجلس الوزاري المصغر السياسي الامني. وليس شتاينيتس غريبا على هذا الشأن، ومن المؤكد ان إستعداده الاكاديمي لا ينتقص من قدرته على فهم العالم. ومن كان مثلي يريد سياسة خارجية مختلفة ايضا لا يستطيع ان يتجاهل حقيقة ان شتاينيتس يمثل باخلاص النهج السياسي الذي فاز في الانتخابات الاخيرة.

        لا تحتاج اسرائيل فقط الى سياسة خارجية بل الى من هو قادر على التعبير عنها ايضا. وهذا شأن كل مواطني اسرائيل دونما صلة بحزب وتصور عام وكما لا يمكن ألا يوجد وزير دفاع فلا يمكن ألا يوجد للدولة وزير خارجية في وظيفة تامة.