خبر عميدة الأسيرات الفلسطينيات...صمود وصبر رغم المعاناة وظلم السجان

الساعة 05:33 ص|17 ابريل 2013

رام الله

بالرغم من وجود 12 أسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، إلا ان الأسيرة لينا الجربوني هي الثابت الوحيد في قسم الأسيرات الفلسطينيات، منذ صفقة تبادل الأسرى مع الجندي المختطف جلعاد شاليط، والتي أفرج بموجبها عن الأسيرات وبقيت لينا واثنتين فقط من أسيرات الداخل.

لينا أحمد صالح جربوني 39 عاماً من قرية عرابة القريبة من مدينة عكا المحتلة عام 1948، والتي توجه الحكم الأطول، ما لبثت ان بقيت وحيدة بعد الإفراج عنهن بعد أشهر، وأصبحت عميدة الأسيرات الفلسطينيات كأقدم أسيرة، حيث تواجه حكما بالسجن 17 عاما، قضت منها 11.

وكانت الجربوني اعتقلت في 18/4/2002، بتهمة تقديم مساعدات لفصائل المقاومة في تنفيذ عمليات ضد أهداف للاحتلال.

وخلال الصفقة، أفرج الاحتلال عن 33 أسيرة ضمن صفقة وفاء الأحرار على دفعتين، بينما أطلق سراح الاسيرتان "ورود قاسم" و"خديجة أبو عياش" بعد انتهاء فترة محكومياتهم بعد أشهر، وبقيت هي الوحيدة من الاسيرات المعتقلات قبل الصفقة.

صدمة لها وللعائلة

يقول شقيق الأسيرة سعيد الجربوني ل"فلسطين اليوم" أن ما جرى خلال صفقة الأسرى و تجاوز لينا و باقي اسيرات الداخل كان له تأثير كبير عليها، حيث أبلغت و كافة الأسيرات بالإفراج و قامت بحزم حقائبها و تجهيز كل حاجياتها، حتى ليلة الإفراج عنهن حيث أبلغت بعدم شملها بالصفقة.

وبحسب سعيد فإن لينا صدمت من الاتفاق الذي لم يشمل أسيرات الداخل وخاصة أنها كانت صاحبة أطول حكم، بالرغم من قوة الشخصية التي كانت تملكها، حيث كانت هذه الصفقة تعني أن تبقى وحيدة لسبع سنوات أخرى.

وان كانت الجربوني استطاعت تجاوز هذا الأمر بعد شهر أو أقل، فالأمر لم يكن كذلك للعائلة التي بنيت الكثير الكثير من الآمال على هذه الصفقة، كما يقول سعيد:" الوالدة انهارت تماما بعد سماع أبناء تجاوز الصفقة للينا، قضت أكثر من ثلاث أشهر بحاله صدمه، مثل الأيام الأولى لاعتقالها، وكنا نشعر بعجز شديد ونحن لا نملك شيئا للتخفيف عنها أو عن لينا".

ولما كانت لينا تملك من قوة الشخصية الكثير، وقدرتها على تحمل المسؤولية كانت ولا تزال الناطقة باسم الأسيرات وممثلتهن لدى غدارة السجن، حيث خاضت العديد من المعارك لنزع حقوقهم التي كانت إدارة السجن سحبها منهن.

معاناة وصمود

وتعاني الجربوني من عدة أمراض أهمها الشقيقة (صداع دائم) وانتفاخات في القدمين والتهابات في المرارة تسبب لها مغص شديد والام حاد، ومن المقرر أن تخضع الثلاثاء القادم لعملية لاستئصالها بعد أشهر من الإهمال الطبي والمماطلة في تحديد موعد لإجرائها.

يقول سعيد الجربوني:" خلال الزيارة الأخيرة أبلغتنا أنها ستقوم بإجراء العملية والتي تأخرت فيها كثيرا، حيث كانت عيادة السجن تقدم لها دواء لا يتوافق مع حالتها الصحية مما تسبب في مضاعفة الآلام لديها، إلى جانب الصداع الدائم ومسامير العظم في رجليها"

وبالرغم من هذه المعاناة، إلا أن الجربوني تملك من المعنويات الكثير، كما يقول شقيقها:" لينا تتعالى على الألم والمعاناة، وفي كل زيارة لها تمدنا بكثير من القوة، فهي كما كانت دائما تتحمل والمسؤولية ولديها القدرة على الخروج من أي أزمة تقع بها.

وبالرغم من قضائها 11 عاما في سجون الاحتلال، فلا تزال سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عن الجربوني ضمن قانون يعرف "بثلثي المدة" حيث يمثل الأسير أمام محكمة للإفراج عنه بعد قضاءه فترة ثلثي المدة، بالرغم من مثولها أكثر من مرة أمام هذه المحكمة.